الوسوسة والشك في صحة دين الإسلام
2006-07-09 12:54:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعاني من وسوسة وشك غير طبيعي في الدين، حتى أني أحس أني أفكر في صحة الأديان الأخرى ـ أستغفر الله ـ صرت أفكر في المسيحية.
والله إني أريد أن ينتهي هذا الأمر على خير بسرعة، إنني أخاف من الكفر!
فكيف أنسى هذا الأمر تماماً، وأقوي إيماني بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ The bachelor حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي أبدأ به، أرجو أن أؤكد لك أن الوساوس من فضل الله تعالى لا يتبعها صاحبها، مهما كانت متسلطة، خاصة الوساوس الفكرية التي تدعو دعوات شريرة، هنالك من يأتينا يقول أن الوسواس قد أتاه ليقتل شخصاً أو ليعمل كذا وكذا، أتاني أخ منذ فترة وهو يتقطع ألماً لأنه تجيء له فكرة أنه سوف يجامع شقيقته، بعد أن تحدثنا وتجالسنا وتكلمنا ووصفت له العلاج، الحمد لله تعالى اختفت الفكرة تماماً، وكان أساس العلاج هو العلاج السلوكي والتأكيد له أن صاحب الوساوس لا ينفذها ولا يطبقها.
ثانياً: أن أصحاب الوساوس من أرفع الناس خلقاً واعتباراً للقيم، هذه يا أخي حقائق مؤكدة، وأنا أعرف تماماً أن هذه الأفكار أفكار سخيفة ومتسلطة، أرجو أن تحقرها وأرجو أن تحاربها، وأرجو أن تؤكد لنفسك أنك على الفطرة، والفطرة هي التوحيد يا أخي، وأنت إن شاء الله على دين الإسلام. قل لنفسك: هذه فكرة حقيرة وسواسية لن أتبعها أبداً، أنا إن شاء الله على الإسلام، وحين أُسأل: ما دينك؟ ديني هو الإسلام.. حتم ذلك على نفسك.
ثم بعد ذلك ابدأ في التمرين الثاني وهو: حين تأتيك هذه الفكرة اضرب على يديك ضرباً شديداً حتى تحس بالألم الشديد، اقرن الألم بالفكرة الوسواسية سوف تجد إن شاء الله أنها ابتدأت في الضعف والتحقير.
أنت -يا أخي- محتاج أيضاً لأن تتناول الأدوية المضادة للوساوس، ولابد أن نعطيك جرعة مكثفة بعض الشيء؛ لأنها إن شاء الله سوف تساعدك كثيراً، الدواء الذي أودك أن تبدأ في تناوله هو العقار الذي يعرف باسم بروزاك، ابدأ بتناوله بمعدل كبسولة واحدة في الصباح، وابدأ دواء آخر يعرف باسم فافرين، والجرعة هي 50 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ارفعها إلى 100 مليجرام ليلاً، وبعد شهر ارفع الجرعة إلى 200 مليجرام ليلاً من الفافرين.
إذن: تكون جرعتك العلاجية هي كبسولة واحدة من البروزاك في الصباح و200 مليجرام من الفافرين ليلاً، هذه إن شاء الله علاجات طيبة للوساوس القهرية، وسوف تؤدي إلى التنظيم الكيميائي الذي لابد أن يصحح حين تحدث هذه الوساوس؛ لأنه يعتقد أن الوساوس تؤدي إلى نوع من ضعف الإفراز أو التأرجح الكيمائي لمادة تعرف باسم السيرتونين.
المدة التي يجب أن تستمر عليها – على هذه الجرعة التي وصفتها لك – هي ستة أشهر كاملة، أرجو أن تكون حريصاً وأن تتناول الدواء بصفة يومية وفي وقته؛ لأن هذه الأدوية تعمل عن طريق ما يعرف بالبناء الكيميائي والذي يعتمد على انضباط وانتظام الجرعة.
أنا أتأمل كثيراً أن تتحسن حالتك جدّاً بعد شهر من بداية العلاج ومواصلة التمارين السلوكية، استمر على هذا الدواء لمدة ستة أشهر كاملة، ثم بعد ذلك يمكنك التواصل معنا لأننا ربما نبدأ في تخفيف الجرعة قليلاً.
أخي! أنت على دين الإسلام وعلى دين الفطرة؛ لأنه هو الدين الحق، وأرجو أن تسأل الله وأن تدعو لنفسك أن يثبتك على هذا الدين وأن يثبتنا جميعاً، ويا أخي أؤكد لك أنك لست ضعيف الشخصية ولست قليل الإيمان، ولكنها الوساوس، وصدقني أنك لن تتبعها، ولكن لابد أن نحقرها ونهزمها ونتخلص منها، وهذا ممكن جدّاً بفضل الله تعالى، وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأحب حقيقة أن أسمع منك من وقت لآخر.
وبالله التوفيق.