عملي يعرضني للمحرمات وأخشى عقوق والدي في استبداله!
2024-11-18 00:13:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب متزوج، ومحافظ على الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر -ولله الحمد-، لكن أعاني من ضيق؛ لأني أعمل بعيدًا عن زوجتي، وأسكن مع شباب يشربون الحشيش والمخدرات! وبعد زواجي أصبحت أريد أن أفعل مثلهم، لكن خوفي من الله يبعدني، فهل عليّ إثم إذا رفضت قرار والدي بسبب هذ العمل واستبدلته بعمل قريب من زوجتي؟ فأنا لا أريد أن أعق والدي، ولا أن أقع في هذه المحرمات.
وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
أولًا: نهنئك -أيها الحبيب- بفضل الله تعالى عليك، وما مَنَّ به عليك من الهداية والتوفيق لهذه الطاعات الجليلة، وأهمها الصلاة، وأعانك على نفسك، وألهمك كثرة الذكر، هذا من توفيق الله تعالى لك، وعلامة على إرادة الله تعالى بك الخير، ونسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله، ويثبتك على ما أنت عليه من الخير، ويجنبك السوء، ورفقاء السوء.
ونشكر لك -أيها الحبيب- حرصك على بر والديك مع حرصك على الحفاظ على دينك، وهذا دلالة على رجاحة عقلك، وحسن إسلامك، ونسأل الله أن يزيدك هدًى وصلاحًا.
ونحن -أيها الحبيب- نودُّ أن نبيِّن لك أن دينك هو أغلى ما ينبغي أن تحافظ عليه، وأن تُدرك تمام الإدراك أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله تعالى، كما قال هذا رسول الله ﷺ، وبر الوالدين واجب، والإحسان إليهما فرض، وتجنُّب عقوقهما واجب، ولكن في حدود طاعة الله تعالى.
فإذا تمكنت من أن تجد عملًا تجمع به بين تحصيل النفقة الواجبة عليك -على نفسك وعلى زوجتك وعلى والدك-، وأمكنك مع هذا أن تُحافظ على الحقوق الأخرى، ومن أهمها حقوق زوجتك، وأن تحفظ دينك بإعفاف نفسك بالحلال، وأن يكون ذلك سببًا لتجنيبك هذه الكبائر والموبقات من شرب الخمور، والحشيش، والمخدرات، وغير ذلك.
إذا تمكنت من تحصيل العمل الذي يتحقق به كل هذا، فيجب عليك أن تُبادر إليه، ولا تلتفت إلى ما يقوله أبوك بعد ذلك، من كونه يريدك أن تذهب إلى عمل آخر، وتُعرِّض نفسك لكل تلك المحرمات.
وليس عليك إثم في معصيته ومخالفة أمره، فإن البر لا يجب إلَّا في حدود طاعة الله تعالى، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما}، ثم أمر مع ذلك بمصاحبتهما بالمعروف، فقال: {وصاحبهما في الدنيا معروفًا}.
فحاول أن تحسن إلى والدك، وأن تسترضيه بالكلام الطيب، وأن تُبيِّن له المخاطر الكبيرة التي تتعرض لها فيما لو ذهبت إلى ذلك العمل الذي يريدك أن تذهب إليه، فحاول أن تُطيِّب خاطره بما استطعت، فإن رضي فالحمد لله، وإن أَصَرَّ على موقفه فلا تبال بعد ذلك بغضبه، فإن هذا الغضب ليس عقوقًا منك، ولا تأثم بسببه.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.