أريد الطلاق لكرامتي وصحتي وزوجي يرفضه، فماذا أفعل؟
2025-05-05 02:08:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من مشاكل زوجية، وأول أسبابها: صداقات زوجي مع النساء، بالإضافة إلى خلافاتي مع أهله، وقد أصبحت علاقتنا فاترة، إذ بات يُشعرني دائمًا أن علاقته بي من باب إرضاء الله فقط، وأنه يمنحني حقي الشرعي لإرضاء الله، وليس لوجود علاقة بيننا، وأنا لم أعد أطيق ذلك.
كما أنه يُلقي بكامل مسؤولية الأبناء عليّ، فأنا من تتولى شؤون المنزل، بينما يكتفي هو بتأمين المال فقط، وأنا أقوم بكل شيء.
وازدادت المشاكل بيننا بسبب أهله، وهو لا يقف إلى جانبي أبدًا، فهم يأتون إلى منزلنا دون أن يسلّموا عليّ، ومع ذلك أطبخ لهم، وأنظف، وأقوم بكل ما يتعلق بهم، ورغم ذلك يعاملونني بإهانة وقسوة، وزوجي كأنه لا يرى ولا يسمع ما يفعلونه بي.
ومع تحمّلي لمسؤولية الأبناء وحدي، بدأ ضغطي يرتفع كثيرًا بسبب التوتر المستمر في المنزل، فطلبتُ الطلاق، ولكنه سافر بعدها، وتوقّف عن الردّ عليّ حتى في الأمور الخاصة بالأبناء، واكتفى بالرد على أولاده فقط عبر هواتفهم، رغم أنه يرسل مصاريف المنزل بانتظام.
ثم علمتُ أنه تزوّج في البلد الذي سافر إليه من امرأة أخرى، وكان يُشعرني بأنها أفضل مني بكثير، وأنني لا أساوي حتى ظفرها، فطلبتُ الطلاق مجددًا، طلّقني هذه المرة أمامها.
لقد شعرتُ براحة كبيرة بعد الطلاق، ورأيتُ أنه كان الحل الأفضل مقارنةً بما كنت أعيشه من مشاكل وضغوط، لكن بعد الطلاق ازدادت المشاكل بيننا، لأن العديد من المعارف بدؤوا يسألونه هو وأهله عن سبب ما فعلوه بي، خصوصًا أنني معروفة بين الناس، ومحبوبة من الجميع، حتى من بعض أفراد عائلته، باستثناء أهل بيته (والدته وأخواته)، بسبب المشاكل السابقة بيننا.
فما كان منه إلا أن ردّني إليه برسالة نصية عبر الهاتف، دون علمي أو استشارتي، وقد انهرتُ، لأنه لم يعتذر لي، ولم تُحلّ أي من المشاكل بيننا، وازداد ارتفاع ضغطي بسبب التوتر، وخفتُ على نفسي وأولادي، وتساءلت: من سيتحمّل مسؤولية أبنائي إن أصابني مكروه بسبب المرض؟ فطلبتُ منه الطلاق مجددًا، رأفةً بصحتي، ولأنه لم تعد بيننا مودة ولا معروف.
فرد قائلًا: لن تشمّي رائحة الجنة، مبرّرًا ذلك بأنه غير مقصّر معي، لأنه يرسل المصاريف الشهرية بانتظام، كما أخبرني أنه لا يستطيع الرجوع من بلد المهجر؛ لأنه يُنفق على أهله، وليس لديه ما يكفي للسفر.
مع العلم أنني لا أرغب برؤيته أو حضوره أصلًا، خاصة وأنه يُفهمني أن حقي الشرعي لا يأتي من رغبة فيه ولا مني، بل فقط لإرضاء الله.
وتارةً أخرى يقول لي: لن أطلّقك، اعتبريني قد أرجعتكِ ضرارًا وتعليقًا لكِ وتأديبًا لتربيتك، وأنا أرجوه أن يطلّقني، لأنه لم يعد بيننا سوى الأولاد، وحتى حين يتصل، يقول لي: اكتبي فقط، لا أريد سماع صوتك، حتى الكلمة الطيبة باتت مستحيلة بيننا.
