هل ما أعانيه هو وسواس جنسي قهري، أم أمر آخر؟

2025-04-27 02:19:02 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب متزوج، وبدأت معاناتي عندما كنت في المرحلة الإعدادية، أي في عمر 14-15 سنة، كنت أعاني من بعض وساوس الطهارة في الوضوء، فكنت أعيد الوضوء أكثر من مرة، ويراودني شك في صحته، وفي نفس الوقت تقريبًا، بدأت معرفتي بالعادة السرية والإباحية، ومنذ ذلك الحين وأنا في دوامتها، لا أستطيع تركها أبدًا، حاولت مرارًا وتكرارًا بكل السبل أن أتوقف عنها، ولم أستطع.

ظننت أن الزواج هو الحل، ولكن للأسف لم يكن كذلك، وتوقفت عن العادة هذه لثلاثة أشهر، وعدت مرة أخرى، تأتيني الأفكار فلا أستطيع مقاومتها، تجبرني على ممارسة العادة الخبيثة، وبعد الانتهاء تبدأ مرحلة جلد الذات وتأنيب الضمير والندم، وعندما تأتي هذه الأفكار -حتى وإن كنت في مكان عملي- لا أستطيع مقاومتها أبدًا، كأن شخصًا آخر يتحكم بي.

ذهبت لطبيب نفسي وقال لي: إن حالتك هي وسواس قهري تحول إلى وسواس قهري جنسي، ووصف لي (سيرترالين) و(أميسولبرايد)، والحمد لله لأول مرة حققت ٩ أشهر بعيدًا عن هذه العادة والإباحية، وكانت أفضل فترة في حياتي، لكنني انتكست، وجرت الانتكاسة انتكاسات بعدها، وتوقفت عن تناول الدواء، وأنا الآن في حالة إحباط ويأس، فهل فعلًا ما أنا فيه هو وسواس قهري جنسي؟ وهل هناك أدوية أخرى يمكن أن تحدث معي أثرًا لأخرج من هذه الدوامة؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: الذي يظهر لي هو أنه لديك بعض القابلية للوساوس القهرية؛ حيث بدأت لديك هذه الوساوس في سِنٍّ مبكّرة، والوساوس قد تتلوّن وقد تتشكّل، وتختلف محتوياتها من وقتٍ لآخر، وأنا أعتقد أن الذي أضرّ بك طبعًا هو مشاهدة المواقع الإباحية والخلاعية، أنت ذكرت أنك تعودت على العادة السرية، وكذلك الأماكن الإباحية، وحين تعرفك على هذه الأماكن الإباحية، حدث نوعٌ من التثبيت أو التشفير، للاندفاعات الجنسية السيئة، وأصبحت شيئًا تلقائيًا بالنسبة لك؛ لأن شفرة الفضيلة قد اختلَّت بعض الشيء، كما أن نفسك اللوّامة أصبحت متأخرة في أداء واجبها.

هذا -يا أخي- هو التحليل لِمَا حدث لك، وسواس قهري جنسي؛ هذا مصطلح يمكن استعماله، لكن مصطلح (القهرية) ما دام الإنسان في كامل عقله ووعيه ومستبصرًا ومرتبطًا بالواقع، ويُفرّق بين الخطأ والصواب والحلال والحرام؛ هنا يمكن التخلص من القهرية، نعم، وأعتقد هذا ينطبق عليك تمامًا.

الموضوع يتطلب منك الارتقاء بمستوى تفكيرك، لا تتهاون في هذا الأمر أبدًا، يجب أن تُغلِّظه، يجب أن تعرف أن هذه إهانة لنفسك، وإهانة لذاتك، ويجب أن تتوقف عن ذلك تمامًا، ويجب أن تقيس الأمور بمقياس الحلال والحرام.

أخي الكريم: قدّم الفكرة الإيجابية، الصادمة القوية على الفعل، أنت تأتيك المشاعر بالندم، ويظهر أن نفسك اللوامة تتحرّك في وقتٍ متأخّر، لا، اجعلها تتحرّك مبكّرًا، وذلك من خلال تفعيل الفكر السليم، الفكر الصحيح الذي يُقبّح هذه العادة، والذي من خلاله تُدرك فعلًا أنك كأنك مستعبد، ويجب أن تحرّر ذاتك.

هذا هو العلاج الأساسي، لكن أن يلجأ الإنسان إلى النكران أو إلى التبرير، كدفاعاتٍ نفسيةٍ سالبة؛ هذا أمرٌ مرفوض تمامًا، وهنا القهرية إن وجدت هي تحت الإرادة، فأنت مطالبٌ حقيقةً بأن تجعل نفسك اللوامة تكون رقيبًا عليك، وأنت رجل متزوج، أنت رجل -الحمد لله- شاب، لديك الكثير ممَّا هو إيجابي، -وإن شاء الله تعالى- حين تقوم بإعمال فكرك على الأسس التي ذكرتها لك، سوف تتفكّك شبكة التشفير السلبي الذي حدث لك، من خلال مشاهداتك للمواقع الإباحية، -وإن شاء الله تعالى- سوف تعمُّ الفضيلة، وسوف تُدرك تمامًا أن الدنيا بها أشياء أطيب وأجمل، والإنسان يجب أن يُحرر نفسه تمامًا من هذه الموبقات والقاذورات.

عليك -أخي- بأن تزيد من أنشطتك الإسلامية، تحرص على القيام بالواجبات الاجتماعية والدينية، وأن تجتهد في عملك، وتتجنب السهر، وأن تُحسن إدارة وقتك، هذه كلها تساعدك كثيرًا على تخطي مثل هذه العادات السيئة.

بالنسبة للأدوية: الوساوس القهرية، الأدوية يمكن أن تساعد في علاجها، منها عقار (سيرترالين - (Sertraline) كما تفضلت، وأيضًا عقار (بروزاك - Prozac) والذي يُعرف باسم (فلوكستين -Fluoxetine) دواء ممتاز جدًّا، وكذلك الـ (فافرين - Faverin) والذي يُسمّى (فلوفوكسامين) (Fluvoxamine) هذه المرة يمكنك أن تتناول البروزاك، وهو الفلوكستين، ابدأ بجرعة 20 مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعلها 40 مليجرام يوميًا -أي كبسولتين- لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة واحدة يوميًا لمدة 6 أشهر مثلًا، ثم كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

وليس هنالك ما يمنع أن تتناول الـ (سولبيريد - Sulpiride)، وهو الـ (دوجماتيل - Dogmatil)؛ لأنه يثبط الحفزات الجنسية أيًّا كانت، تناوله بجرعة 50 مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net