مصابة بالأرتيكاريا المناعية مجهولة السبب، فما العلاج؟
2025-06-30 23:36:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ضاقت بي حياتي مما أعاني، حيث إنني مصابة بالأرتيكاريا المناعية المزمنة مجهولة السبب، ذهبتُ إلى العديد من الأطباء، ولكن دون فائدة، وتناولتُ علاجات جديدة، وأجريتُ تحاليل مناعية، واختبارات حساسية تجاه سلالات الطعام، وكانت النتائج طبيعية.
أنا لا أستطيع تناول غير كمية طعام بسيطة، ومع ذلك أُصاب بتحسس شديد، بل وقد أتناول نفس الطعام مرة دون تحسس، وأحيانًا أُصاب بردة فعل قوية! والآن أنا أتألّم، ووصل الأمر إلى تورّم لساني، مع تورمات دائمة في كل أجزاء جسدي، أصبحت حياتي صعبة، وأحاول أن أعيش بشكل طبيعي، ولكن الأمر مرهق.
ومؤخرًا: أُصبت بجرثومة المعدة نتيجة عدوى، وأتناول الدواء بتحفّظ شديد؛ خوفًا من تفاقم التحسس، كما مُنعت من تناول الكثير من الأطعمة. أدعو الله دائمًا أن يرزقني الصبر، فأنا أتحمّل من الآلام ما لا أُطيق، لا آكل، ولا أشرب، ولا أنام، وأتورّم من فروة رأسي حتى أصابع قدمي، وأحيانًا أفقد صوابي مما أنا فيه، ثم أهدأ وأعود إلى الدعاء والصبر.
وصف لي أكثر من طبيب حقنة زولير، وهو علاج بيولوجي حديث، وبحثت وسألت كثيرًا من الأطباء، فبعضهم متخوّف، والبعض يشجعني بشدة بعد أن يطّلع على حالتي.
أسأل الله أن يشفيني، وأرجو منكم الدعاء لي، فأنا لا أطلب سوى أن أعيش بعضًا من شبابي في هدوء، بلا أدوية، وقد خضتُ عمليتين جراحيتين، ودائمًا ما أكون مريضة، ووالله إنني أحاول دائمًا أن أتقرّب إلى الله بالصلاة وقيام الليل، صحيح أنني قد أُقصّر أحيانًا، لكنني أحاول.
سأكون ممتنّة إن اقترحتم عليّ بعض الحلول، وشكرًا لكم مقدمًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأرتيكاريا المناعية المزمنة Chronic autoimmune urticaria، أو ما يطلق عليه الشرى المزمن المناعي، هي حالة ناتجة عن فرط نشاط جهاز المناعة، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجلد بشكل غير طبيعي؛ مما يؤدي إلى إطلاق مادة الهيستامين، ومواد التهابية أخرى، تتسبب في الحكة واحمرار الجلد.
ومن بين أسبابها:
- بعض الأمراض المناعية الذاتية، مثل: الذئبة الحمراء SLE، أو التهاب الغدة الدرقية المناعي (هاشيموتو)، حيث تؤدي هذه الأمراض إلى إنتاج أجسام مضادة mast cells، تهاجم خلايا الجلد.
- التحفيز الذاتي (Autoantibodies): الذي يؤدي إلى ارتفاع الأجسام المضادة IgE.
- العدوى البكتيرية المزمنة: مثل جرثومة المعدة Helicobacter pylori، وكذلك الطفيليات، والتي تلعب دورًا في تطور الحالة.
- الحساسية غير المباشرة، أو غير المعروفة: مثل الحساسية من بعض الأطعمة، أو المواد الحافظة، أو الأدوية، مثل: البروفين والأسبرين.
كذلك فإن التوتر والضغط النفسي قد يُفاقمان حالة الأرتيكاريا المناعية المزمنة، على الرغم من أنهما ليسا السبب الأساسي، وهناك ما يُعرف بالخلل في الجهاز المناعي دون سبب واضح، ويُطلق عليه Idiopathic، إذ إن حوالي 50% من الحالات لا يُعرف سببها بدقة.
من الفحوصات التحليلية المهمة:
- تحليل إنزيم الغدة الدرقية: Anti-Thyroid Peroxidase.
- اختبار المناعة الذاتية: ANA.
- فحوصات وظائف الكلى والكبد.
- تحليل صورة الدم الكاملة (CBC).
- تحليل البراز للكشف عن وجود الطفيليات.
كما يُعد علاج جرثومة المعدة أمرًا ضروريًا، مع إعادة الفحص بعد 4 أسابيع من انتهاء العلاج، ويُستخدم حاليًا دواء رباعي يُسمى Pylera، حيث يُؤخذ بمقدار 3 كبسولات كل 6 ساعات لمدة 10 أيام، إلى جانب حبوب نيكسيوم (Nexium) 40 ملغ مرتين يوميًا لمدة شهر.
أما ما يساعد في تخفيف أعراض الأرتيكاريا المناعية المزمنة، فهو: تناول مضادات الهيستامين من الجيل الثاني، والتي لا تُسبب النعاس، مثل: (Fexofenadine Desloratadine)، تُؤخذ هذه الأدوية يوميًا وبانتظام، وليس عند الحاجة فقط، كما يُوصى بتسجيل جميع الأطعمة التي تؤدي إلى نشاط الحساسية في جدول يومي، لتفاديها مستقبلاً، وهناك بعض العلاجات المساعدة، مثل: حبوب مونتيلوكاست (Montelukast): وهي من مضادات مستقبلات اللوكوترين، وتُعدّ مفيدة في علاج الأرتيكاريا، وتُستخدم كخَطوة إضافية ضمن الخطة العلاجية.
أما الخطوة التالية في العلاج، فهي ما نصحك به الأطباء، من استخدام حقن أوماليزوماب (Omalizumab – Xolair)، وهو دواء بيولوجي مضاد للأجسام IgE، ويُعتبر فعّالًا جدًا في حالات الأرتيكاريا المزمنة المقاومة للعلاجات التقليدية، ويُعطى هذا الدواء شهريًا تحت الجلد، ولا مانع من استخدامه -بإذن الله-، خاصة إذا كانت الأعراض شديدة ومستمرة.
ومن النصائح المهمة: تجنب محفزات الحساسية، مثل: التوتر، والحرارة، وبعض الأطعمة أو الأدوية، مع الالتزام بالأدوية حتى في حال تحسن الأعراض؛ لتفادي الانتكاسات أو عودة الحالة.
والأهم من ذلك كله: ما تقومين به من الدعاء، والصلاة، وقراءة القرآن، والمواظبة على الأذكار، وإذا قدّر الله لك زيارة للعمرة، فاحرصي على الشرب من ماء زمزم، والإكثار من الدعاء في صحن الكعبة، ففيه شفاء ورحمة، وبركة -بإذن الله تعالى-.
وفقك الله لما فيه الخير.