هل تنصحون مجهول الوالدين بالبحث عن نسبه وإخبار أبنائه به؟
2024-05-12 04:30:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
بالنسبة لمجهول الوالدين إذا قام بتحليل البصمة الوراثية، وظهرت نتيجته وأصوله لأحد القبائل العربية المعروفة، هل يستطيع أن يفصح عن أصوله؟ وهل يمكن أن يذكر أصوله لأبنائه اعتمادًا على نتيجة الفحص؟ وبماذا تنصحون في مثل هذه الحالات، استمرار البحث أم التوقف عنه؟ وكيف يشرح مثل هذا الأمر للأبناء؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abo omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك - أيها الأخ الكريم - في الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يُعينك على طاعة الكريم رب العباد.
لا يخفى على أمثالك أن ربنا العظيم العدل الرحيم هو الذي يقول: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}، ولذلك مجهول الأبوين لا يُسأل عمَّا حصل من الذين وقعوا في الخطأ أو الخطيئة، والعبرة بأن يُصلح ما بينه وبين الله تبارك وتعالى، وقد أحسن من قال: "كن مَن شئت واكتسب أدبًا*** يُغنيك محموده عن النسب".
والحمد لله المجامع الفقهية والدول أيضًا لها مؤسسات رسمية أصبحت تُرتّب هذا الأمر، إذا وجدوا صغيرًا بحثوا عن مُرضعة صالحةً تُرضعه، ليكون أخًا لأولادها من الرضاع، ثم يتربّى بعد ذلك، ولا مانع في مرحلة عمرية مناسبة أن يُخبروه بالحقيقة.
ولكن الذي نريد أن نقوله هو أن هذا الأمر لا نؤيد فيه البحث والتنبيش والتدقيق، بل الأصل فيه أن تستمر الأمور بالستر، وأن يكون البلاغ والإبلاغ للحالات حسب المستطاع، أو بحسب ما نحتاج إليه، فلا نؤيد مسألة التوسُّع، مسألة النسبة إلى هؤلاء أو إلى هؤلاء، وطبعًا هو في النهاية سيُعطى اسمًا رسميًا، وهذا الاسم يمضي عليه.
ونتمنَّى أيضًا ألَّا يكون هنا تفاخر بالقبائل والانتساب إليها؛ ألَّا نجعل هذا مظهرًا ليطغى ويأخذ أكبر من حجمه؛ لأن الإسلام لا يريد العصبية، ولا يريد للناس أن يُرفعوا من شأن القبيلة وهذه الأمور، ولكن الإسلام يريدنا أن نرتفع بتقوانا لله {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، فاحرص على أن تكون تقيًّا نقيًّا، وهذه أفضل نسبةً، أن يكون الإنسان من المتقين لله تبارك وتعالى.
والأبناء ينبغي أن يبقوا على ما عنده من معرفة، وطبعًا هناك أسماء تُعطى لهؤلاء، بل وثائق رسمية تُرتّب وفق ضوابط تتفق فيها الدولة مع الجهات الشرعية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُصلح الأحوال.
ونفضّل في مثل هذه الأمور أيضًا مراجعة الجهات الرسمية في البلد الذي أنت فيه؛ لأن لكل بلدٍ قواعد موضوعة، ومعظم البلاد ولله الحمد تُراعي الضوابط الشرعية في هذه المسألة، وظلّت الأُمّة في تاريخها الطويل تهتمّ بهذه الفئة، والأجر في رعايتها والقيام فيها أعظم حتى من اليتيم؛ لأن أمره أصعب، ويشمل أيضًا قول النبي (ﷺ) البشارة الواردة: « كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ، أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ»، بل الفتاوى على أن أمثال هؤلاء - مجهولي الأبوين - الأجر فيهم أعظم؛ لأن الجرح عندهم أكبر.
وشرح هذه الأمور للأبناء إذا احتاجوا إليها يحتاج فيها إلى الرجوع إلى أهل الاختصاص، حتى يعلمونا الطريقة الصحيحة، والعمر المناسب، والتهيئة المناسبة لإخبارهم بمثل هذه الأمور.
نسأل الله أن يُعيننا على فعل الخير.