زوجي يهجرني ولا يطيق رؤيتي بسبب تحريض أمه عليّ، فماذا أفعل؟
2025-04-24 01:12:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
أنا متزوجة منذ عشر سنوات، لدي خمسة أطفال -ولله الحمد-، ومنذ ست سنوات اكتشفت أن أهل زوجي يقنعونه بأن لا ينجب مني، وبأني لست مؤهلة لأن أكمل معه الزواج، وأن عليه الزواج بأخرى، ولأنهم يعيرونني بفشل زواج والدي ووالدتي؛ وأن أمي مطلقة، وأن أبي متزوج بأخرى، ويعيش حياته معها.
لا أسمع منهم إلا التعيير، على الرغم من أن أمي زوجة صالحة، وكانت حياة أمي عبارة عن معاناة؛ فقد تركنا أبي لمدة 12 سنةً، وعندما عاد طلق أمي، لأنه لا يشعر تجاه أمي بشيء، وقد ربتنا أمي بعد الطلاق بمفردها، ووالدة زوجي هي عمتي، وتعلم عنا كل شيء، واكتشفت أنها لجأت للسحر لتعميه عني، والله يشهد أني كنت أعتبرها بمنزلة أمي، ولم أقصر في خدمتها، والآن زوجي لا يطيق رؤيتي، ويهرب مني وكأنني غريبة، ويهجرني، وينام في غرفة أخرى، وكأنني محرمة عليه، وتعرف إلى أخرى من خلال هاتفه، وينوي أن يتزوجها، وأنا الآن حائرة بين نفسي وصحتي، وأطفالي، فما نصيحتكم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك –ابنتنا الفاضلة– في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي هذه العمَّة وولدها إلى ما يحبُّ ربُّنا ويرضاه، وأن يأخذ بيدها إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يصرف عنها سيئ الأخلاق والأعمال، لا يصرف سيئها إلَّا هو.
نبشرك بأن المكر السيئ لا يحيق إلَّا بأهله، وأن الساحر لا يفلح حيث أتى، فاستعيني بالله، وتوكلي عليه، وقومي بما عليك من الواجبات، واجتهدي في التوجُّه إلى رب الأرض والسماوات، وعمّري حياتك بالذكر، والإنابة، والصلاة، وحافظي على بيتك وأسرتك، واستعيني بالله تبارك وتعالى، واعلمي أن هذا الكون ملْكٌ لله، ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله.
إننا نستطيع أن نعالج أنفسنا من الشرور بأن نلجأ إلى الذي بيده ملكوت كل شيءٍ، وثقي بأن هذا الكون ملْكٌ لله، ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله تبارك وتعالى، فكم من إنسانٍ يراد له الشر، لكنّ الله لم يُقدّره، فاحرصي على المواظبة على أذكار الصباح والمساء، وعلى قراءة الرقية الشرعية، واجتهدي في القيام بما عليك وإن قصّر الزوج؛ فإن الحياة الزوجية عبادة لربّ البريّة، الذي يُسيء يُحاسبه الله، والذي يُحسن من الزوجين يُجازيه الله تبارك وتعالى.
هذه العمّة أيضًا حاولي أن تكوني لطيفةً معها، ولا تردي الشَّر بمثله، ذكّريها بالله تبارك وتعالى، واجعلي أطفالك أيضًا يرتبطون بالله، وربّيهم على هذا الدّين العظيم، واستعيني بالله، وتوكلي عليه سبحانه وتعالى، واعلمي أن الذي حصل للوالدة وصبرتْ عليه حتى نجحت في تربيتكم، هو درسٌ لك ولأمثالك، من أن الإنسان يستطيع أن يُحقق ما يُريده، وهذا نجاح بحد ذاته، أن يكون لك أطفال، وأن تنجحي في تربيتهم، وأن تعيشي هذه الفترة، ونسأل الله أن يكفّ عنك الشر وأهل الشر.
عمومًا: نحن سعداء بهذا الصبر، وندعوك إلى أن تختاري نفسك وأطفالك وتختاري حياتك، واجعلي همّك الإصلاح، وتذكري كلام النبي (ﷺ): (لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا – طبعًا أو امرأة - خيرٌ لكِ من حُمْرِ النِّعم)، فكيف إذا كان الرجل هو الزوج، والمرأة هي العمّة!
اجتهدي في النصح لهم والقيام بما عليك، وكوني مع الله تبارك وتعالى، ولا تقابلي الشر بمثله، فإن ذلك يزيد الشر إلى الشر، وادفعي بالتي هي أحسن، فإن الله يقول: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم)، فادفعي عنك السوء بالإحسان إلى هؤلاء، ولا تدفعي الشر بالشر، فإن ذلك يزيد النيران اشتعالًا، واحرصي دائمًا على أن تدفعي بالتي هي أحسن، وأبشري فإن العاقبة للمتقين، والعاقبة للصابرين، والله يُحب المحسنين (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).
نسأل الله أن يُهيئ لك من أمرك رشدًا، وأن يردّ العمّة وولدها إلى ما يُحبُّ ربنا ويرضاه، وأن يُصلح لنا ولكم النية والذرية، ونوصيك بأن تُصلحي ما بينك وبين الله ليُصلح الله ما بينك وبين خلقه؛ فإن الله تعالى يقول: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدًّا)، حبًّا في قلوب الخلق، فتوكلي على الله، وسوف يُصلح الله ما بينك وبين زوجك وبين العمّة وما بين الناس، فإن (قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبها كيف يشاء).
اتخذي الأسباب المادية، وتجنبي التصعيد، وتجنبي أي كلام سلبي يمكن أن يصل، وقومي بما عليك، وأدّي أمانتك وفق ما أراد الله تبارك وتعالى، وأبشري بالخير من الله.