صارحتني مخطوبتي بتعرضها لحادث قد يكون أفقدها عذريتها، فما نصيحتكم؟
2025-06-04 01:34:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب خاطب منذ أربعة أشهر، ومؤخرًا صارحتني مخطوبتي بحادثة قديمة حصلت لها في صغرها، كانت قد ألمحت لها سابقًا أكثر من مرة، لكني لم أعرف تفاصيلها إلا بعد إصراري.
قالت إنها عندما كانت تلعب مع أختها الكبرى، سقطت عن الكرسي، ونزلت بضع قطرات دم من منطقتها الحساسة، فاصطحبتها والدتها إلى الطبيبة، وأثناء الفحص نزل منها دم كثير، وأدخلت إلى غرفة العمليات، واتضح لاحقًا أنها تعرضت لنزيف داخلي في المهبل.
أنا الآن في حيرة: هل هذه الحادثة قد تؤثر على علاقتنا الزوجية مستقبلًا؟ وهل من الممكن أن يكون غشاء البكارة قد تأثر بسبب الحادث؟ وإن كان قد تأثر، فهل ما روته لي يفسّر ما حدث فعلًا؟
أرجو التوجيه، فأنا قلق ولا أعرف كيف أتعامل مع الأمر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلًا وسهلًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يشرح صدرك، ويهديك لأحسن القول والعمل، ويكتب لك التوفيق في خطبتك، ويجعل لك من أمرك رشدًا، ويقدّر لك الخير حيث كان.
لقد أحسنت في حرصك على التروّي قبل اتخاذ القرار، فالحياة الزوجية بناءٌ عميق يحتاج إلى صدق، ووعي، وثقة، وحسن نظر للعواقب، لا إلى انفعالات سريعة.
وبخصوص ما ذكرته، فإليك الجواب منظّمًا على النحو الآتي:
1. ما وقع لمخطوبتك من حادث وهي صغيرة -من سقوط، أو نزيف، أو أثر في المنطقة الحساسة- هو أمر شائع الحدوث، فكثير من الفتيات -في سن الطفولة- يتعرضن لحوادث مشابهة، سواء عند اللعب، أو السقوط، أو ركوب الدراجة، أو بسبب أمراض في الجهاز التناسلي، وقد يُسبّب ذلك ضررًا جزئيًا أو كليًا في منطقة الغشاء، وهذا لا يُعدّ عيبًا شرعيًا، ولا علاقة له بالعفّة.
2. الفتاة التي تُخبر خاطبها بذلك في أول الخطبة، هي فتاة جديرة بالاحترام: كان في وسعها أن تُخفي الأمر، أو تؤجّله، أو تتركك تكتشفه لاحقًا بعد أن صارت زوجة، أو تستخدم أساليب غير واضحة لتجاوز الموقف، لكنها اختارت الوضوح، والمصارحة، والثقة، وهذا يدل على:
* صدقها مع نفسها ومعك.
* احترامها لك.
* وثقتها في عقلك ورجولتك.
وهذا النوع من البنات محل احترام، والصراحة في مثل هذه القضايا الدقيقة -خصوصًا في بدايات الخطبة- علامة على صفاء النية، وسلامة الطبع.
3. الناس أمام هذا الحدث قسمان، ولك أن تنظر في أيّهم أنت:
● القسم الأول: شاب يعرف نفسه، ويعرف مخطوبته، ويثق في دينها، وأخلاقها، وصدقها، ويُدرك أنه لن يحمل هذا الأمر في قلبه، ولن يعاود التفكير فيه.
ولهذا الصنف نقول: توكّل على الله، واستعن به، وامضِ في زواجك، فإنك مقبل على فتاة تثق بك، وتصدقك، وتحمل من الوفاء ما يؤهلها أن تكون زوجة طيبة -بإذن الله-.
● القسم الثاني: شاب كثير الشك، أو كثير التفكير في كل ما يمر به، ولا يصدق بسهولة:
ولهذا الصنف نقول: لا تُكمل الخطبة؛ لأنك إن أتممتها وأنت غير مرتاح، فقد تظلمها وتظلم نفسك، وقد يكون هذا الحدث -رغم صغره- سببًا في قلق دائم، أو توتر مستمر في العلاقة.
فالزواج يحتاج إلى طمأنينة نفسية، وراحة قلبية، وثقة متبادلة، فإن فقدت ذلك في البداية، فالتوقف أولى وأرحم.
4. أي قرار تتخذه -سواء بالمضي، أو الانسحاب- يجب أن يكون حديث الفتاة أمانة وسرًا بينك وبين الله:
لا تُخبر به أحدًا، ولا تُشيع ما باحت لك به في لحظة ثقة، فإنها أمانة، وأي إفشاء لها يعد خيانةً أخلاقية وشرعية، ولا يرضاه الله ولا المروءة، فالمجالس بالأمانة، فما بالك بسرّ خاص استأمنتك عليه فتاة وأمها!
خاتمة: لا أحد يملك أن يُقرّر عنك، لكننا نعرض عليك الأمر بوضوح، ونسألك أن تصدق مع نفسك:
* هل تملك نفسًا تتجاوز؟
* هل ترى في هذه الفتاة دِينًا واستقامة تُغنيك عن الظنون؟
* هل تثق أنك لن تجعل هذا الحدث شبحًا في العلاقة بعد الزواج؟
إن أجبت بـ (نعم)، فتوكل على الله، وإن أجبت بـ (لا)، فاحسم الأمر مبكرًا، ولا تُدخل نفسك في دوامة من الحيرة والشك.
نسأل الله أن يرزقك الزوجة الصالحة، ويشرح صدرك لما فيه خير دينك ودنياك، وأن يوفقك لما يحب ويرضى.
والله الموفق.