هل لسع النحل يعالج كل الأمراض؟ وكيف أترك النظر المحرم؟

2025-06-03 23:39:08 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل حقنة لسع سمّ النحل مفيدة للشفاء من جميع الأمراض؟ وما الجرعة المناسبة شهريًا للتداوي بها؟ كما أود معرفة العلاج الجذري لإدمان النظر المحرّم إلى النساء –خاصةً في الخلوة أو عبر الإنترنت– وما هي الأدعية المهمة للتوبة النصوح؟

جزاكم الله عنا خير الجزاء، ونسأل الله أن ينفع بكم، ويوسّع أرزاقكم، ويزيدكم من فضله وخيره ورحمته.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الواقع، هناك العديد من الأبحاث والدراسات المنهجية حول استخدام سمّ النحل (لدغ النحل) لعلاج بعض الأمراض المناعية المزمنة.

وتقوم فكرة العلاج بسمّ النحل أو لسعه على زيادة كفاءة الجهاز المناعي وتقويته، ليصبح قادرًا على مقاومة الأمراض، حيث تعمل ميكانيكية لسع النحل على تنشيط الغدة الكظرية (فوق الكلوية) التي تفرز الكورتيزون الطبيعي.

كما يحتوي سمّ النحل على مادة الأدولين؛ التي تُستخدم في تخفيف الآلام السرطانية في بدايتها، وهي مسكن تبلغ قوته عشرة أضعاف تأثير المورفين.

وقد ذُكر أيضًا أن سمّ النحل يحتوي على 18 مادة فعالة، أهمها مادة الميليتين المضادة للالتهاب، والتي تفوق قوتها دواء الهيدروكورتيزون بمئة ضعف، ويحتوي أيضًا على مادة أدولابين المضادة للالتهاب والمسكنة للآلام، وكذلك مادة أبامين التي تساعد على تواصل الإشارات العصبية، كما توجد فيه مواد أخرى، معظمها من البروتينات، تعمل على مقاومة الالتهاب وتلطيف الأنسجة.

ويحتوي سمّ النحل أيضًا على كميات محدودة من المواد الكيميائية التي تلعب دورًا في نقل الإشارات العصبية، من أهمها: الدوبامين، السيروتونين، والإبينفرين.

لكن الأمر ليس بهذه البساطة، إذ يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه سمّ النحل، وقد تظهر لديهم ردود فعل موضعية مثل الاحمرار والتورم حول موضع اللسعة، وقد يعاني البعض من ردة فعل أشد، كأن ينتشر الورم في كامل الطرف ويؤدي إلى صعوبة في الحركة، خاصةً في حال وجود حساسية لسمّ النحل، لذلك، يجب أن تكون جلسات لسع النحل متدرجة وتحت إشراف مختص، لملاحظة رد فعل الجسم في بداية العلاج.

وبالطبع، لا يُستخدم سمّ النحل لعلاج جميع الأمراض، بل يُخصص لعلاج الأمراض المرتبطة بضعف المناعة، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي، والالتهاب العظمي المفصلي، وتسكين الآلام الناتجة عنهما، وكذلك أمراض الأنسجة الضامة، مثل مرض تصلب الجلد، وأمراض أخرى لا علاقة لها بالمفاصل، كالرّبو، والقولون التقرحي، والجروح المزمنة.

وفقك الله لما فيه الخير.
___________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ عطية إبراهيم محمد .. استشاري طب عام وجراحة.
وتليها إجابة الدكتور الشيخ/ أحمد المحمدي .. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
___________________________________

أهلاً وسهلاً بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يُطهّر قلبك، ويغضّ بصرك، ويثبّتك على طريق التوبة، ويجعل لك في كل خطوة نورًا، وفي كل مجاهدة أجرًا، وفي كل لحظة صدقٍ فتحًا من عنده لا يُغلق.

نشكر لك هذه الاستشارة المباركة، إذ تدل على حياة قلب يخاف الله، ويبحث عن الطهر، ويأبى أن يستسلم للذنب، وهذا –والله– من علامات التوفيق.

إنّ ما تعانيه من إلف النظر المحرّم، خاصة في الخلوة مع الإنترنت، هو بلاءٌ وقع فيه بعض الشباب، ولكنه –بفضل الله– له علاج جذري وفعّال، يبدأ من القلب، وينتهي بانتصار الإرادة واستمداد العون من الله، ولكن نقول لك بكل وضوح: لا يوجد علاج يُجدي إذا لم تكن أنت البداية، فالمريض إذا لم يأخذ الدواء، فلن يُجدي نفعًا مهما كان الطبيب حاذقًا، ودواء هذه المعصية هو جهاد النفس، والصدق مع الله، والعزيمة الصادقة على الطهر.

