قطرات البول..أسبابها وعلاقتها بالوسواس!

2025-06-22 02:40:58 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في العشرين من عمري، كنت مدمنًا على العادة السرية منذ الطفولة، ثم عندما كبرت قليلًا، أدمنت الإباحية، وأنا الآن في طريق التعافي -والحمد لله-، وقد مرّ 104 يوماً، على انقطاعي عن هذا الإدمان، مع زلّة واحدة فقط خلال هذه الفترة.

سؤالي: عندما أرفع الخصيتين لتكونا ظاهرتين من كيس الصفن، ألاحظ وجود أوردة متضخمة تشبه كيس الدود، ومنذ فترة قريبة بدأت أشعر كأنها كتل، ويبدو أن التضخّم في إحدى الخصيتين أكبر من الأخرى، كما أنني أعاني من نزول قطرات بول، أو مادة لزجة مائلة إلى الصفرة، خاصة عند الضغط على نفسي أثناء التبول، أو عند تدليك القضيب، لإفراغ ما تبقى من البول.

أحيانًا، بعد قضاء الحاجة وتحريك قدمي، أشعر بنزول قطرات، ولهذا أضع منشفة بعد التبول وأنتظر قليلًا، ثم أذهب للوضوء، وفي أثناء الوضوء أو بعده، قد أشعر أحيانًا بحرقان في فتحة القضيب، وقد أظن أنه خرج شيء، لكني لا أراه بوضوح، وأحيانًا أتيقّن من النزول وأشعر به كأنه تبول فعلي، وأحيانًا لا، ولهذا أستخدم عضلات القضيب لأتحقق مما إذا كان هناك بول في فتحة القضيب، فإذا رأيت شيئًا، أُعيد الوضوء، كذلك أُعاني من صعوبة في بدء التبول، وأحتاج للضغط قليلًا على نفسي ليبدأ البول في النزول.

سؤالي هنا: ما حكم هذه القطرات؟ وكيف أتعامل معها، خاصة أنني أُعاني من وسواس في الطهارة والصلاة؟ أعلم أن جزءًا من معاناتي نفسي ومرتبط بالوسواس، لكن في الوقت ذاته، أنا فعليًا أُعاني من نزول شيء بعد التبول، فهل يجب أن أعيد الوضوء دائمًا؟ وهل يجوز لي أن أتجاهل هذه الوساوس؟ وهل هناك أمل في الشفاء مع مرور الوقت خلال رحلة التعافي، أم أنه ينبغي عليّ تناول أدوية لوقف نزول القطرات وعلاج التضخم وصعوبة التبول؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ظهور الأوردة على كيس الصفن أمر طبيعي، وما يُرى من تكوّن يشبه الأكياس الدودية داخل الخصية، هو في الحقيقة مكوّنات الحبل المنوي: كالبربخ، والشرايين، والأوردة التابعة للجهاز التناسلي، وهذا طبيعي ولا يدعو للقلق، كذلك، فإن الخصية اليسرى تكون غالبًا أكبر قليلًا من اليمنى، وهذا شائع بين الذكور، ولا يُعدّ أمرًا مَرَضيًّا.

أما ما تعانيه من كثرة التبول، أو نزول قطرات بعد التبول، فقد يكون سببه احتقانًا أو التهابًا في الجهاز البولي أو التناسلي، وفي كثير من الحالات، تظهر هذه الأعراض لدى من اعتادوا ممارسة العادة السرية، أو مشاهدة المواد الإباحية؛ لأن تكرار الإثارة الجنسية يؤدي إلى احتقان في الأجهزة التناسلية، مثل: البروستاتا، والبربخ، والحويصلات المنوية، بل وحتى المثانة، وهذا الاحتقان يؤثر في الجهاز البولي، ويؤدي إلى تقطير البول.

وهناك أسباب أخرى كثيرة لظاهرة تقطير البول، ولكن في مثل سنك وحالتك، من أهم الأسباب كما ذكرنا: الالتهابات البولية المختلفة، مثل: التهاب المثانة، والبروستاتا، والإحليل، أو حتى البربخ والخصيتين، ولدى الشباب -في مثل عمرك- تكون ناتجة عن الإفراط، أو العنف في ممارسة العادة السرية، مما يؤدي إلى حدوث كدمات في الإحليل والقضيب، إضافة إلى احتقانات العضلات القاذفة، والحويصلات المنوية والبربخ.

والعلاج هو: التوقف عن ممارسة العادة السرية، والابتعاد عن مسببات التهيج الجنسي، من صور أو أفلام ونحوها، وبالطبع الإسراع في الزواج إذا كان متاحًا، وعند التبول، أنصحك بالانتظار بعض الوقت حتى تفرغ المثانة تمامًا ولا تستعجل، ويمكنك عمل مزرعة للبول والسائل المنوي؛ للاطمئنان على عدم وجود التهاب في الجهاز البولي، أو التناسلي.

عليك الامتناع عن متابعة الصور والأفلام الخليعة، لأنها الأساس في إثارة الشهوة؛ وتؤدي إلى احتقان الأجهزة التناسلية، ومن ثم تشجع على ممارسة هذه العادة السيئة.

ويُفضَّل إخراج التلفاز والكمبيوتر الخاص بك من غرفتك، واجعله في مكان عام في المنزل، كالصالة مثلًا، واجعل استعمالك للجهاز في النهار وليس في الليل، ومع وجود آخرين معك، واجتهد قدر المستطاع، ألا تستعمل الجهاز وحدك خاصة أثناء الليل.

