منذ طفولتي وحياتي متدهورة، فهل أنا محسودة؟
2025-03-10 04:35:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ كنت صغيرة حياتي متدهورة جداً، وأحس أني محسودة، بل هنا أناس كثير لما رأوني ومن غير أن أتكلم قالوا لي: أنت محسودة.
ما كنت أحب أن أصدق هذا الكلام؛ حتى لا يترسخ لدي أنه حقيقي، وكنت دائماً أقول: رضيت بإرادة ربنا والابتلاءات، ولا بد من الصبر والعزم.
الموضوع زاد في الفترة الأخيرة، ولم يقتصر الأمر عليّ بل شمل إخوتي وأبي وأمي، فعلاقتنا بالناس وعلاقتنا بأهلنا بل حتى علاقتنا مع ربنا تدهورت جداً.
حياتنا كلها بقيت أسوأ مما كان، جسدياً ومعنوياً، والحالة المادية ازدادت سوءاً، والبلد حالياً متدهورة، فهل هناك من أحد عمل لنا سحراً، أو حسدنا؟ أرجوكم أفيدوني، فأنا تعبت جداً، وصرت خائفة جداً، فأبي وأمي كبار في السن، وليس فينا من يقدر على القيام بشؤونهما.
أرجوكم دلونا على الحل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يحفظ والديك، وأن يصرف عنكم شر كل ذي شر، إنه جواد كريم.
ما تتحدثين عنه -أختنا- هو ابتلاء لا يخلو أحد منه، فأنت تتحدثين الآن عن حياة معيشتها ضيقة، والعلاقة بالأهل متوترة، والعلاقة بالله متدنية، وكل هذه في نظرنا أعراض قابلة للتصحيح، لكن هناك وفي مثل عمرك من تتحدث عن مرض نادر أصابها في الدم، ولم يجدوا لها علاجاً، وأم مريضة وفقيرة ووالد متوفى، وليس عندهم دواء، ولا ثمن للدواء، والأمثلة على الابتلاءات كثيرة ومتعددة حين تستمعين لها تدركين أنك بجوارهم في نعيم وعافية.
لماذا نقول لك هذا الكلام -أختنا-؟ لأن الشيطان الخبيث يأتي إلى كل مبتلى ويوهمه أن مشكلته هي أصعب المشاكل وأشدها، وأن فيها سحراً وفيها حسداً وفيها عيناً، حتى يثبطه فلا ينهض لحاله، ولا يحاول أن يغير من وضعه، فانتبهي -أختنا- لحيله، فنحن وإن كنا في ابتلاء إلا أننا في عافية من وجوه أخرى كثيرة، فنحمد الله على نعمه، ونجتهد في تحسين الحال قدر المستطاع، ونصبر على البلاء، ونرجو من الله الأجر على الصبر.
أختنا الكريمة: السحر والحسد والعين أمر موجود، لكنه مضخم أكثر من اللازم، الناس تتحدث وكأن الجن هو من يسير الكون، وهو الضار النافع، وهذا خلل في العقيدة، الجن أضعف من أن يفعل شيئاً، والسحرة أعجز من إيذاء مسلم متحصن بالأذكار، نقول: أهل الشر موجودون، ولهم تأثير عام لا يقع إلا بإذن الله، وفي غفلة من العبد عن أذكاره وصلاته، لذا نوصيكم جميعاً بما يلي:
أولاً: المحافظة على الصلوات في موعدها، وعدم التهاون في ذلك.
ثانياً: قراءة الفاتحة وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، والمعوذات وقل هو الله أحد، مع المحافظة على أذكار النوم والصباح والمساء.
ثالثاً: قراءة سورة البقرة كل ليلة في البيت، أو الاستماع لها في البيت.
رابعاً: الرقية بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وهي وقوله: (بسم اللهِ أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفسٍ أو عين حاسدٍ، الله يشفيك، بسم الله أرقيك)، (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)، (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم)، (اللهم رب الناس أذهب البأس، اشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يُغادر سقمًا)، (أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عينٍ لامّة).
هذا -أختنا- هو الحصن الحصين لك ولعائلتك بأمر الله، ونسأل الله أن يصلح حالكم وأن يفرج همكم، وأن يحفظ والديكم، إنه سميع قريب مجيب الدعوات، والله الموفق.