الوساوس سلبتني خشوعي في صلاتي وفي ذكر الله.. ما الحل؟
2025-07-15 03:04:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من أعراض اضطراب تبدد الشخصية، وأعلم أن الحل يكون بالتجاهل، لكني أواجه صعوبة بسبب الوساوس والأفكار السلبية المستمرة، حتى أنني لم أعد أشعر بالخشوع في الصلاة، ولا أثناء ذكر الله أو تلاوة القرآن، بسبب كثرة هذه الوساوس والأفكار التي تهاجمني، وعندما أحاول أن أتصرف على طبيعتي، أشعر بضيق وكأن أمرًا سيئًا سيحدث.
أعاني من هذه الأعراض منذ شهر ونصف، وعندما قرأت عن (اضطراب تبدد الشخصية) وبعض الاستشارات المتعلقة به، شعرت بتحسّن في أعراض القلق والأفكار السلبية، لكن ما زلت أعاني منها.
فما الحل؟ جزاكم الله خير الجزاء، وجعل ما تقومون به من الخير في هذا الموقع في ميزان حسناتكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرًا جزيلًا لك على رسالتك الطيبة وسؤالك الذي يعكس حرصك على فهم حالتك النفسية والسعي للتعامل معها بشكل صحيح.
ذكرتَ في رسالتك أنك تعاني من أعراض مرتبطة بما تُسميه "اضطراب تبدد الشخصية" (Depersonalization-Derealization Disorder)، ويُختصر غالبًا بـ (DPDR) وبيّنت أنك تحاول تجاهل هذه الأعراض، لكنك لا تزال تواجه بعض الصعوبات، خصوصًا مع عودة الوساوس والأفكار السلبية المستمرة، والتي تزداد عند الصلاة، أو أثناء ذكر الله، أو تلاوة القرآن.
أولًا: أود أن أطمئنك بأن ممارستك لهذه العبادات، من صلاة وذكر وتلاوة، هو أمر إيجابي وعظيم، وله تأثير فعّال بإذن الله في تحسين حالتك النفسية والتخلّص من هذه الأفكار السلبية والوساوس، فالالتزام بالصلاة، والالتزام بذكر الله تعالى، وقراءة القرآن من الأشياء التي يمكن بواسطتها التخلص من كثير من الأفكار السلبية.
لكن لا بد أن تعلم أن وجود هذه الوساوس والأفكار أثناء العبادة لا يعني ضعف إيمانك أو تقصيرك، بل هو أمر شائع في مثل هذه الحالات، والمهم هو تجاهلها قدر المستطاع، وعدم الانشغال بها، ومحاولة العودة للتركيز كلما تشتت ذهنك، هذه الطريقة في التعامل تُسمى "التجاهل المتدرّب"، وهي مفيدة جدًّا في مثل حالتك، ومع الوقت ستضعف هذه الوساوس وتقل حدتها.
أما فيما يتعلق بما ذكرتَه حول اضطراب الشخصية؛ فمن المهم التنبيه إلى أن اضطرابات الشخصية لا يمكن تشخيصها بدقة في سن مبكرة مثل عمرك (17 عامًا)، وذلك لأن الشخصية ما زالت في طور التكوين والتطور، ويكتمل نموها النفسي والاجتماعي عادة بعد سن العشرين.
لذلك: من المحتمل أن ما تمر به الآن ليس اضطرابًا بالشخصية كما تظن، بل قد يكون مجرد صعوبات نفسية مؤقتة تتعلق بمرحلة المراهقة أو بالضغوط النفسية التي تواجهها.
إن كنت قد توصلت لهذا الاستنتاج (اضطراب الشخصية) من خلال البحث الذاتي أو تصفح الإنترنت؛ فأنا أنصحك بشدة ألا تعتمد على التشخيص الذاتي، لأنه غالبًا ما يكون غير دقيق ويزيد من القلق والوسوسة.
الأفضل أن تستشير طبيبًا نفسيًا مختصًا ليقوم بتقييم حالتك بشكل مهني، ويحدد طبيعة الأعراض التي تعاني منها، وما إذا كنت تحتاج إلى علاج نفسي، سلوكي أو دوائي.
في الختام: أكرر التأكيد على أهمية ما تقوم به من التزام ديني وتمسك بالعبادات، فهو في حد ذاته علاج مهم ومفيد، إلى جانب استشارة المختصين عند الحاجة.
أسأل الله لك العافية.