ولا أخفيكم، من شدّة القهر والانكسار والحزن على نفسي، بدأتُ أشتمه أحيانًا، فيشتمني بدوره، ويغلق الهاتف في وجهي، ولا يتواصل معي بعدها إلا لأمور تتعلّق بالأبناء.
أرجو أن أعرف: هل طلبي للطلاق في هذه الحالة يُعدّ خطأ؟ مع العلم أن صبري قد نفد، وأصبحت أشعر بالاكتئاب مما أمرّ به، وأدعو الله ليلًا ونهارًا عليه وعلى أهله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ........حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والقيام بما عليك، وهذا الذي يسألك الله تبارك وتعالى عنه، فإن العلاقة الزوجية عبادة لربّ البريّة، والذي يُسيء من الأزواج يحاسبه الله، والذي يُحسن يُجازيه الله، وأهل الزوج أيضًا إن عملوا صالحًا فلأنفسهم، وإن أساؤوا فعليها، والذي يمكر بالناس ويُؤذيهم فإن المكر السيئ لا يحيق إلَّا بأهله، كما قال ربنا العظيم.
فاحمدي الله أنك مظلومة ولست ظالمة، واحرصي دائمًا على القيام بما عليك تجاه ربّك سبحانه وتعالى، ونتمنّى أن يكون لك من العقلاء والفضلاء من أهلك ومن أهله، مَن يتحدثون معه لوضع هذه العلاقة في وضعها الصحيح، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك وله الخير، ثم يُرضيكما به.
كنا سنسعد جدًّا لو تواصل معنا، حتى نستمع له، وننصحه، ونُذكّره بالله تبارك وتعالى، ونبيّن له الأخطاء التي يقع فيها عندما يُقارن بينك وبين الزوجة الثانية، وعندما يُؤذيك لأجل أهله، كل هذا يحتاج إلى تذكير بالله تبارك وتعالى، ولذلك نتمنّى أن تُدار العلاقة والخلافات التي بينكما بطريقة صحيحة، لا نخسر فيها الأبناء.
وكنّا نتمنَّى أن نعرف أعمار الأبناء ورأيهم ودورهم، هل يمكن أن يقوموا بدور الإصلاح؟ لأن هذه من الأمور المهمّة والأمور الأساسية التي نحتاج فيها إلى اتخاذ القرار الصحيح، فهؤلاء الأبناء هم الشريك المتضرر من الطلاق لو حصل، ونسأل الله أن يُعينه على أن يتق الله فيك، ونحن حقيقة لا نؤيد الاستمرار في العداء والإساءة المتبادلة؛ لأنها لا تجلب الخير، ولكن نتمنّى أن تُبنى العلاقة على الوضوح الشرعي، قال تعالى: {فإمساكٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسان}، وهذه الرسالة ينبغي أن تصل إليه، يعني من طرف من أوليائك، أو من العاقلات من أهله، يخبرونه بهذا الكلام، ويُذكّرونه بالله تبارك وتعالى.
وإذا كان أهله الأبعدون لهم علاقة طيبة بك ويعرفون فضلك؛ فنتمنّى أن يكون لهم دور أكثر من مجرد الضغط عليه، وأنت تشيرين إلى أنه أرجعك مجاملةً لهم، وهذا دليل -إن شاء الله- على الخير الذي فيه، ولكن نتمنّى إكمال المشوار في الإصلاح، وأن يكون لهم دور في تصحيح هذه العلاقة.
ونحن لا نؤيد أيضًا مسألة الشتم والإساءة منك أو منه، فاستمري على ما أنت عليه من الإحسان، واتق الله واصبري، وتذكري أن الذي تفقدينه هنا ستنالينه عند الله تبارك وتعالى، وأديري هذا الخلاف الحاصل بالطريقة الصحيحة.
نسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وننتظر منك تشجيع الزوج على التواصل معنا والكتابة إلينا، حتى نستطيع أن نضع معه ومعكم النقاط على الحروف، وأنت صاحبة القرار، ولكن أنت طلبت النصح، ونحن نتمنّى ألَّا تكلفي نفسك أكثر من المطلوب، وأن تقومي بما عليك، وأن تصبري، وأن تُطالبيه بأن يحسم الأمر، أو يُعيد العلاقة إلى وضعها الصحيح، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.