هل أستمر في التواصل مع من أحببته بعد رفض أهلنا للزواج؟
2025-06-28 23:54:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة في المرحلة الثانوية، مررتُ بعلاقة عاطفية مع شاب من نفس عمري، ومن بلد مختلف، وكان تواصلنا عبر الرسائل النصية فقط لمدة سنتين، كنا ندرك أن العلاقة محرمة، وحاولنا مرارًا التوبة وقطع التواصل، لكن للأسف كنا نعود من جديد، لم يكن أحد من أهلنا على علم بالأمر.
لاحقًا، أخبرتُ والدتي، وأبدت رفضها لأن العلاقة لا ترضي الله، لكننا كنا وقتها قد ابتعدنا، فقبلت الوضع على أمل أن يتم الأمر بالحلال، بشرط أن تتحدث إليه أولًا لتتعرّف إليه بنفسها، فالشاب ملتزم ومتدين، ويدرس العلم الشرعي، ويملك ما أراه من مقومات الزواج الصالح.
هو قد أخبر أهله عن رغبته في التقدّم لي، لكنهم رفضوا بسبب اختلاف البلد والعادات؛ ولأني أكبر منه بخمسة أشهر، وهي أمور أراها دنيوية لا تتعارض مع أصول الزواج الشرعي، خاصة وأننا نحرص على أن يكون الارتباط بالحلال، ووفق أحكام الدين.
قرر هو في النهاية الانفصال التام عني؛ لأننا لا نريد أن نستمر في علاقة غير شرعية، صليتُ ركعتي توبة، واستخرت الله عدة مرات، وكل مرة يطمئن قلبي نحوه، لكنني عاجزة الآن، لا أستطيع إقناع والدي أو التواصل مع أهله، وفكرت أن أتواصل مع والدته مباشرة، لكنني مترددة جدًا في هذا الخيار.
سؤالي:
1. ما الحكم الشرعي في مثل هذا الموقف؟ وهل عليّ الاستمرار في الدعاء والاستخارة، أم أُغلق هذا الباب تمامًا؟
2. هل من طريقة مقبولة للتمهيد لأهلنا، في حال رغبنا في التقدّم رسميًا مستقبلًا بعد انتهاء دراستنا؟
3. هل التواصل مع والدته مباشرة يُعد تصرفًا صائبًا في ظل رفض الأهل؟
جزاكم الله خيرًا، ونفع بكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Tassneem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بكِ -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لكِ اهتمامك وحرصك على السؤال، ونحيي فيكِ خوفك من الله ومراقبتك للكريم المتعال، وحرصكم على الحلال.
وحقيقةً، الذي نحب أن ننبه له هو أن مثل هذه العلاقات لا ينبغي أن تتمدد دون أن يكون لها غطاء شرعي، فإخبار الأهل ليس هو الخطوة الثانية أو الثالثة أو الرابعة، أو بعد سنة، أو بعد فترة، ولكن إخبار الأهل ينبغي أن يكون أول الخطوات، حتى لا يتفاجأ الناس بعد أن تتمدد هذه المشاعر، يتفاجؤون بالرفض من هنا أو هناك.
وقد أسعدنا أنكم توقفْتم، والذي ننصح به هو أن يستمر هذا التوقف، وأن تنشغلي بدراستك وبحياتك، وتتركي هذا الأمر حتى تتهيئوا له، بل ننصحكِ إذا جاء صاحب الدِّين والخلق ألَّا تترددي، فإن البُعد في المكان الذي أشاروا إليه، والاختلاف في العادات والتقاليد، وحتى فارق العمر الذي ذكروه -رغم أنه قليل وليس من الشروط المهمة- إلَّا أنها أمور ينبغي أن نضعها في الحسبان.
ولا مانع من الدعاء، ولا مانع أيضًا من سؤال الله أن يُقدِّر لك وله الخير، وأن يجمع بينكما في الخير، إذا كان ذلك فيه مصلحة لكما.
أما الآن، فنكرر دعوتنا لك وله بالتوقف التام، بل بشغل النفس في الأمور المهمة: في دراستك، وفي إعداد نفسك، وتطوير ما عندك من مهارات، حتى لا تجلبي لنفسك المتاعب؛ لأن التفكير في مثل هذه العلاقات ومحاولة تمددها، مع غياب الأفق الواضح لإمكانية التلاقي، هو مضيعة للوقت، بل هو خصم من رصيد السعادة الأسرية المستقبلية؛ ففي كل الأحوال، حتى لو حصل ارتباط بعد هذا النزيف العاطفي، فإن الحياة تبدأ ميتة، وإذا لم يحصل فذاك شر أكبر؛ لأن الإنسان قد يتعلق بشيء ويُحال بينه وبين ذلك الشيء.
لذلك اسألي الله أن يُقدّر لك الخير، ثم يُرضيكِ به، وحاولي التخلص من كل ما يربطك بهذا الشاب، وانصرفي لدراستك، ولعلّ الله يُحدِث بعد ذلك أمرًا، وثقي بأن أبواب الحلال واسعة، ورزق الله واسع، وأن «من ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه»، والعلاقة التي ليس لها غطاء شرعي وليست لله، تركها من الواجبات الشرعية، وما عند الله لا ينال بمعصيته، «وإن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه».
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.