أخاف من الظلام والنوم وحيدًا بسبب حوادث في صغري، فما الحل؟

2024-10-05 23:01:44 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرًا على موقعكم الذي يساعد الكثير من الناس من خلال إجاباتكم.

عمري 29 سنة، في طفولتي قمت بأشياء فظيعة، مثل: قتل القطط، ومنذ ذلك الوقت وأنا لا أستطيع النوم، أتحدث وأفزع وأصرخ وأمشي أثناء نومي، ورأيت مرة امرأة بيضاء ساطعة، وعشت في رعب وخوف.

هذه الأشياء أثرت على حياتي حتى هذا الوقت، وأنا أخاف من النوم وحيدًا، أو في الظلام، وخائف من تكرار ما حصل لي في الماضي.

حينما أصلي تختفي المخاوف، وحينما أقطع الصلاة تزداد مخاوفي، وتراودني الكوابيس، ويعود لي الصراخ والمشي أثناء النوم، هل هناك حل نهائي لمشكلتي؟

شكرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سليمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك دعاءك للقائمين على هذا الموقع، ونشكرك على هذا السؤال.

أخي الفاضل: نعم، إن ما ذكرته مما فعلته في طفولتك أمرٌ -كما وصفته- فظيع، ندعو الله تعالى لك بالتوبة والمغفرة والرحمة والقبول، ولكن ما حدث قد حدث وأصبح تاريخًا، وباب التوبة مفتوح، ولعل الله -بإذنه تعالى- يتقبل منك توبتك النصوح.

أخي الفاضل: نعم إن تجارب الطفولة جعلت عندك هذه المشاعر من الخوف، وصعوبة النوم بمفردك، أو في الظلام، ولكن أطمئنك أن ما عشته في الطفولة لن يتكرر، فأنت أصبحت الآن في التاسعة والعشرين من العمر.

أخي الفاضل: إن ما وصفته من أنك عندما تدخل في الصلاة فإن هذه المخاوف كلُّها تذهب، فهذا مدعاة -بإذن الله- أن تحافظ على صلاتك على وقتها، فهذا لا شك أنه يساعد.

ذكرت أنك عندما تقطع الصلاة يزداد هذا الخوف، وأنا أتساءل: لماذا تقطع الصلاة طالما هي تجلب لك الشعور بالأمن والراحة؟

أمَّا ما ذكرت من المشي أثناء النوم، مع الكوابيس وغيرها، فهناك بعض الأمور التي يمكن أن تساعدك، وهي:

أولًا: أن تحاول الذهاب إلى النوم في ساعة محددة، وتلتزم بها قدر الإمكان.
ثانيًا: حاول قبل الذهاب إلى النوم أن تكون لديك فترة من الهدوء والراحة، بعيدًا عن الضوضاء، وبعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي والتلفاز وغيرها.
ثالثًا: حاول أن تخفف من شرب المنبهات: كالقهوة والشاي (ساعتان على الأقل) قبل وقت النوم.
رابعًا: يمكنك أن تقوم ببعض الأمور التي تساعدك على الاسترخاء قبل النوم، مثل: حمام دافئ، أو تنفس عميق، أو شرب كأس من الحليب الدافئ.

الأمر الخامس - ولعله غريب نوعًا ما-: أنه إذا كانت تأتيك هذه النوبات من الكوابيس والمشي أثناء النوم في ساعة محددة كل ليلة، فيمكنك أن تضع منبهًا يوقظك قبل وقت المشي أثناء النوم؛ بحيث أنك تقطع أو تكسر هذه الدائرة المعيبة، ومن ثُمَّ يمكنك أن تعود إلى النوم.

أخي الفاضل: لعل هذه الأمور كلها تساعدك، ولكن إن استمر الأمر أو ازداد ووجدت صعوبة في تجاوزه، فأنصحك بأن تراجع إحدى العيادات النفسية، فلعل هناك تفاصيل أخرى في حياتك غير ما ذكرت عن طفولتك تحتاج إلى العلاج؛ ممَّا يسبب لك حالة القلق والتوتر هذه الذي تعيشها، وأمام الطبيب النفسي عدة خيارات، قد يكون بالعلاج الدوائي، أو العلاج النفسي السلوكي عن طريق جلسات للحوار والنقاش وتغيير الأفكار السلبية، أو كليهما معًا.

أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والسلامة.
_______________________________________
انتهت إجابة: د.مأمون مبيض .. استشاري الطب النفسي.
تليها إجابة: د. أحمد سعيد الفودعي .. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
_______________________________________

مرحبًا بك -أخانا الحبيب- في استشارة إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل شر ومكروه، وأن يعجل لك بكل خير.

قد أفادك الأخ الفاضل الدكتور/ مأمون مبيض بتوجيهات نفسية قيّمة، وفيها نفع كبير لك، نسأل الله تعالى أن يُعينك على العمل بها.

ونفيدك من الناحية الشرعية ببعض الأمور:
أولًا: نطمئنك بالنسبة لِمَا فعلته قبل البلوغ أن الله تعالى لا يؤاخذك به، ولا يحاسبك عليه، فإن قلم التكليف مرفوعٌ عن الإنسان قبل أن يصل إلى مرحلة البلوغ؛ رحمةً من الله تعالى به، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "رفع القلم عن ثلاثة، ومنهم عن الصبي حتى يحتلم"، فالإنسان قبل مرحلة البلوغ يكون عقله ناقصًا، فرحمه الله تعالى في هذه المرحلة العمرية، وخفَّف عنه، فيجازيه بالحسنة إذا فعلها، ولكنه لا يجازيه بالسيئة؛ فاطمئن أولًا، فما فعلته قبل مرحلة بلوغك كأنك لم تفعله.

ثانيًا: إذا كان ما فعلته بعد مرحلة البلوغ، فقد أفادك الدكتور بأن باب التوبة مفتوح، والتوبة أمرها سهل يسير، وهي: الندم على فعل المعصية، والعزم على عدم الرجوع إليها في المستقبل، مع الإقلاع عنها في الحال، فإذا فعل الإنسان هذا تاب الله عليه، وإذا تاب الله عليه محت التوبة الذنب الذي قبلها، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له".

ثالثًا: ننبهك -أيها الحبيب- أن ذكر الله تعالى سبب جالب للطمأنينة والراحة النفسية، وطارد لنزغات الشيطان، ومحاولته إيذاء الإنسان، فقد قال الله تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، وأخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة أن ذكر الله تعالى يشبه الحصن الذي يتحصن به الإنسان من عدوه، وعدوه هنا الشيطان.

فنوصيك بالإكثار من ذكر الله تعالى، وملازمة الأذكار الموزعة على ساعات الليل والنهار، وخاصةً أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ، ودخول الحمام والخروج منه، ونحو ذلك، وأعظم الأذكار بلا شك الصلاة وما فيها من أذكار؛ ولذلك قال سبحانه وتعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر}، يعني أكبر ما فيها ذكر الله تعالى.

فنوصيك بالمواظبة والمداومة على الصلاة، وأن تحذر كل الحذر من التهاون بها، فإن التهاون بها سبب لخسران الدنيا والآخرة.

رابعًا: نوصيك باستعمال الرقية الشرعية، فإن الرقية الشرعية عبارة عن أذكار وأدعية، تنفع الإنسان إذا نزل به مكروه، وتنفعه إذا لم ينزل به المكروه، فإنها تدفع عنه ما يتوقع من المكروهات، فنوصيك باستعمال الرقية الشرعية، والإكثار من قراءة سورة البقرة، تقرأها في ماء ثم تشرب من ذلك الماء وتغتسل به، وتدعو بالأدعية المناسبة لحالك، تقرأ المعوذتين، وقل هو الله أحد، وآية الكرسي، وأواخر سورة البقرة، وتفعل مثل ما ذكرنا من نفث ذلك في الماء لتشربه، أو تغتسل به، فإن هذا الفعل ينفعك -بإذن الله تعالى- مما نزل ومما لم ينزل بك.

نسأل الله تعالى أن يمن عليك بالعافية، وأن يصرف عنك كل مكروه.

www.islamweb.net