آثار دواء سبرام
2006-06-29 09:11:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أريد سؤال الدكتور الفاضل - محمد عبد العليم - لي قريب يشرب دواء Citalopram 40 ومنذ عام تحسن كثيراً ولكنه يشعر أنه قد أدمن عليه، وأنه لا يستطيع تركه، وهو يشربه بشكل متواصل بمعدل حبة يومياً، وأحياناً نصف حبة، ومشكلته أنه وعند تأزم الأمور والانفعال تضيق نفسه، ويتسارع نبضه جداً، ويخاف من هذه الحالة، ومن عودتها؛ ولذلك يقول لي إنه مع هذا الدواء لا يصاب بهذه الحالة لذا سيشربه دائماً؟
1- ما الخطر في شربه هذه الفترة؟ وهل هذا صحيح؟
2- هل هذا الدواء فعلاً إدماني؟
3- كيف يجب عليه وقف هذا الدواء وبأي آلية؟
4- بماذا سيؤثر عليه هذا الدواء مستقبلا، وهل يؤثر على مناعة الجسم؟
5- ما الحل للحالة التي تصيبة؟ وهل من الصحيح أن يوقف هذا الدواء ويشرب دواء آخر عند اللزوم مثلا؟ وما هو هذا الدواء؟
6 - ما أقصى مدة يمكن شرب هذا الدواء فيها؟
بارك الله فيكم وجزاكم عنا كل الخير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ ماهر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولاً: أيها الأخ الفاضل أرجو أن أؤكد لك أن ستالوبرام - أو ما يعرف باسم سبرام - ليس من الأدوية الإدمانية مطلقاً، فهو لا يسبب الإدمان ولا يسبب التعود؛ حيث أنه فقط يعمل على تنظيم مادة السيروتونين، والتي لا علاقة لها مطلقاً بالإدمان.
ولكن هذا الأخ الذي ذكرت حالته، من الواضح أن لديه الاستعداد أصلاً لحدوث المخاوف، وهو يعاني من حالة التسارع في ضربات القلب والخوف، وهذه نوع من أنواع الهرع، ولأن الهرع مخيف جدّاً ويسبب ألماً نفسيا، فأصبح هذا الأخ يخاف منه للدرجة التي يحس بالأمان فيها حين يتناول الدواء، وهذا هو الذي جعله يعتمد على الدواء، إذن فالخوف من معاودة الحالة هو الذي جعله يرتبط بالدواء، وليس لأن الدواء إدماني، هذا هو الذي وودت أن أوضحه لك.
هذا الدواء لا يسبب أي خطر، وهو ليس إدمانيا – كما ذكرت – كما أنه من الأدوية السليمة جدّاً.
بالنسبة لكيف يجب عليه وقف هذا الدواء وبأي آلية؟ بالتأكيد هنالك بعض الناس يحتاج إلى جرعة علاجية وهي دائمة جرعة كبيرة نسبياً، ثم بعد ذلك ينتقل إلى الجرعة الوقائية وهي تكون حوالي نصف الجرعة العلاجية، وبعد الاستمرار في الجرعة العلاجية والتي تكون غالباً ستة أشهر حسب الحالة، وبداية الجرعة الوقائية يحتاج بعض الناس لأن يستمروا لمدة طويلة على الجرعة الوقائية، أنا أعرف بعض الناس يتناول السبرام -وقد استبدل الآن بالسبراليكس- يتناوله لسنوات دون أي مشاكل.
أما التوقف فهو دائماً بالتدريج حسب الجرعة، مثلاً هذا الأخ يتناول 40 مليجرام – والـ 40 مليجرام هي حبتين في اليوم – يمكنه أن يبدأ بتخفيض نصف حبة كل شهر، وفي الشهر الرابع حين يصل إلى نصف الحبة الأخيرة يمكنه أن يتناولها يوماً بعد يوم، ثم بعد ذلك يتوقف عن الدواء، ولكن لابد أن يدعم الدواء بالثقة بالنفس وأن حالته قد تحسنت، وأن يبني في نفسه إرادة التغير وإرادة التحسن، ولابد له أيضاً من ممارسة تمارين الاسترخاء والرياضة، فهي من البدائل الممتازة جدّاً لعلاج الخوف والهرع.
هذا الدواء لا يؤثر مطلقاً عليه في المستقبل، ولا يسبب أي ضعف أو ضرر بالنسبة للمناعة الجسدية، الذي ربما يحدث من هذا الدواء هو أنه ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، كما أنه بالنسبة لبعض الرجال ربما يحسون بعدم الرغبة الجنسية، ولكن هذا أمر يحدث لقلة قليلة ويكون بسيطاً جدّاً.
كما ذكرت لك: فالحل بالنسبة للحالة التي تصيبه هو أن يبني إرادة التغير، وأن يمارس تمارين الاسترخاء والرياضة، ولا مانع أبداً من أن يستعمل الدواء؛ لأن الدواء سليم، وخاصة أن هذا الأخ لديه الاستعداد للهرع.
أما الأدوية التي تستعمل عند اللزوم في مثل هذه الحالة، فهي العقار الذي يعرف باسم زاناكس، وأنا لا أفضله؛ لأن الإنسان يبدأه عند اللزوم ثم بعد ذلك يتعود عليه ويصعب التخلص منه، أما الستالوبرام أو السبراليكس فهي لا تسبب الإدمان أو التعود أبداً.
بالنسبة للسؤال السادس: ما أقصى مدة ممكن شرب هذا الدواء بها؟
كما ذكرت لك فهنالك البعض يتناول هذا العقار لسنوات دون أي مشكلة، وهنالك من حاولنا أن نقول لهم أنكم الحمد لله قد شفيتم وتوقفوا عن العلاج، يقولون لك: أنا الحمد لله مرتاح وأنا حساس ولدي ضغوط في الحياة كثيرة، فمن الأفضل أن أتناول العلاج.
إذن لا توجد مدة قصوى، يمكن أن تكون سنوات، ولكن الإنسان إذا احتاج أن يستعمل الدواء لفترة طويلة، فمن الأفضل أن يكون ذلك بجرعة صغيرة، وفي حالة هذا الأخ أفضل أن ينقص الجرعة ويجعلها 20 مليجراماً.
وبالله التوفيق.