أم زوجي تخفي عني الطعام وتدخره لأبنائها، فكيف أتصرف؟

2025-03-11 03:41:19 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أسكن مع أهل زوجي في بيت واحد، وأقوم بكل واجبات البيت، من تنظيف وطبخ وكل شيء -نرجو من الله الأجر-.

ألاحظ أن أم زوجي تخفي عني الأكل، وتحتفظ به لولدها -أخي زوجي- ولبناتها، وأقصد بالأكل ليس ما يطبخ فقط، وإنما كل ما يؤكل من زيت وزيتون، وكذلك ما يُطبخ، وعندما أسألها تقول: "انتهى" أو شيئًا آخر، المهم أنه نفد، وأنا بالصدفة أجد ما أخفته عني، فأعرف أنها كذبت، فهل يجوز ما تفعله؟ وماذا يجب علي أن أفعل؟ هل أخبر زوجي أم ماذا أفعل؟

رغم أني لا أريد أن أشغل زوجي بذلك، ولا أريد أن أجعله يأخذ فكرة سيئة عن أمه، وأقسم بالله إني أحسن إليها من كل قلبي، كما أحسن لأمي مهما فعلت، وأحترمها كل الاحترام.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا ونسأل الله أن يحفظك، وأن يكتب أجرك، إنه جواد كريم، وبعد:

أولًا: شكر الله لك إحسانك إلى والدة زوجك، وثقي أن هذا باقٍ لك في الدنيا، ولن يضيع عند الله في الآخرة، فما أجمل التعامل مع الله، وما أجمل احتساب الأجر.

ثانيًا: إخفاء والدة الزوج بعض المؤن أمر غريب، لاسيما وأنتم جميعًا في بيت واحد، لذا إن صحَّ هذا فلعل لها مقصدًا من ذلك، أو لعلها تحاول الادخار، أو أي معنى يغلب حسن الظن فيه، فهذا هو الأصل.

ثالثًا: دعينا نتجاوز الحكم على الفعل إلى كيفية التعامل؛ لأننا لا نعرف أبعاده، وهل هي حقًّا من فعلت أم لا؟ وهل لها مقصد من ذلك أم لا؟ لذا دعينا نتجاوز الحكم عليها ونقول لك: قد أحسنت حين لم تبلغي زوجك شيئًا من ذلك، وقد أحسنت حين قلت: "لا أريد أن أجعله يأخذ فكرة سيئة عن والدته"، وقد أحسنت حين قلت "أحترمها"، ونحن هنا ننصحك بما يلي:

1- الاستمرار على النهج التصالحي مع احتساب الأجر، والإحسان إليها مع عدم انتظار الرد، وثقي أنك بهذا تطلبين مرضاة الله عليك، وكذلك سيشرح الله قلبها لك، فقد قال الله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.

2- إحسان الظن ما أمكنك ذلك، والتغافل متى ما وقع الخلل، ففي التغافل منجاة للفرد وسلامة للقلب، وقد روى البيهقي فِي مَنَاقِبِ الإِمَامِ أحمدَ عَن عُثْمَانَ بن زَائِدَةَ قَالَ: "الْعَافِيَةُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ مِنْهَا فِي التَّغَافُلِ". قال: فحدَّثتُ به أحمد بن حنبل فقال: "العافيةُ عشرةُ أجزاءٍ كُلُّهَا في التَّغَافُلِ" والعرب تقول:
ليسَ الذكيُّ بسيّدٍ في قومِهِ ** لكنَّ سيّدَ قومِهِ المُتَغَابِي

3- البعد عن التتبع: فحتما سيأتي إليك الشيطان ليؤكد لك ظنونك، وهذا سيدفعك قطعاً إلى التجسس بقصد معرفة الحقيقة، ابتعدي عن ذلك، وتذكري قوله (ﷺ): "من تَتَبَّعَ عورةَ أخيه تَتَبَّعَ اللهُ عورَتَهُ، ومن تَتَبَّعَ اللهُ عورَتَه يَفضَحْهُ ولو في جَوفِ بَيتِهِ".

وبعض الناس وقع في الزلل حين وقع في تتبع الغير، فقد قال الإمامُ مالكٌ بنُ أنسٍ - رحمه الله- يقولُ: أدركتُ بهذه البلدة - يعني المدينة - أقواماً لم تكن لهم عُيوبٌ، فعابوا الناسَ؛ فصارتْ لهم عُيوبٌ، وأدركت بها أقواماً لهم عُيوبٌ، فسكتوا عن عُيوبِ النَّاسِ؛ فنُسيتْ عُيوبُهم.

4- اجتهدي أن تكوني دائمًا صلة خير بين زوجك وأهله، فإن هذا سينعكس عليك وعلى أولادك إيجابًا في الدنيا والآخرة، خاصة أنت يا من كنت حلقة خير بين الجميع.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يُقدِّر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

www.islamweb.net