أشعر بالذنب لاضطراري أن أسافر بعيدًا عن أمي، فما توجيهكم؟

2025-03-13 02:19:06 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

سافرتُ مع زوجي إلى بلدٍ أجنبي بسبب ظروف عمله، وأعملُ كمحاسبة في شركة إنشاءات، والمكتب الذي أعمل به يضمّ سيدات فقط، ولكن الشركة تحتوي على مهندسين ومديرين من الرجال، وأنا أتعامل معهم في حدود العمل، وأتجنب أوقات الغداء حتى لا أختلط بأحد، ولكن طبيعة عملي -بالإضافة إلى استفسارات المهندسين-، قد تستدعي وجودهم في مكتبي، أو أن أكون في مكان مختلط بأكثر من رجل، وأنا محافظة على حجابي -والحمد لله-، ولكن سؤالي هو: هل هذا العمل حلال أم لا؟

وأحيانًا أضطرّ إلى جمع الصلوات بسبب عدم القدرة على الصلاة في المكتب، لكن هذا يحدث فقط في فصل الشتاء، فهل ما أفعله حرام؟ وبماذا تنصحونني؟

أيضاً بسبب بُعد المسافة، لا أستطيع زيارة أهلي كل عام، وحين أزورهم، تكون الزيارة قصيرة بسبب التزامي بالعمل، ووالدتي تشتكي دائمًا، رغم أنني -بحمد الله- أفعل كل ما أستطيع لبرّها؛ فأرسل لهم من مالي ما أستطيع، كما أرسل الهدايا، لكنها لا تزال تشتكي وتحزن دائمًا بسبب بُعدي عنها، علماً بأنها تعيش مع أختي في نفس البلد، وأحيانًا أتجنب المحادثات الطويلة معها؛ لأنني أحزن كثيرًا، ويؤنبني ضميري عندما أشعر بحزنها، فهل أنا عاقّة؟

إنني أفكر في والدتي كثيرًا، وأشعر بالتعاسة، لأنها تبكي دائمًا عندما أتحدث معها، فماذا أفعل؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وبعد:

الأصل في عمل المرأة الجواز بشرط البعد عن العمل المحرم، أو الاختلاط المحرم أو ضياع الحقوق الواجبة، هذه الثلاثة متى ما تحققت في عمل صار مباحاً، لكن إذا اضطرت المرأة للعمل في مكان مختلط فإنه يجب عليها ما يلي:

1- الالتزام بالزي الشرعي الكامل.
2- الحديث في إطار العمل دون التطرق إلى غير ذلك.
3- عدم الخضوع بالقول، كما قال الله تعالى: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض)، [الأحزاب: 32]
4- ألا تسمح لنفسها بالخلوة بأحد من الرجال، فهذا من أعظم المنكرات.
5- أن تبحث عن عمل بديل يكفى احتياجها، وليس فيه اختلاط.
إذا ما حدث ذلك فإن العمل ساعتها يكون مباحاً، إن شاء الله.

ثانياً: لا يجوز التهاون في مسألة جمع الصلوات، بل الأصل أن تكون الصلاة على وقتها، إلا إذا عرض عارض يصعب معه الصلاة في وقتها، ولا يتخذ عادة، فيجوز الجمع على أنه استثناء لا قاعدة.

ثالثاً: للوالدة ولا شك حق على بناتها لكنه في ما لك عليه قدرة، وما دامت الزيارات متعذرة أو قصيرة فلا بأس عليك، ولكن اجتهدي أن تستخدمي الوسائل الحديثة في الحديث مع والدتك، والحمد لله أصبح اليوم متاحاً الحديث بالصوت والصورة والاطمئنان على الأهل بدون كلفة مادية، لذا اجتهدي في مثل هذا التواصل.

نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، والله الموفق.

www.islamweb.net