صديقنا يتهاون بالصلاة، هل نخرجه من سكننا؟
2025-03-11 03:01:02 | إسلام ويب
السؤال:
أنا وأخي نسكن سويةً في بلد آخر لدراسة الجامعة، وهي دولة مليئة بأماكن الفسق والمعاصي، والمساجد فيها قليلة؛ لذلك قررنا أن نسكن مع أخوين من أقاربنا البعيدين في شقة واحدة؛ حيث إننا نأمنهما على عكس الغرباء.
بعد سَكنِنا بمدة قصيرة، أتى صديق أخي من المطار إلى بيتنا؛ حيث إنه لا يملك شقة، وخطط أن يؤجر واحدة، لكن بسبب أوضاعه المالية لم يملك المال الكافي ليؤجر شقة لنفسه، فصار يسكن معنا بدون إيجار، ويأكل ويشرب، وقد استمر هذا الحال لأكثر من سنة.
لكن المشكلة هي أن هذا الرجل نادر الصلاة، وطوال هذه السنة نقوم أنا أو أخي بدعوته إلى الصلاة عند كل نداء تقريباً، فمرات يصلي معنا ومرات يقول: "صلوا بأنفسكم، سأصلي بنفسي" ثم يأتي نداء الصلاة التي تليها، ثم يقولُ لنا: "صلّوا أنتم فأنا لم أصل الأولى" وهكذا تقريباً كل يوم!
أنصحه كثيراً، ومرةً سألني: "كيف أواظب على الصلاة؟" فنصحته، ثم أتى اليوم التالي وناديته للصلاة وقال لي: "صلِّ بنفسك". وأما أقاربنا فواحد منهم على نفس حال صديق أخي هذا، ولكنه كثير السب والشتم، والآخر يصلي معنا في كل أسبوع مرة أو مرتين تقريباً، وهو أيضاً بذيء الكلام.
وصديق أخي هذا لا يحسن الدراسة، فيرسب في كثير من مواده، ولا يتعلم شيئاً في هذا الوقت، ولا يعمل، فيصحو من النوم يأكل ويشرب ويشاهد المسلسلات، وقد تعبت -والله- من محاولاتي الكثيرة في نصحه، وقد استمر هذا الحال لأكثر من سنة -علماً بأن صديق أخي هذا قد توفي أبوه وهو في 17 من عمره، وهو الآن في 21 من عمره- وهو لا يملك هاتفاً، ويسألني المال أحياناً ليقضي أشياءه، ولديه أخ وأم يعملان في مصر، وأخت متزوجة تعمل في بريطانيا، وليست بيننا وبينه أي صلة قرابة.
كثيرٌ ما يتجادل أقربائي وصديق أخي؛ مما يُولِّد الكراهية، فأصبح يكرههم وهم يكرهونه بسبب أنّه لا يتحمل المسؤولية، ولا يقوم بواجباته في البيت، ولا يرضى أن يجادله أحد، وكثيراً ما نصحته في هذا ولكنّه عنيد، وهو مدين لأقربائي ببعض المال؛ مما زاد الكراهية، ولا أعلم ماذا أفعل؟
ماذا أفعل، فقد تعبت والله من النصح؟ وهل علي إثم إذا طردت صديق أخي هذا؟ حيث إنني لا أراه ينتفع معنا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك حرصك على القيام بالفرائض واجتناب المحرمات، ودعوتك للآخرين إلى هذا، وهذا من توفيق الله تعالى لك، ولطفه بك، ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يحفظك ويحفظ لك دينك ويزيدك هداية وتوفيقًا، ويبلغك أهدافك ومقاصدك مما فيه منفعة تكفي دينك ودنياك.
وقد أحسنتم -أيها الحبيب- حين استضفتم هذا الإنسان الذي كان محتاجًا، وأحسنتم حينما أعنتموه ويسرتم له أموره، ومن كان في عون أخيه كان الله في عونه -كما دلت الأحاديث على ذلك- فمن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- وأحسنتم حينما ذكرتموه بالقيام بهذه الفريضة العظيمة، وهي فريضة الصلاة.
وكان من الخير له أن يستجيب لندائكم ودعوتكم له، ولكن الهداية بيد الله تعالى، فيوفق من يشاء ويمنع من يشاء، فنسأله -سبحانه وتعالى- أن يمن علينا وعليكم جميعًا بالهداية والصلاح، ولا تيأسوا من صلاح هذا الشاب، وأظهروا له حرصكم عليه، وأنكم إنما تدعونه إلى الصلاح حباً له وحب الخير له؛ فلعله أن يستجيب إذا لم يستجب اليوم سيستجيب غدًا.
وأما ما ذكرته من هل تأثمون إذا طردتموه من البيت؛ لأنه لا يقوم بما يلزمه من الناحية المادية؟ وكذلك لأنه يسيء العشرة في البيت لمن هم في هذا البيت؟
فالجواب: أنكم لا تأثمون بلا شك، سواء وجدت منه هذه الأسباب أو لم تجد، ليس عليكم في ذلك إثم، فيمكن أن تعتذروا إليه بطريقة مؤدبة؛ فإن الإحسان يجذب إحسانًا كما قال سبحانه وتعالى: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقكم لكل خير.