حاولت إقناع زوجي بترك الشمة والتدخين ولم يستجب، فماذا أفعل؟

2025-07-13 23:24:35 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متزوجة منذ عشر سنوات، ولدي طفلان، أصغرهما يبلغ من العمر ست سنوات، واكتشفت أن زوجي بدأ يتعاطى الشمة، وهي نوع من التبغ المطحون يُوضع في الفم، وأحيانًا يدخّن.

أخبرته أن ذلك حرام، وأنني قرأت أن الشمة والتدخين يؤثران على القدرة على الإنجاب، لكنه لا يستجيب، يتوقف لفترة ثم يعود إليها مجددًا.

لاحظت مؤخرًا أن الشمة تؤثر على الانتصاب لدى زوجي؛ فعندما يتعاطاها، تكون رغبته الجنسية ضعيفة، أما عندما يتوقف، تعود إلى طبيعتها.

تحدثت معه في هذا الموضوع، لكنه لا يصدقني، ويقول: إن السبب هو التعب، مع أنني لاحظت أن التعب لا يؤثر على رغبته كما تفعل الشمة.

أنا أرغب بشدة في الإنجاب، لكن زوجي لا يُبالي، ولا يحب الحديث في هذا الموضوع، أشعر بالحزن؛ فأنا لا أستطيع أن أراه يقع في الذنب وأسكت، وفي الوقت نفسه لا أستطيع تغييره، فما حكم فعله؟ وهل هو آثم؟ وما الذي يمكنني فعله؟

أرجو منكم النصيحة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Safa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بكِ -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لكِ هذا الاهتمام الذي دفعكِ للسؤال، ونسأل الله أن يُصلح زوجكِ وسائر الرجال، وأن يُلهمكما السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

سعدنا جدًّا بهذا الحرص على مصلحة الزوج، وأفرحتنا الرغبة في إنجاب الذرية، فنبينا -صلى الله عليه وسلم- يفاخر بنا الأمم، ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم الذرية الصالحة، وأن يُصلح نياتنا وذرياتنا، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

لا شك أن الشَّمَّة وما يُقاس عليها ممَّا يُستخدم بالطريقة المذكورة، أو يوضع في الفم، أو يُشرب كالدخان، كل ذلك مما حرمته شريعة العليم الحكيم؛ لما فيه من الضرر الصحي، والضرر الاجتماعي، والضرر العقلي، وفيه مخالفات وآثار خطيرة.

وقد أحسنتِ بنصحكِ لزوجكِ، ونتمنى أن تشجعيه على أن يتواصل معنا حتى نناقش معه هذه المسألة، فإن بعض الرجال قد يأخذ الكلام من إخوانه الرجال، بينما يرفضه إذا جاء من زوجته، أو من غيرها من النساء.

وشكرًا لكِ على هذا الحرص على نصحه، نتمنى أن تستمري في النصح، وأن تذكِّريه بما عنده من إيجابيات؛ لأن هذا مدخل مهم إلى قلبه، فالمرأة من حقها أن تنصح زوجها، لكن عليها أن تختار الوقت المناسب، والألفاظ المناسبة، وتُقدِّم بين يدي نصيحتها ذكر محاسنه، والاعتراف بإيجابياته، ثم بعد ذلك تطلب منه أن يترك هذا المنكر، وهذه المعصية والمخالفة.

ولا شك أن الشَّمَّة -كما أشرتِ أو كما سميتها- لها علاقة بالصحة، ولها علاقة بالرئة، وله علاقة بالقدرة على الإنجاب، وتنعكس على كل هذه الأمور، ونسأل الله أن يعينه، وأن يعين غيره من الشباب والرجال على ترك هذه الأمور.

وسعدنا أنه يترك ويعود، إذًا هو قادر على الترك، بل نحن دائمًا نقول: ما من مسلم يستطيع أن ينهض من نومه فيترك فراشه ليصلي لله صلاة الفجر، ويترك طعامه وشرابه ليصوم لله، إلَّا وهو قادر بتوفيق الله على ترك المعاصي والأمور التي حرمها الله تبارك وتعالى.

فاستمري في النصح، واختاري الأوقات المناسبة، وشجعي تواصله مع العلماء، أو مع موقعكم حتى نناقشه حول هذه المسألة، ونسأل الله أن يعينه على الطاعات، وأن يجنّبه مثل هذه الأمور التي تترك آثارًا خطيرة على صحة الإنسان، وأيضًا على صحة من حوله، وتلحق به الضرر، وهي كذلك من الأمور التي لا تقبل من الناحية الشرعية.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net