عليك بممارسة أي نشاط بدني، كالرياضة مثلًا، ولو المشي على الأقل، وعليك بمقاومة الأفكار والخيالات الجنسية فور بدئها، وبمجرد أن تشعر بأنك قد بدأت بالتخيل أو سرحت أفكارك، عليك فورًا بتغيير المكان الذي أنت فيه إلى مكان آخر؛ لأن الإثارة والتهيج الجنسي يتحكم فيهما الدماغ، وبمجرد شغل الدماغ بنشاط آخر، فإنه سيقوم بإلغاء الإثارة والتهيج الحاصل، ولن يتطور الأمر إلى شعور أو متعة، أو إلى ممارسة العادة السرية.

أعلم أن الأمر فيه بعض الصعوبة في أول الأمر، ولكنك شاب، ونحسب أن عندك الإرادة للقيام بذلك، والله بعونه سيساعدك ويثبتك.

وبعد التوقف التام عن ممارسة هذه العادة ستعود سليمًا معافًى في أقرب فرصة -بإذن الله تعالى-، وممارسة رياضة المشي ستساعد كثيرًا على بلوغ هذا الهدف.

حفظك الله من كل سوء.
—————————————————————————————-
انتهت إجابة: د. سالم الهرموزي … استشاري الأمراض البولية والتناسلية.
تليها إجابة: د. أحمد سعيد الفودعي… مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
——————————————————————————————
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.

قد أفادك الدكتور الفاضل/ سالم، بنصائح نافعة في الناحية الصحية الجسدية، وكذلك في الناحية السلوكية الإيمانية، ونحن نؤكد على ما قاله لك من أنه يتعيَّن عليك، ويجب عليك أن تمتنع عن مشاهدة ما يثير شهوتك من الصور والأفلام وغير ذلك، واعلم أن العين تزني وزناها النظر، وأنك مسؤول عن سمعك وبصرك، كما قال الله عز وجل: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36] وقد أمرك الله تعالى بحفظ بصرك عن المحرمات، فقال سبحانه: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30].

وقد وجدت بنفسك الأضرار والآثار السيئة لممارسة هذه العادات القبيحة، من النظر إلى المحرمات، وكذلك عادة الاستمناء -أو ما يسمى بالعادة السرية-، هي عادة قبيحة ينبغي لك أن تجاهد نفسك في تركها والتخلص منها، وقد أفادك الدكتور/ سالم، بأسباب عديدة تعينك على ترك هذه العادة، ومنها: الابتعاد عن المثيرات قدر الاستطاعة.

وأمَّا ما ذكرته من كيفية التعامل مع الوسواس في الطهارة والصلاة: وما يُخيَّل إليك أنه نزل منك شيء من البول، فجوابه: أن تدرك وأن تعلم علمًا يقينًا، أن الوساوس لا علاج لها أفضل من الإعراض عنها، وعدم الاشتغال بها، وعدم التفاعل معها، فكلما شككت أنه نزل منك بول أو لا؛ فينبغي لك ألَّا تلتفت إلى هذا الوسواس، وتستمر على ما أنت عليه، وتصلي بطهارتك تلك، ولا تحكم ببطلانها بمجرد هذه الشكوك التي تَرِد عليك.

وقد سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يُخيَّل إليه أنه يجد شيئًا أو خرج منه شيء أثناء الصلاة، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا" [متفق عليه]، أي: لا يترك الصلاة ولا يقطعها، ولا يحكم بانتقاض طهارته ما دام شاكًّا، حتى يحصل له اليقين بسماع الصوت، أو بوجود الريح، أي رائحة الخارج، فما لم يصل الإنسان إلى هذه المرحلة من اليقين، فالأصل بقاء الطهارة، وهذا من رحمة الله تعالى بالإنسان وتيسيره عليه.

فإذا سلكت هذا الطريق، وهو الإعراض عن الوساوس، وعدم الالتفات إليها، وصبرت على هذا الطريق؛ فإن الله تعالى سينجيك من شر هذه الوسوسة، واعلم أن الله تعالى يحب منك أن تفعل هذا، ولا تلتفت إلى وساوس الشيطان، وما يحاول أن يُزيِّن لك به من اتباع الوسوسة، بحجة أنه احتياط للدين، وحرص على العبادة والصلاة، ونحو ذلك من الوساوس الشيطانية؛ فإنه إنما يفعل ذلك ليجرّك إلى مرحلة تصل فيها إلى استثقال العبادات وكراهتها، وربما أدَّى الحال إلى ترك العبادات بالكلية، فاحذر كل الحذر من متابعة خطوات الشيطان.

أمَّا إذا تيقنت يقينًا لا شك فيه -كتيقنك بوجود الشمس في رابعة النهار- بخروج شيء منك، فحينئذٍ تحكم ببطلان الطهارة وتتوضأ، فإذا لم تكن هذه القطرات مستمرة، فيجب عليك أن تستنجي منها بعد خروجها وتتوضأ وتصلي، أمَّا إذا كانت مستمرة، بمعنى أنها لا تنقطع عنك وقتًا يكفيك للطهارة والصلاة قبل خروج وقت الصلاة؛ فهذا ما يسميه العلماء بـ"الحدث الدائم"، وصاحبه مرخَّص له في أن يتطهر بعد دخول وقت الصلاة -أي بعد أذان المؤذنين لها-، يتطهر ويتوضأ ويصلي بذلك الوضوء، ولا يضره إذا خرج شيء أثناء صلاته؛ لأنه مريض ومصاب بحدث دائم لا ينقطع، فرخَّصت له الشريعة بأن يصلي على حاله عملًا بقوله سبحانه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16].

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يصرف عنك كل شر ومكروه.

www.islamweb.net