أمي تتهمني كل يوم بشيء وتقاطع اتصالاتي، فكيف أبرها؟
2025-08-07 03:21:44 | إسلام ويب
السؤال:
أمي تتهمني بسرقة أشياء من منزلها، وتتهم أبي أيضًا بأنه يأخذ أغراضها ويعطيني إياها، وهذا لم يحدث إطلاقًا، وصل بها الأمر إلى أن اتهمتني بأنه وضع لي "شرشوبة التنظيف" في حقيبتي، رغم أن ذلك لم يحصل، وعندما وجدتها لاحقًا، قالت إنه أعادها بعد أن تشاجر معنا، كل يوم تظهر تهمة جديدة، وتقوم بمقاطعة اتصالاتي بها.
أنا مريضة أورام، والورم في قدمي، وحركتي محدودة جدًا، وعندما أخرج لأي مشوار، أبقى متعبة لأيام، ومع ذلك، أذهب إليها، وأقوم بتنظيف البيت، وأتجاهل الإساءة منها، وحاولت مرارًا أن أشرح لها أنني لا أفعل ما تتهمني به، لكنها سليطة الرأي واللسان، ولا تعترف أبدًا بأنها مخطئة.
ذهبت إليها مؤخرًا، وتجاهلت ما فعلته، واشتريت لها الغداء، وجلست معها، وأعددت لها الشاي، ثم غادرت، لكنني فوجئت مرة أخرى بأنها لا تريد الرد على اتصالاتي، ماذا أفعل؟ نفسيتي تعبت جدًا منها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Shery حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك ثقتك في طلب الاستشارة، وحرصك على برّ والدتك رغم ما تواجهينه من ضغوط نفسية واجتماعية.
نسأل الله أن يشرح صدرك، ويعظم أجرك على صبرك، ويجزيك خيرًا على إحسانك، فقد أمر الله تعالى ببرّ الوالدين والإحسان إليهما حتى في أصعب الظروف، قال سبحانه: «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» [الإسراء: 23].
من خلال ما تم سرده عن المشكلة، قد يستلزم الأمر إجراء فحص طبي ونفسي للأم؛ إذ إن هذه التهيؤات التي تصفينها قد تكون مرتبطة باضطرابات الشيخوخة، مثل الخرف أو الاكتئاب الذي قد يصيب كثيرًا من كبار السن في هذه المرحلة العمرية، لذلك، يُنصح بعرضها على طبيب نفسي مختص لتشخيص حالتها، ووضع خطة علاجية، فهذا قد يخفف من حدّة الاتهامات وسوء الفهم.
أما عن التعامل مع هذه الاتهامات، فيجب أن يكون بهدوء وحكمة؛ وتجنّبي النقاش الحاد أو محاولة إثبات خطئها؛ لأن ذلك قد يزيد من شكوكها، واستخدمي عبارات قصيرة مطمئنة، وأحيانًا يكون تجنب الجدال أفضل؛ لتقليل حدة المشكلة.
الاستمرار في البر مع وضع حدود نفسية أمر مهم، وعليكِ الاستمرار في زيارتها وخدمتها قدر استطاعتك، مع الحفاظ على توازنك النفسي، وإذا اشتدت الإساءة، يمكنك أخذ استراحة قصيرة مع إبلاغها -بلطف- ولو عن طريق شخص آخر، إذا استمرت في عدم الرد على اتصالاتك، بأن غيابك مؤقت بسبب ظروفك الصحية.
كما يُستحسن الاستعانة بأحد الأقارب، أو شخص تثق به الأم، لتهدئة الموقف وتوضيح الحقائق بطريقة محايدة.
ولا تهملي رعايتك لنفسك، فمرضك الجسدي، مع ما تمرّين به من ضغوط نفسية يتطلب عناية مضاعفة، وقد يفيدك التواصل مع مختص نفسي، أو الاستعانة بمجموعات دعم اجتماعي من المقرّبين، لمساعدتك على إدارة التوتر، والتعامل مع الضغوط بشكل أفضل.
أما الاستعانة بالله، فهي السند الأكبر، قال تعالى: «وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ» [الطلاق: 3]، تحري أوقات استجابة الدعاء للدعاء لكِ ولأمك بالصلاح والعافية، وداومي على الأذكار لما لها من أثر في تهدئة النفس وتقوية القلب.
وتذكّري أن ما تمرّين به ابتلاء يرفع الله به الدرجات، ويكفّر السيئات إذا صبرتِ واحتسبتِ، قال النبي ﷺ:«ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همّ ولا حزن ولا أذى ولا غمّ، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفّر الله بها من خطاياه» [متفق عليه].
نسأل الله أن يشفيك ويصلح حال أمك، ويجمع بينكما على البرّ والمودّة، ويجعل لكِ من كل همّ فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا.