ازداد قلقي وخوفي من اقتراب الامتحان، فماذا أفعل؟
2024-11-12 00:30:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أحفظ القرآن وأتعلم أحكام التجويد، منذ سنة ونصف -ومنذ بداية تعلمي لأحكام التجويد-، وأنا أشعر بالخوف والقلق من الخطأ عند قراءة القرآن أمام المعلمة، ولكن في الفترة الأخيرة عند اقتراب الامتحان ازداد قلقي وخوفي، وأصبحت لا أستطيع النوم أحياناً من التفكير والقلق، فماذا يجب علي أن أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب.
ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، حامدين الله تعالى لك على حبك لتعلم القرآن الكريم، وتحسين تجويده وتلاوته.
أختي الفاضلة: نعم، كثير من الناس، وقد تصل النسبة إلى 12% يعانون مما تعانين منه، من الخوف من القراءة، أو التسميع لشخص آخر، هذا القلق وهذا الرهاب قد يصل إلى حالة من نوبة الهلع، حيث يضطرب الإنسان مما يؤثر على حياته، كما أثر على نومك وتفكيرك.
ما هي أسباب هذا الرهاب؟
هناك عدة احتمالات، فقد تكونين قد تعرضت لموقف صادم في سابقات الأيام كأيام المدرسة، أو غيرها، أو وجود قصة أسرية عند أحد أفراد أسرتك، أو القلق الزائد، أو أحيانًا الميل إلى الكمال، والخشية من ارتكاب الأخطاء، لذلك هذا الخوف أو الرهاب يمكن أن تكون له أعراض مرافقة، منها الشعور بالتعب، واضطراب النوم، والشعور بالحزن، وربما شيء من الغضب، وعدم تقبل الانتقاد، أو النقد، مع ضعف التركيز، وشيء من التشاؤم.
أما طريقة العلاج -أختي الفاضلة- والتي ننصحك بها:
أولًا: إن الخطأ الذي يقع فيه الإنسان الذي يعاني من مثل هذا الرهاب أنه يبدأ بتجنب هذه المواقف، معتقدًا أن هذا سيعينه، إلا إنه سيزيد المشكلة تعقيدًا، والأفضل منها ما نسميه العلاج بالتعريض، أي أن تقبلي على هذه المواقف، وتتحملي شيئاً من القلق أو التوتر، بالإضافة طبعاً إلى نمط الحياة الصحي من ناحية التغذية والنشاط البدني والنوم.
ولا تنسي -أختي الفاضلة- قول النبي -صلى الله عليه وسلم:" الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق، له أجران"، فلذلك ليس هناك ما تخافين منه، فاحرصي على الاستمرار فيما أنت عليه حتى تعتادي، وخاصة أنك معلمة، ولعلك تقدرين الطالبات اللاتي عندك، وتساعدينهن إن كن يعانين من مثل ما تعانين منه.
في حالات قليلة قد يحتاج الإنسان إلى علاج، سواء للعلاج المعرفي السلوكي عن طريق الكلام، أو للأدوية، ولكن لا أظن أنك في حاجة إلى كل هذا، ولكن مجرد الاعتماد على ما تقومين به، و-بإذن الله عز وجل- ستستفيدين وتفيدين، فكما يقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
نسأل الله لك التوفيق والسداد.