أشعر بضيق من خطبة أجهل فيها نوايا الخاطب.. أرجو نصحكم
2024-09-25 01:06:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا بعمر 25 سنة، مطلقة، تقدم لخطبتي شاب بعمر 28 سنة، مطلق مرتين، لديه من كل زوجة ولد، في البداية وافقت على الزواج به، لكن بعد التفكير صرت أشعر أني تسرعت في الموافقة، وهو لا يريد أن أسأل عنه، ولا عن عائلته، ويريد تعجيل عقد القران.
صليت صلاة الاستخارة، لكن بعد كل صلاة أصليها أشعر بضيق في صدري، أشعر كأن على صدري صخرة.
أريد أن أعرف: هل يمكن أن أتزوج رجلاً مطلقاً مرتين؟ علماً بأني أنا مطلقة أيضاً مرة، لكن بدون أولاد! وما هو سبب ضيق الصدر عند الاستخارة، وعند التحدث معه عبر الهاتف؟ ولماذا لا يريد أن أسأل عنه أو عن أهله، ولا يسمح لي بزيارتهم قبل عقد القران؟
أرجو الجواب في أقرب وقت، لأنه سيتم عقد القران بعد يومين.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عتيقة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله أن يُقدِّر لك الخير حيث كان ويُرضيك به، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقرُّ به عينك، وتسكن إليه نفسك.
قد أحسنت -ابنتنا العزيزة- حين لجأت إلى الله تعالى بالاستخارة، فإنه يعلم ما لا نعلم، وقد أرشدنا النبي ﷺ إلى هذه الصلاة، والله تعالى يقول في كتابه الكريم: (وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
مع هذه الاستخارة ينبغي أيضًا مشاورة المخلوقين، والإنسان مهما كان عاقلًا وفطنًا وقادرًا على معرفة مصالحه؛ لا يستغني عن مشاورة العقلاء من الناس، وموضوع الزواج -أيتها الأخت الكريمة والبنت العزيزة- أولى الأمور بالاعتناء به باستخارة الله ومشاورة المخلوقين؛ لأنه عشرة تطول، وتترتب على الزواج آثار كثيرة، إذا لم يوفق الإنسان بالاختيار الصحيح، فإنه قد يقع في معاناة كبيرة وطويلة.
لهذا ننصحك ألَّا تُوافقي على هذا العقد إلَّا بعد استشارة العقلاء من أهلك، والسؤال عن هذا الرجل؛ فإن النبي ﷺ قد أرشدنا في اختيار الزوج، فقال للأولياء: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلقه فزوجوه)، فالدين هو الذي يعصم الإنسان من الوقوع في ظلم المرأة، والخلق الحسن هو الذي يدعوه إلى إكرامها إذا أحبها، والحياة الزوجية تقوم على هاتين الركيزتين.
لا تستهيني أبدًا بمعرفة حال هذا الرجل، وهل يصلح للزواج أو لا يصلح، ولا تقعي تحت خشية فواته، فإنه لو كان راغبًا فيكِ، وليس فيه ما يُعاب عليه، فإنه لا يهمه ولا يعنيه السؤال بعد تجاوز مسألة الطلاق، فإنك قد قبلت به بهذا الوضع، وهو كونه مطلقًا لمرتين، وكون له أولاد سابقًا من زيجاته السابقة، فهذه الجزئيات أنت قد رضيت بها، ولا يضرك شيء بسببها -بعون الله تعالى-، فلا تجعليها عائقًا بينك وبين الزواج به، ولكن ينبغي أن يكون البحث عنه في جوانب أخرى، عن خلقه مثلاً، ولا بد أن تعرفي بعض الأسباب التي دعته إلى الطلاق، وهل كان من قبله أو من قبل زوجاته، وغير ذلك من الأمور المؤثرة في الحياة الزوجية.
أمَّا صلاة الاستخارة، فإن الصحيح عند العلماء أنه لا ينتظر الإنسان بعدها إشارة معينة، ولكن يقول العلماء: ما يُيسره الله تعالى ويمضي فيه؛ لعله هو الذي اختاره الله تعالى.
افعلي ما تقدرين عليه من الأخذ بالأسباب الصحيحة الشرعية، والسؤال والبحث عن أخلاق الرجل، ولا بأس أن تُكرري صلاة الاستخارة مرة أخرى، ثم امضي لما ييسره الله تعالى لك، ولِمَا تطمئن إليه نفسك.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، وأن يتولى أمركِ.