ألقى علي شبهات تتعلق بالإسلام سببت لي وساوس آلمتني!
2025-07-02 04:41:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولًا: أشكركم على هذا الموقع المبارك، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم يوم القيامة، فقد استفدت منه كثيرًا، وجزاكم الله خيرًا.
أنا شخص ملتزم، كغيري من المسلمين، أؤدي الصلاة والصيام، وأسعى لفعل الخير بقدر ما ييسر الله عز وجل لي.
قبل أن تقع لي هذه المصيبة، كنت أتحدث مع شخص يبدو في ظاهره أنه مسلم، لم نكن نتناول أي شبهات، أو مواضيع خطيرة، فقط حديث عابر.
لكن فجأة بدأ يقول كلامًا مستنكرًا عن فتح الأندلس على يد طارق بن زياد، وذكر طارق بن زياد بطريقة مشككة، ثم انتقل ليشبّه الإسلام بالحرب العالمية الثانية، ويقول: إن أحداثها كانت مليئة بالكذب، ثم أسقط ذلك على الدين الإسلامي.
وقال لي عبارات على لسان الزنادقة وينسبها للمسلمين، وأن الشك نصف الحقيقة كما يقولون، في البداية لم أعطِ هذا الكلام أهمية، لكن عندما عدت إلى البيت بدأت تأتيني وساوس شديدة لا يعلم بها إلا الله، حتى إنني قلت في نفسي: الانتحار أحب إليّ من هذا -والعياذ بالله-.
أرشدوني، بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أخانا الحبيب- في استشارات سلام، نسأل الله تعالى أن يصرف عنك شر الوساوس، ويعافيك منها.
ونحن ننصحك بجملة من النصائح نأمل -إن شاء الله- أن تسعى للعمل بها، وأن تحاول أن تتغلب على نفسك للقيام بها، وبذلك ستنجو -بإذن الله تعالى- من شر هذه الوسوسة.
الوصية الأولى: أن تتجنب الجلوس إلى من يطرح عليك أنواعًا من الشبهات؛ فإن الشبهات خطافة تخطف القلوب، وتُوقع فيها أنواعًا من البلابل، وتُورثها التردُّد والحيرة؛ لأنها تَرِدْ على القلب وهو فارغ من العلم الذي يدفعها ويردها، فتتوطَّن فيه وتتمكن.
فاحذر كل الحذر من أن تفتح أذنيك لكل أحد، وخذ العلم من مصادره الصحيحة، واعرف الإسلام من خلال الاستماع لأهل العلم الموثقين، والقراءة لهم، ومواقعهم كثيرة -ولله الحمد-، ومن هذه المواقع موقعنا المبارك "إسلام ويب"، والمواقع المعروفة للعلماء المشهورين، كالشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-، ونحو ذلك من القنوات المأمونة.
الوصية الثانية: أن تعلم جيدًا أن الإسلام دينٌ يُقرِّر حقائق العقائد بالبراهين والأدلة، فيُقِيم عليها الأدلة العقلية، ويخاطب العقل في كل ما يأتي به من أمور الديانة العقدية، فالقرآن مليء بإقامة البراهين على وجود الله تعالى، فيسأل الناس سؤالًا واضحًا: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ}، وكذلك يقيم البراهين والأدلة على الإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالنبوات، ونحو ذلك من مباحث الإيمان.
فالإسلام دين يدعو إلى بناء العقيدة على اليقين، ويبرهن على ما يُؤدِّي إلى هذا اليقين، وليس صحيحًا أن الشك نصف الحقيقة، وإن كان بعض علماء الكلام جعلوا الشك مرحلة من المراحل التي يمر بها الإنسان ليتوصَّل بعدها إلى اليقين، وليس مقصودهم أن يلقى في دائرة الشك والحيرة، ولكن هذا المنهج بحدِّ ذاته منهج منحرف، وقد رد علماء المسلمين هذا الطريق وفنَّدُوا أقواله وأبطلوها.
فلماذا أنت تعاني من كل هذه الشدة بعد أن سمعت هذه الكلمات؟
تجنب الاسترسال مع هذه الأفكار الوسواسية التي ترد عليك، ومحاولة الشيطان في تشكيكك بأصول دينك، فإنه لا يريد إلَّا أن يوقعك في الضيق والحرج والحزن، كما أخبر الله تعالى عنه في كتابه الكريم: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} [المجادلة: 10].
وما دمت تجد في نفسك ضيقًا وحرجًا من هذه الأفكار؛ فإن هذا يدل على وجود الإيمان في قلبك، فأنت في خير -ولله الحمد-.
لا تخف على دينك، ولكن أنت مطالب بأن تتبع المنهج النبوي في التعامل مع الوسوسة، وقد لخصه النبي -صلى الله عليه وسلم- بثلاث خطوات:
1- اللجوء إلى الله بالدعاء والاعتصام، حينما تهاجمك الأفكار الوسواسية.
2- الإعراض الكامل عن هذه الوساوس، وتحقيرها، وعدم الاعتناء بها، فلا تبحث لها عن إجابات؛ فإن تفاعلك معها يثبتها ويعزز وجودها في نفسك.
3- الإكثار من ذكر الله تعالى.
فإذا صبرت على هذا الطريق، فإنك ستصل -بإذن الله تعالى- إلى العافية من هذه الوسوسة، وينجيك الله منها.
نسأل الله تعالى أن يصرف عنَّا وعنك كل سوء ومكروه.