فيها صفات الزوجة الصالحة لكنها غير محجبة..هل تنصحوني بالزواج بها؟

2025-07-03 01:02:04 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب مسلم من بلاد عربية، أعيش حالياً في ألمانيا، وأعمل طبيباً، أحرص على أداء العبادات، وأجتهد في التمسك بالأخلاق الإسلامية.

نويت الزواج من فتاة مسلمة سنية من نفس بلدي، والدها صديق مقرّب لوالدي، وهي فتاة ذات خلق رفيع، بارة بوالديها، متعلمة تعليمًا جيدًا، ومن أسرة معروفة بالالتزام الديني، والدتها محجبة ومحتشمة، وتحرص على تزيين المنزل بالآيات القرآنية في المناسبات الدينية كالأعياد.

إلا إن الفتاة لا ترتدي الحجاب في الوقت الحالي، مع العلم أني أرى فيها صفات الزوجة الصالحة، وأرغب في بناء أسرة مسلمة مستقرة على أساس من المودة والتقوى.

فهل يجوز لي الزواج منها؟ وكيف يمكننا معاً أن نعزز التزامنا بالدين، ونربي أبناءنا تربية إسلامية صحيحة في بيئة غير إسلامية؟

جزاكم الله خيراً، ونفع بكم، وجعل علمكم نوراً وهداية للأمة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فائز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخانا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال واهتمامك بأمر دين المخطوبة، وديانة أهلها، وحرصهم على التمسك بالشرع، نسأل الله أن يزيدك حرصًا وخيرًا.

وحقيقةً مَن تزوّج فقد استكمل شطر دينه، فليتقِ الله في الشطر الآخر، وخير عونٍ للإنسان على الاستقامة أن يتزوَّج من فتاة ملتزمة بدينها، ومن أسرة تحب الدين وتعظّمه، وأن يكون هو أيضًا متدينًا، ويتعاون الجميع على البر والتقوى، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينكما في الخير، وعلى الخير.

ولا يخفى على أمثالك من الفضلاء، أن وجود الدِّين هو الأساس، وهو الركن الأصيل في اختيار الرجل والمرأة على السواء، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حق المرأة: "فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ"، وقال أيضًا -صلى الله عليه وسلم- في حق الرجل: "إِذَا أتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ -أو أمانته- وُخُلقه فزوجوه"؛ إذًا الدين هو المعيار الأساس.

والحمد لله يبدو أن معنى الدين موجود في هذه الأسرة المذكورة، والنقص الموجود أيضًا توجد قابلية كبيرة لإكماله وإكمال هذا النقص، وهذا جانب مهم؛ لأننا قد لا نجد شخصًا ملتزمًا بنسبة 100%، ولكن وجود الاستعداد والرغبة في التدين والسعي إلى الكمال مقصد عظيم، وأمرٌ في غاية الأهمية.

لذلك كثير من الناس يزداد التزامًا بعد الزواج، وكذلك النساء قد يزددن تمسكًا بدينهنَّ بعد الزواج؛ لأن الزواج له تأثير كبير جدًّا في هذا الباب، ونكرر الشكر على حرصك على مسألة الدين والتدين.

أمَّا بالنسبة لمسألة ارتداء الحجاب: فلا شك أنه من الأمور المهمة، ونحب في هذه الحالة أن يُطرَح هذا الأمر منذ البداية بوضوح، بأنك راغب في فتاة تلتزم بحجابها الشرعي، وتتمسك بآداب وأحكام هذا الدين العظيم الذي شرّفنا الله -تبارك وتعالى- به.

والحجاب لا ينبغي أن يكون مرتبطًا بالزواج فقط، بل الأصل أن تكون الفتاة ملتزمة به قبل الزواج، حريصة على سترها وعفتها، ويزداد تمسكها به بعد الزواج، ومع التقدم في السن، التزامًا بآداب هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

فإذا توفرت بقية الشروط، وتوفّر الاستعداد للتدين، والرغبة في إكمال ما نقص؛ فلا تتردد في القبول بها؛ لأن التلاقي بالأرواح، وهي "جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف".

وكون البيت بيت دين؛ فهذا أيضًا يُعين الزوجة على الالتزام والثبات، وأيضًا لا بد أن تعرف المخطوبة منذ البداية أنكم تريدون من هذا الزواج أن تُخرِجوا ذريةً صالحةً يفرح بها النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، وتُربى تربيةً إسلاميةً سليمة كما أشرت.

شكرًا لك على هذا الهدف النبيل، وعلى هذا الطموح العالي الغالي، وهو الطموح الذي ينبغي أن تستحضره المخطوبة أيضًا من البداية، وهذا سيكون دافعًا لها إلى أن تبدأ بالالتزام، حتى يبارك الله -تبارك وتعالى- لكم في زواجكما وحياتكما وأبنائكما.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والثبات على الخير.

www.islamweb.net