وقد وعد الله المجاهدين بقوله: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69].

ونذكّرك بأن النظر سهمٌ مسمومٌ من سهام إبليس، وقد قال النبي ﷺ: "العَيْنَانِ تَزْنِيَانِ، وَزِنَاهُمَا النَّظَرُ" [رواه مسلم]، وقال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} [النور: 30]، فبدأ بغض البصر لأنه باب الحفظ وطريق الزلل، كما قال سبحانه: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر: 19]. فكم من نظرة أوجبت حسرة، وفتحت باب ذنب، وأغلقت باب طاعة.

فما العلاج؟ وكيف تكون النجاة؟

إليك مجموعة من المبادئ اجعلها قواعد ثابتة في حياتك:

1. المجاهدة اليومية: جاهد نفسك كل يوم، حتى وإن ضعفت مرة، فالغلبة تكون بالتكرار، والانتصار يتحقق بالإصرار.

2. الزواج عند القدرة: قال النبي ﷺ: (مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ) [متفق عليه]، فابحث عن سبل الزواج، ولو بخطوة بسيطة، فإن الله ييسّر الأمر لمن صدق في نيّته.

3. الصيام إن لم تقدر على الزواج: فالصيام يُضعف الشهوة، ويُعلّم الانضباط، ويُقوّي النفس على الطاعة.

4. ممارسة الرياضة اليومية: فهي تُفرّغ الطاقة الزائدة، وتُزيل الكسل، وتحسّن المزاج، وتُشغل النفس عن استدعاء الخواطر السيئة.

5. قطع أبواب الفتنة نهائيًا: لا تُبقِ أي تطبيق أو موقع أو وسيلة توصلك للنظر المحرم، لا تفاوض الشيطان، فقط: اقطع تفُز.

6. الصديق باب نجاة أو هلاك: الصديق السيئ يستهزئ بتوبتك، ويُهوّن من ذنبك، ويُطفئ نور قلبك، قال النبي ﷺ: "الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ" [رواه أبو داود]، أمّا الصديق الصالح، فهو من يُذكّرك بالله، ويأخذ بيدك، ويجاهد معك، قربه أمان، ونصيحته حياة، وسكوته عبادة، فاحرص على صداقته، واطلب منه أن يُتابعك ويعينك.

7. ورد عبادي ثابت:
- الحرص على أداء الصلوات الخمس جماعة في المسجد، مع المواظبة على النوافل، والمداومة على أذكار ما بعد الصلاة، لما في ذلك من تعظيم لشأن الصلاة، وتزكية للنفس، وتحصين للقلب.

-المداومة على تلاوة القرآن الكريم يوميًا، ولو بقدر يسير، مع تدبر معانيه واستحضار القلب أثناء القراءة، تغذيةً للروح واستنارةً للقلب.

- الحرص على المداومة على أذكار الصباح والمساء، لما فيها من حفظٍ للعبد، وطمأنينةٍ للقلب، وتقويةٍ للصلة بالله تعالى.

- أداء ركعتين من قيام الليل بخشوع، تسأل فيهما الله العفاف والثبات على الطاعة.

8. الدعاء في الخلوات: أكثر من الدعاء وقل: "اللَّهُمَّ طَهِّرْ عَيْنِي، وَارْزُقْنِي خَشْيَتَكَ، وَاصْرِفْ عَنِّي الفِتَنَ، وَاغْسِلْ قَلْبِي بِمَاءِ التَّوْبَةِ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَاجْعَلْ لِي نُورًا فِي بَصَرِي، وَقُوَّةً فِي إِرَادَتِي، وَعَزِيمَةً فِي الطُّهْرِ وَالْعَفَافِ".

9. الحذر من التهاون عند السقوط: إن زللت فاستغفر فورًا، وجدد العهد، ولا تؤخر التوبة، فالإصرار على الذنب أشد من الذنب نفسه.

وفي الختام، نسأل الله أن يُطهّرك تطهيرًا لا يعقبه ذنب، ويغنيك بحلاله عن حرامه، ويجعل في عينيك وقلبك نورًا، وفي خطواتك رشدًا، ويثبتك حتى تلقاه على الطهر والعفاف.

www.islamweb.net