تعرضت لماض أليم فلجأت للتخيلات..فكيف أتخلص منها؟
2025-05-05 02:13:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرًا ما يُطرح هذا السؤال من الفتيات بعمري: كيف يمكن التخلص من حديث النفس والتخيّلات؟ إذ أجد نفسي أستحضر أشخاصًا أعرفهم، وأستحضر معارفهم، أو من صادفتهم يومًا، ثم أجلس في مكان منعزل لأحاور نفسي بصوت مسموع، وأجسد أدوارهم بأصواتهم وكلماتهم، وأردّ بما أرغب من ردود.
أنا طالبة في مرحلة مصيرية ستحدّد مستقبلي، وقد مضى أكثر من عام وأنا أحاول جديًّا التخلص من هذه العادة دون جدوى؛ مما أرهق نفسيتي بشدة.
بدأت هذه الحالة عندما كنت في عمر 12 سنة، إثر تعرّضي المستمر للضرب، وسماعي لكلمات قاسية مؤذية، وكنت حينها بحاجة ماسّة لمن يحتويني ويسمعني، لكني لم أجد، والآن كبرت، وأرغب في التحرر من هذه الحالة، لأنها لا تليق بفتاة مسلمة مثلي، أرجو أن أجد لديكم حلاً يعينني على ذلك.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ .......... حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -بُنيّتي- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
بُنيّتي: في سؤالك جانبان: الجانب الأول: هو حديث النفس، وتخيُّلات أشخاص مرُّوا معك في حياتك، أو هكذا فهمتُ السؤال.
والجانب الثاني: ما تعرّضت له في الطفولة من ضربٍ، أو كلامٍ قاسٍ وجارح وغيره، والموضوعان متصلان ببعضهما، فما يتعرّض له الإنسان في طفولته يُؤثّر جدًّا على قدراته التخيلية والنفسية والشخصية، لذلك ليس غريبًا أن يكون عندك التفكير الزائد أو المفرط؛ لأن جهازك العصبي يحاول أن يقرأ المشهد، لتحمي نفسك ممَّا كنت تتعرّضين له في السابق.
ولكن أطمئنك أنك طالما أنك في هذا العمر 19 سنة، وأنت طالبة؛ فلا شك عندي -بإذن الله عز وجل- من أنك ستتمكنين من تجاوز هذا الحال، وبناء شخصيتك التي تُحبّين، هذا العمر الذي أنت فيه هو مرحلة بناء الشخصية الاجتماعية، فلذلك فكّري في كلامي هذا، وحاولي أن تفصلي بين الماضي وما تعرّضت له، وبين آفاق المستقبل اللامحدودة، والتي -بإذن الله عز وجل- يمكنك التأثير فيه.
يقول أحد العلماء: "نحن لسنا أسرى لماضينا"، أي: نعم نحن تعرَّضنا في الماضي إلى شيءٍ مزعج، إلَّا أننا يمكننا أن نُحرّر أنفسنا من هذا السجن -سجن الماضي-، وننطلق إلى المستقبل.
لا أدري ما هي دراستك، أو ماذا ستدرسين في الجامعة، وأرجو أن يُوفقك الله عز وجل لدراسةٍ تُعينك على تكوين الشخصية التي تتمنَّين، فهناك علاقة وثيقة بين ما يدرس الإنسان وبين طبيعة شخصيته ورؤيته لنفسه والآخرين والحياة.
أدعو الله تعالى أن يوفقك، ويجعلك ليس فقط من الناجحات، بل من المتفوقات، لتنعمي بالحياة التي تُريدين.
أخيرًا: نعم إن القدرة على التخيُّل قد تكون متعبة -كما وصفتِ-، ولكن لها أيضًا جوانب إيجابية، فقدرة الإنسان على التخيُّل تُعطيه آفاقًا كثيرةً تُعينه في الدنيا والآخرة.