خطبت فتاة بين عائلتها وعائلة أخرى ثأرات، فهل أكمل الخطبة؟

2025-03-12 01:43:44 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خطبت فتاة وقبل الخطبة أوضحت لي أن بين أخوالها وعائلة أخرى ثأرًا، حيث قُتل جميع أخوالها وأبناؤهم، وقاموا بدورهم بقتل بعض أفراد العائلة الأخرى، مما أدى إلى حبسهم والحكم عليهم بالإعدام.

قبل الخطبة قلت: ليس للفتاة أي ذنب في ما حدث، وأتممت الخطبة، ولكني الآن أشعر بتعب شديد جدًا بسبب هذا الأمر، فكل من يعلم بأمر خطبتي منها يؤكد لي بأنه اختيار خاطئ، وكان علي البحث عن فتاة أخرى، مع العلم أنا لم أر أي شر من الفتاة ووالديها، فماذا أفعل؟

شكرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:

أخي الحبيب: لا يخفاك أن الزواج آية من آيات الله قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم21]، وهو من سنن الأنبياء والمرسلين، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً} [الرعد38].

والنبي -صلى الله عليه وسلم- حث الشباب على الزواج، خاصة عند وجود الاستطاعة المادية، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج"، وبين مشارب الناس وتوجهاتهم في اختيار الزوجة، موضحًا الطريق الأسلم، فقال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"، والمعنى أن عادة الناس في النكاح تدور حول تلك الخصال: الجمال، والمال، والحسب، والدين، والإسلام لا يمانع في الجمع بين هؤلاء إذا كان الدين هو المعيار الأول، فالدينة الجميلة، أو الدينة الحسيبة، أو الثلاث معًا إذا سبق ذلك الدين لا حرج فيه، المهم أن يكون المعيار الأول هو الدين.

والفتاة التي خطبتها إن كانت صاحبة دين وخلق فهي نعمة أنعم الله بها عليك، فأنت تعلم أنها لا ذنب لها في ما يحدث، وقد أوضحت لك قبل الخطبة مشكلتها، وأنت وافقت على ذلك، لذا ننصحك بما يلي :

أولاً: إهدار كلام الناس اليوم في تثبيطك من الزواج منها، والنظر بموضوعية إلى مستوى الخطورة الفعلية من الزواج منها.
ثانيًا: إن كان فعلًا توجد خطورة عليك من الزواج منها -وهذا الخطر ليس متوهمًا بل حقيقيًا-، فانظر هل يمكن التصالح مع هؤلاء القوم، وتوسيط بعض الوجهاء ورجال الدين؟
ثالثًا: إن كانت الوساطات غير نافعة، فهل يمكن بعد مشاورة أهلك الانتقال بها إلى مكان أكثر أمنًا؟

وأخيرًا: إن كان الضرر محققًا، والوساطات للصلح غير مجدية، والانتقال متعذرًا، أو ليس له فائدة، فاستشر أهلك وأهل الدين والعلم والحكمة ممن يعرفون أبعاد المسألة، وانزل على حكمهم بعد أن تكون قد استنفذت كل ما يمكنك فعله.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

www.islamweb.net