أشعر بالذنب لأنني قطعت علاقتي بشاب يريدني، فما توجيهكم لي؟

2025-08-07 03:06:39 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركته.

تعرفتُ إلى شخص على الإنترنت منذ عشر سنوات، وأخبرته مؤخرًا أنني لا أستطيع الزواج به، لأنه من بلدٍ آخر، وأهلي لن يوافقوا عليه زوجًا لي، وطلبتُ منه أن ينساني، وألَّا يشغل باله بي، لأنني أرغب حاليًا في التركيز على دراستي، فهل يجوز لي أن أقطع علاقتي به؟

أشعر بالذنب إذا تركته دون أن أخبره، وأشعر بالذنب أيضًا حين أُحادثه دون علم أهلي!

ساعدوني، أرجوكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Abir حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا بد أن تعلمي -وبكل صراحة- أن ما قمتِ به من التواصل مع هذا الشاب طوال عشر سنوات أمرٌ محرَّم، لأنه ليس من محارمك، والفتاة العاقلة التي ترضي ربها، وتراعي مشاعر أهلها وسمعتهم، لا تتواصل مع الشباب، ولا مع شابٍ واحد طوال سنوات كثيرة.

فلا بد أن تُدركي أن ما وقع منك من هذا التواصل الطويل كان خطًأ كبيرًا، وأرجو أن تتحملي صراحتي، لأن مَن أحبَّك صَدَقَكِ النُّصح.

ولو كان هناك بصيص أمل في الارتباط بهذا الشاب والزواج به، لقلتُ لك: دعيه يتقدَّم لطلبك من أهلك، لكنك ذكرتِ في رسالتك أنه من بلدٍ آخر، وأن أهلك لن يقبلوا به أبدًا.

وفي هذه الحال، فلا بد من قطع الاتصال به فورًا، والتوبة إلى الله عز وجل، والاستغفار عما مضى من المحادثة، والرجوع إلى الله بتوبةٍ نصوحٍ، وهي: الإقلاع عن المعصية، والندم على فعلها، والعزم ألا تعودي إليها أبدًا، فهذه هي شروط التوبة النصوح.

احذري من التواصل مع هذا الشاب أو غيره، واهتمي بدراستك ومستقبلك، وقد أحسنتِ حين أخبرتِه بأن ينساك وألَّا يشغل باله بك، فجزاك الله خيرًا، فهذا هو عين العقل والدين والبر بالوالدين، كما أحسنتِ أيضًا في عزمك على التركيز في دراستك، وهذا قرار موفق وقناعة مباركة.

أمَّا عن سؤالك في رسالتك: هل يجوز أن أقطع العلاقة به؟ وأني أشعر بالذنب إذا تركته دون أن أخبره!
فالجواب: ليس فقط يجوز، بل يجب عليك شرعًا وعُرفًا أن تقطعي علاقتك به، وليس عليك أي ذنبٍ خاصة أن الزواج به صعب بل متعذر، فاهتمي بدراستك، ولعل الله يرزقك زوجًا صالحًا خيرًا لك في دينك ودنياك.

وأمَّا شعورك بالذنب تجاه أسرتك حينما تواصلتِ مع هذا الشاب لسنوات طويلة، فلا شك أنه ذنب، ولكن التوبة النصوح، وقطع الطريق على أي تواصل جديد، مع الإكثار من الاستغفار، كفيلٌ -بإذن الله- أن يُكفِّر ما مضى.

وقد قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25]، وقال أيضًا: ﴿فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [المائدة: 39]، ويقول النبي ﷺ: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» [رواه ابن ماجه].

فلا تيأسي من رحمة الله عز وجل، ولكن كوني صادقة مع نفسك، وعيشي حياةً طيبةً مستقيمةً مع أسرتك، حتى يرزقك الله الزوج الصالح، الذي يكون سببًا في سعادتك في الدنيا والآخرة.

وفي الختام: أسأل الله عز وجل أن يحفظك، ويتوب عليك، ويبارك في عمرك، ويرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك في الدنيا والآخرة.

www.islamweb.net