الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك - ابننا الفاضل - في الموقع، ونسأل الله أن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يهدينا جميعًا، وأن ييسّر الهدى إلينا، وأن يجعلنا سببًا لمن اهتدى.
بدايةً: نحبُّ أن نؤكد لك أن الشعور بالخلل هو بداية التصحيح، وأن المريض إذا لم يعترف بمرضه فكيف يطلب العلاج؟ وأنت - ولله الحمد - ممَّن عرف الطاعات، وعرف فضل الله عليه ونعمه عليه، فاحرص على كثرة التوجُّه إلى الله والصدق مع الله، وأصلح نيّتك، وتوجّه إلى الله تبارك وتعالى بقلبك وقالبك.
واعلم أن الذنوب والمعاصي لها ثمارها المُرَّة، وآثارها الخطيرة، وأن من أكبر ما يُعين الإنسان على الحفظ أن يبتعد عن المعصية، أن يغض بصره، قال الشافعي: "شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي ... فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي ... وَأَخبَرَني بِأَنَّ العِلمَ نورٌ ... وَنورُ اللَهِ لا يُهدى لعاصي"، وقال مالك للشافعي: "إني أرى على قلبك نورًا، فلا تُطفئه بظلمة المعصية"، وقال ابن مسعود: "كنا نُحدَّثُ أن الخطيئة تُنَسِّي العلم".
ولذلك ينبغي أن تتجنب المعاصي؛ لأن لها شؤمها وثمارها المُرَّة، فللمعصية ظلمة في الوجه، وضيقًا في الصدر، وبغضةٌ في قلوب الخلق، وتقتيرًا في الرزق، يقول الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282] ، ويقول: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2-3] ، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4]. ويقول على لسان يوسف عليه السلام: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90].
فاحرص على التقوى، واحرص على الإكثار من الحسنات الماحية، فإن الحسنات يُذهبن السيئات، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، واجتهد دائمًا في أن تضع خطة لنفسك، واجعلها خطة معقولة؛ لأن (فإن المُنْبَتَّ لا أرضًا قطع، ولا ظهرًا أبقى).
مسألة المذاكرة والدراسة تحتاج إلى أن يكون الإنسان فيها مُقبلًا، وإذا وجد فتورًا ارتاح، ثم واصل مسيره.
كما أرجو أن تنظّم جدول المذاكرة، وأن تُحدد الأشياء الأكثر أهمية، وأن تجتهد في استخدام أكثر من حاسّة، كأن تتكلَّم وتكتب وتُلخِّص، وتضع علامات على النقاط المهمّة حتى تُكرّرها وتُركّز عليها.
واطلب المساعدة من الزملاء الفضلاء، ومن المعلّمين الكُرماء، حتى يُعيدوا لك شرح الأمور التي تحتاج إلى مزيد من الشرح.
نسأل الله أن يُعينك على تجاوز هذه الأزمات، ونحن على ثقة أنك ستعود، والذي نرجوه هو ألَّا تُعطي الشيطان فرصة، وتذكّر أن الله توّاب رحيم، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يتوب علينا وعليك، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
وللفائدة راجع هذه الروابط: (
16790 -
2102261 -
2266272).
والله الموفق.