تعطلت حياتي وتعثرت دراسيًا، فهل من نصيحة؟

2025-03-12 02:55:51 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب جامعي، في السنة الثالثة قبل الأخيرة، عانيت سابقًا في دراستي في الصف الثالث الثانوي، حيث فشلت وأعدت السنة، كما واجهت صعوبات في الجامعة، إذ فشلت في السنة الأولى والثانية وأعدتهما، وضاعت مني ثلاث سنوات؛ بسبب الإهمال والتقصير.

عانيت من الاكتئاب والقلق والندم كلما رأيت أصدقائي، فمنهم من تخرج وتوظف وتزوج، وبدأ مشوار حياته، بينما ما زلت طالبًا على مقاعد الدراسة، فكيف يمكنني اللحاق بهم، والتركيز على نفسي من التشتت والضياع؟ مع العلم موعد اختبارات الفصل الدراسي الثاني للسنة الثالثة بعد أسبوع.

أفيدوني هل للأفلام الإباحية ضرر علي؟ فأنا أدمنت مشاهدتها منذ الثانوية، وأحاول تركها ولكني أعود مجددًا، هل من حل؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ضياء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخانا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يفتح عليك بالخيرات، وأن يغفر لك الذنوب والزلَّات، ويأخذ بيدك إلى ما فيه خيرُك ومصلحتُك.

وقد أدركت بنفسك سبب ما أنت فيه من القلق والتأخُّر عن الإنجاز، وذلك بما أنت باقٍ عليه من الوقوع في المعصية، وهذه المعصية ليست كأي معصية، وإنما معصية من نوعٍ خاص، لها آثارها على ذهن الإنسان وتركيزه وانشغال ذهنه، فهي محرّمة نعم، ولكن لها آثار لاحقة.

ولهذا فالنصيحة أن تُعالج هذا الإشكال الذي أنت واقع فيه، وتعلم يقينًا أن الإنسان قد يُحرم أرزاقاً كثيرة بسبب ذنوبه ومعاصيه، وهذه أوَّلُ ثمرات المعصية، وفي المقابل التقوى بابٌ لفتح الأبواب أمام هذا الإنسان، ونزول الأرزاق، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2-3].

ولا تنخدع بمن تراهم حولك ممَّن يفعلون الذنوب والمعاصي، ثم تُفتح لهم الأبواب وتُيسّر لهم الأمور؛ فإن الله سبحانه وتعالى قد يُعامل بعض الناس بالاستدراج والإمهال، ويُؤخّر له العقوبة، فيأخذه على حين غِرَّةٍ منه.

فنصيحتنا لك: أن تراقب الله تعالى أوَّلًا وتُدرك أن الله عز وجل مطلعٌ عليك، لا تخفى عليه خافية من شؤونك، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [يونس: 61]، وقال: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7].

فالله تعالى شهيدٌ عليك، مطلعٌ على ما تفعل، وإذا تذكّرت هذه الحقيقة استحييت من ربك، وساعدك ذلك في التخلص من هذا الذنب، فبادِرْ إلى التوبة، والتوبة أمرُها سهلٌ يسيرٌ -بإذن الله تعالى-: أن تندم على فعل الذنب، وأن تعزم في قلبك على ألَّا ترجع إليه في المستقبل، مع إقلاعك عنه في الحال.

فإذا تبت هذه التوبة غفر الله تعالى سيئاتك كلّها، فقد قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25]، ويقول عن التائبين: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: 70]، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "التَّائِبُ ‌مِنَ ‌الذَّنْبِ، كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ".

وباب التوبة مفتوح، وهذا من فضل الله تعالى ورحمته بك وبسائر العباد، فبادِرْ إلى هذا الباب، ولا تحرم نفسك الخيرات، واعلم أن الذنوب حائلة بين الإنسان وبين رزقه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وَإِنَّ الرَّجُلَ ‌لَيُحْرَمُ ‌الرِّزْقَ بِخَطِيئَةٍ يَعْمَلُهَا".

فخذ بالأسباب التي تُعينك على التخلُّص من هذه المعصية، ومن أهمها ألَّا تختليَ كثيرًا بالأجهزة التي تطلع من خلالها على هذه المناظر المحرّمة، وحاول أن تستعملها في حضور ناس آخرين بجانبك، ومن الأسباب الصحبة الصالحة، فحاول أن تتعرّف على الشباب الطيبين الجادّين النافعين، فإنك ستنتفع بهم في دينك ودنياك.

حاول أن تأخذ بالأسباب، للتركيز على دراستك وإتقان ما تدرس، وستجد الخير أمامك -بإذن الله تعالى- ونسأل الله تعالى أن ييسّر لك الخير.

www.islamweb.net