قلق دائم ونوبات هلع مستمرة، ما علاجها؟
2024-10-13 03:34:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي باختصار أنني أصبحت منذ فترة -ما يقارب الثلاثة أشهر- أعاني من قلق دائم، ونوبات هلع مستمرة، وأصبحت أفكر بأفكار لا إجابة لها، وأفكر في الحياة، والهدف منها، وأفكر في الموت والحياة بعد الموت، وأخاف خوفًا شديدًا من الموت، لدرجة أنني أشعر بأن الحياة ضاقت بي، أخاف أن أموت، وأخاف أن يموت أحد أفراد أسرتي أو أحبتي، وعندما يمرض أحد أفراد أسرتي أخاف أن يتطور مرضه ويموت، حتى لو كان مجرد صداع أو برد.
أصبحت أعاني من هلاوس، وكلما قرأت عن مرض شعرت بأنه سيصيبني، وكلما رأيت شخصًا مصابًا بمرض خطير شعرت بالرعب من أنه قد يصيبني أو أحد أفراد أسرتي، وكلما أذنبت ذنبًا شعرت بالهلع، وبأن الله قد يعاقبني بمرض خبيث، أو أنه سيسلب نعمةً مني كنعمة البصر، وأشعر بأن الله غاضب علي، فأخاف خوفًا شديدًا من حسابه، ومن الآخرة، ويوم القيامة، وفي نفس الوقت أشعر بصعوبة في التقرب من الله، على الرغم من أني أحافظ على صلاتي، وأواظب قدر الإمكان على أذكاري، وقراءة القرآن، إلا أن فكرة أنني في يوم ما سأفقد أهلي تصيبني بالهلع.
أشعر بانفصال عن الواقع، وبأن كل ذلك غير حقيقي، وأشعر بالهلع من مرور الوقت، وكيف يصبح الحاضر ماضياً، والمستقبل حاضرًا في نفس اللحظة.
أرجو أن تفيدوني بحل يخفف من معاناتي، فأنا غير قادرة على زيارة الطبيب، ولا استخدام أي دواء.
وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تعانين منه هو اضطراب مزدوج من حالة الهلع، وهو قلق نفسي حاد، وخوف شديد متصاعد من الموت، أو فقدان عزيز، أو عدم التحكم في النفس، ويعزز هذه المخاوف الأفكار التوقعات السلبية نحو المستقبل.
أما انشغال البال بالأفكار المشار إليها في سؤالك، فهي ما يعرف بالوسواس القهري، ويأتي على شكل أفكار لا إرادية متكررة، تشغل الذهن لفترات طويلة، وغالبًا ما تكون غير متفقة مع معتقدات الشخص، أو رغباته، مثل ما أوضحت في سؤالك، وقد تؤثر على الأداء الوظيفي، والاجتماعي، والتأخر الدراسي، والميل إلى العزلة، وصعوبة التركيز، وفقدان الثقة بالنفس، وقد يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب.
حالات القلق النفسي والوسواس القهري منتشرة بين الشباب، وقد تصبح مزمنةً إذا لم يتم علاجها مبكرًا من قبل طبيب أو معالج نفسي متخصص في علاج الاضطرابات النفسية، ومعظم الحالات يتم علاجها -بفضل الله-.
العلاج يشمل الجلسات النفسية للدعم والتعليم حول أسباب وأعراض المرض، وطرق مقاومة الأفكار السلبية، وبناء الثقة بالنفس، والتخلص من الإجهاد النفسي، من خلال ممارسة الأساليب الصحية، مثل: ممارسة الأنشطة الرياضية، والهوايات المفيدة، وتمرينات الاسترخاء، وكذلك الحفاظ على ممارسة الشعائر الدينية؛ للشعور بالهدوء والسكينة.
ومن المفيد استعمال العلاج الدوائي تحت إشراف طبي، ومن مضادات الاكتئاب: دواء سيبرالكس 10-20 مجم، أو فلوكسيتين 20-40 مجم، أو فافرين 100-200 مجم، أو باروكستين 20-40 مجم، ويبدأ الشعور بالتحسن خلال أسبوعين إلى 4 أسابيع من تناول الدواء، ويجب الاستمرار على الدواء لمدة لا تقل عن 12 شهرًا؛ حيث إن إيقاف الدواء مبكرًا يؤدي إلى الانتكاسة.
أرجو لك من الله الشفاء والعافية.