زوجي بخيل ويطلب مني أن أساهم في مصاريف المنزل، فما الحل؟
2025-05-04 00:17:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ 3 أشهر من جنسية أخرى، زوجي أكبر مني 16 سنةً، منذ بداية أيامي معه شعرت بأن تصرفاته تدل على البخل، وأنا أخجل جدًا عندما أطلب، وقد حاولت أن أطلب منه بعض الأمور الأساسية، وبعد عدة نقاشات وحوارات وضحت أن البخل خلق مذموم، وعندما أبكي يعدني بأن تصرفاته غير مقصودة.
أعيش مع أهله، وجميعهم يقولون بأنه بخيل، مع العلم أن مردوده المادي جيد جدًا، وليست لديه أي مصاريف أخرى، والده وبقية أهله يتكفلون بمصاريف المنزل، وهو ليس أصغر ولد في العائلة.
أشعر بالتعب من المحاولة معه، وأشعر بأن البخيل لا يتغير، تحدثنا مرةً فيما لو حصلت على وظيفة في المستقبل، وكان رأيه أنني يجب أن أساهم في مصاريف الأبناء إن وجدوا، وأن أصبح مسؤولةً عن حاجاتي، ولكنني ناقشته بأنه ملزم بأبنائه، وبالطبع إن استطعت فلن أقصر في حقهم.
وللعلم: فإنه قبل الزواج كان يسافر كثيرًا مع أصدقائه، وهو لا يعطيني كلمة سر جواله، ومرةً كان يريني صورةً في جواله فرأيت صورًا وكأنها كانت لفتيات، فأخذ الجوال بسرعة مني، وتناقشنا، ولم يريني أي شيء، وأخبرني بأنني الوحيدة في حياته بعد هذه السنين الطويلة من عزوبيته، وأن البنات هن من أقاربه، وزوجة أخيه في عرسها، وأخبرته أنه لا يجوز الاحتفاظ بصورتها دون حجاب، ولكنني أشعر بأن هناك شيئًا آخر يخفيه عني.
تناقشت كثيرًا معه، وحصل خصام لأيام دون فائدة، فأعود وأنسى، ولكن في بعض اللحظات أتذكر أفعاله فتتغير مشاعري سلبًا تجاهه.
في صغره كان كل وقته مع أصدقائه، وكان مشاغبًا، ولا يحب أهله، وحتى الآن هو متعلق بأصدقائه، ويحبهم أكثر من أهله.
لا أستطيع أن أعطيه كامل حبي، وأشعر بالندم من زواجي به، ولكن أعود، وأسأل الله أن يدبر أمري؛ فقلبي يتألم، فما الحل مع البخل وهذه التصرفات؟
وقد رأيت تعليقاته على صورة فتاة قبل قدومي إليه بأيام، وقد واجهته، ولكنه رد بمبررات غير مقنعة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أختنا العزيزة:
نتفهم تمامًا أنك تعيشين في موقف صعب ومربك، وزواجك يواجه تحديات تتعلق بالتفاهم والثقة، وسنحاول مساعدتك من خلال توجيهك ببعض النصائح، والتي يمكن أن تساعدك في التعامل مع الوضع الحالي:
- من المهم أن تستمري في التحدث مع زوجك بصراحة وهدوء حول مشاعرك وقلقك، وأن تختاري الوقت المناسب للتحدث، وحاولي أن تعبري عن مشاعرك بدون اتهام مباشر، قولي له بوضوح أنك تشعرين بالضيق من تصرفاته، وأنك تحتاجين إلى أن تشعري بالاستقرار والطمأنينة في علاقتكما.
- مسألة البخل قد تكون ناجمةً عن اختلاف كيفية إدارة الأموال، ومن المهم أن تتفقا على خطة مالية واضحة تشمل مصاريف المنزل، والمسؤوليات المشتركة، كما أنه من الجيد أن تظهري له أنك ترغبين في التعاون، ولكن في نفس الوقت يجب أن يكون هو المسؤول الرئيسي عن مصاريف الأسرة، وفقًا لما يأمر به الدين الإسلامي.
- الثقة هي أساس أي علاقة زوجية ناجحة؛ فإذا كانت هناك شكوك حول علاقاته مع الآخرين، أو حول ما يخفيه عنك، فمن الضروري أن تواجهي هذه المسائل بحزم، ولكن بلطف، واطلبي منه أن يكون شفافًا معك، وأن يشرح لك مواقفه وتصرفاته بوضوح، فإن استمر الشك في العلاقة، فقد تحتاجين إلى إعادة تقييم العلاقة وكيفية بناء الثقة بينكما.
