زوجتي تفتعل المشاكل وترفع صوتها بطريقة مزعجة، فكيف أتصرف معها؟
2025-03-16 03:05:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوج منذ سنتين تقريبًا، ولدينا طفل يبلغ من العمر سنة وشهرين، زوجتي تحافظ على نظافة بيتها وكل ما يتعلق بهذا الجانب، ولا تقصر أبدًا في تحضير الطعام والشراب، علمًا أنني لا أبخل على بيتي بأي شيء على الإطلاق.
لكن المشكلة أن زوجتي عصبية وعنيدة جدًا، وقد واجهتني معها العديد من المشاكل، حاولت حل هذه المشاكل بيننا، ولكن بعد عناء كبير نتمكن من التوصل إلى حلول.
في كثير من الأحيان، نتيجة للضغط والانزعاج من عنادها ومشاكلها التي تُثار على أمور صغيرة أو كبيرة، ألجأ إلى والدها ليكون وسيطًا لحل الأمر بيننا، لكنه في أغلب الأحيان، لا يعطي الموضوع الاهتمام الكافي.
وفي آخر مشكلة حدثت، لجأت إليه، وطلبت أن يأخذها إلى منزلهم لفترة معينة حتى يعالج مشكلة ابنته، لكنه رفض ذلك بحجة أن هذا الأمر لا يليق به كوالد.
ونعود للحياة نفسها، حيث كل ثلاثة أو أربعة أيام تفتعل سببًا لحدوث مشكلة، صوتها يكون عاليًا وعنيدة جدًا، وأشعر في بعض الأحيان أنني لا أستطيع تحمل ذلك.
أرجو منكم إفادتي بالحل، وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hamza حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه.
نحن نتفهم حديثك وألمك، ونحب أن نجيبك من خلال النقاط التالية:
1- أشد السنوات اضطراباً بين الأزواج هي السنوات الأولى؛ لأن القناعات الفكرية والتأثرات البيئية والصفات الفطرية تظهر، ومن الصعب التأقلم على كل شيءٍ في وقتٍ واحدٍ، أو تغيير أمر درج عليه الإنسان عمره كله في وقت قصير؛ ولذا علينا أن ندرك أنه مع مرور الزمن، وحسن سياسة المشاكل مع الدعاء، أن هذه الصفات السلبية تقل أو تندمل.
2- لا توجد أخي امرأة كاملة، كما لا يوجد رجل كامل، ومقياس الاعتدال أن تكون الأصول تامة، فالدين والأخلاق أساس كل بيت مستقر، ويتبع ذلك ما تفضلت به من نظافتها في بيتها، وحسن سياستها فيه، بقي أنها عصبية، والنقص لا يسلم منه أحد.
3- العصبية أخي مرض متأصل بعضه فطري، وبعضه مكتسب، لكن التعامل الجيد معه يجعل آثاره قليلة أو على الأقل محدودة، لذا ننصح بما يلي:
- الابتعاد عن الأمور التي فيها عصبية للزوجة من الأمور المباحة.
- تعليم الزوجة طريقة التعامل الشرعي مع العصبية، من الوضوء والجلوس، وتغيير المكان، مع الاستعاذة والذكر، وعدم مناقشة محل النزاع في وقت الغضب.
- تعلم فن إدارة الخلاف، وهذا يحتاج أن تتعلماه معاً أخي الكريم، ومن تلك الأمور:
أ - الإيمان بأن المشكلة ليست في من هو المخطئ، بل الأهم أين الصواب ومعالجة الخطأ.
ب - لا تخرج المشكلة في بدايتها من بينكما.
ج- يستمع كل طرف بدون مقاطعة إلى الطرف الآخر ليشرح وجهة نظره كاملة.
د - تجنب تصيد الأخطاء سيما إذا كانت غير مقصودة.
هـ - تحجيم المشكلة وتحديد محل الخلاف بدقة.
و - عدم استدعاء الماضي في حل النزاع.
وأخيراً: التغافل عن بعض الهنات البسيطة، مع اعتذار المخطئ بأريحية تامة ودون استئساد من أحد، هذه أخي الكريم إحدى وسائل إدارة الخلاف عند العصبية.
ونحن ننصحك بالصبر، وذكر محاسنها في نفسك؛ حتى تعدل قابلية التعامل وميزان التعاطي مع الأخطاء، ثم الاجتهاد في التعايش مع بعض السلبيات مع الاستماع إليها، ومحاصرة العصبية رويداً رويداً.
وننصحك أخي الكريم بالهدوء والتريث، وأن تعلم أن المشاكل في كل بيت قائمة، ولكنها تتفاوت من بيت لبيت، وعليك أيها الفاضل أن تستعين علي هذا كذلك بقيام الليل، وكثرة الدعاء لله أن يهدي الله زوجك، وأن يذهب الشيطان من بينكما؛ فإن سهام الليل لا تخطئ.
نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يصلح ما بينكما فيما يرضي الله، والله ولي التوفيق.