- بما أنك ما زلت في بداية الزواج، فقد تحتاجين إلى بعض الوقت لتقييم ما إذا كانت هذه المشاكل قابلة للحل، وإذا كان هناك أمل في تغيير تصرفات زوجك، ولا تتعجلي في اتخاذ قرارات كبيرة، ولكن في نفس الوقت لا تهملي مشاعرك واحتياجاتك، ونصيحتنا لك: أن يكون هناك فترة ستة أشهر إلى سنة قبل حصول الحمل والإنجاب؛ لاحتمال تطور المشاكل، وقد تصلان إلى الانفصال، وحينها ستكون تبعة الأطفال بينكما ثقيلة.
- في مثل هذه الأوقات، الدعاء واللجوء إلى الله من الأمور المهمة؛ اطلبي من الله الهداية والتوفيق في زواجك، وأن يلهمك الصبر والحكمة في التعامل مع هذه الظروف، قال تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱسۡتَعِینُوا۟ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِینَ﴾ [البقرة ١٥٣].
- إذا شعرتِ أن الأمور لا تتحسن، فقد يكون من المفيد البحث عن استشارة زوجية، حيث يمكن لمستشار أسري أن يساعدكما في تجاوز هذه المشكلات، وبناء علاقة أقوى وأكثر استقرارًا.
- قال الله تعالى في كتابه الكريم: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ" (النساء: 19)، وهذا يدل على ضرورة التفاهم والمعاملة الحسنة بين الزوجين، إذا استمر زوجك في تصرفاته، ولم تظهر أي مؤشرات على التغيير، فمن حقك أن تبحثي عن السبل التي تضمن لك حياةً كريمةً ومستقرةً.
- قبل اتخاذ أي قرار، اجلسي مع نفسك، وتفكري بعمق فيما تحتاجينه من زواجك، وما هي الأمور التي لا يمكنك التنازل عنها، حاولي تحديد مشاعرك بشكل واضح وموضوعي.
- حاولي أن تختاري وقتًا هادئًا للجلوس مع زوجك، والتحدث معه بصراحة وبدون انفعال، اشرحي له مشاعرك بوضوح، وكيف تؤثر تصرفاته على علاقتكما، وتأكدي من أن الرسالة التي توصلينها تعبر عن حبك ورغبتك في تحسين العلاقة.
- إذا كنت تشعرين أن سلوك زوجك في ما يتعلق بالبخل، أو الأمور الأخرى غير مقبولة، فمن المهم أن توضحي له هذه الحدود، وكوني واضحةً فيما يمكنك تحمله، وما لا يمكنك تحمله في العلاقة.
- بعد أن توضحي مشاعرك وحدودك، امنحيه فرصةً للتفكير والتغيير؛ فبعض الأشخاص يحتاجون وقتًا لإدراك تأثير تصرفاتهم على الآخرين، واتخاذ خطوات إيجابية.
- إذا لم تلاحظي أي تغيير في سلوكه بعد محاولات التحدث معه، فأنصحك بأن تفكري في الخطوات التالية، مثل: الاستشارة الزوجية، أو البحث عن وسائل أخرى للمساعدة.
- إذا كنت تشعرين بالضيق، وعدم اليقين، فقد يكون من المفيد التحدث مع أحد أفراد عائلتك، أو صديقة تثقين بها للحصول على نصيحة ودعم، كما يمكنك البحث عن استشارة من مستشار أسري، أو نفسي لمساعدتك في اتخاذ قرارات مدروسة.
- استمري في الدعاء واللجوء إلى الله؛ فإن الهداية والتوفيق بيد الله سبحانه وتعالى، وقولي: "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، وارزقني الصبر والحكمة في اتخاذ القرارات الصائبة".
- حددي لنفسك فترةً زمنيةً لمراقبة سلوك زوجك، ومدى استجابته لملاحظاتك، إذا لم تري تحسنًا واضحًا، أو استمر في التصرفات التي تضايقك، فقد تحتاجين إلى إعادة تقييم العلاقة، وما إذا كانت تستحق الاستمرار.
إن أخذ خطوات مدروسة ومستندة إلى الحوار والتفاهم يمكن أن يساعدك في اتخاذ القرار الأنسب لحياتك.
نسأل الله أن يوفقك لما فيه الخير، ويرزقك السعادة والطمأنينة.