زواجي قريب والرهاب يحرجني في كثير من المواقف، فما الحل؟
2025-08-18 00:58:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولًا، أشكر كل القائمين على هذا الموقع جزيل الشكر، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتهم، وأن يكون سببًا في شفائي بفضله سبحانه، وأن يفرج عنكم كرب يوم القيامة، وأن لا يُريكُم سوءًا في أنفسكم أو أهلكم.
ثانيًا: عمري ٣٦ سنة، ومن سنوات وأنا أعاني من قلة النوم حتى أصبحت لا أستطيع النوم مطلقًا إلا في حالات الإجهاد الشديد. كما أعاني من الرهاب الاجتماعي، وأشعر بالإحراج في كثير من المواقف، حيث ينتابني شعور بالخوف، ورعشة في اليدين، وصعوبة في الكلام. كما أعاني بصورة دائمة من زيادة ضربات القلب، وقد كتب لي المختص ذات مرة دواءً واقيًا لذلك.
تواصلت مع باحثة اجتماعية فترة من الزمن، ومع أخصائي نفسي وصف لي أدوية، وقال إن ما أعانيه ناتج عن قلق نفسي، ولكن لم أستطع الوصول إليهم بسبب بعد المدينة عني وعملهم الليلي، كما أن متابعة الجلسات تتطلب الكثير من المال.
زواجي قريب، وأرجو منكم أن تقدموا لي حلًّا عمليًا يساعدني على التغلب على هذه المشاكل قبل الزواج.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rayan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
من الواضح أنك -كما ذكرتِ في رسالتك- تعانين من الرهاب الاجتماعي، بحيث تشعرين بالحرج الشديد في بعض المواقف، مع التردد، ورعشة اليدين، وصعوبة الكلام، بالإضافة إلى ما يمكن أن يترافق مع الرهاب الاجتماعي من نوبات الهلع، كالشعور بتسارع ضربات القلب وغيرها.
أختي الفاضلة، لعلاج مثل هذا الأمر أمامنا ربما طريقان:
• الطريق الأول: أن تحاولي من نفسك مواجهة هذه المواقف التي تشعرك بالحرج، وعدم تجنُّبها، فالتجنُّب لا يحل المشكلة، وإنما يزيدها تعقيدًا وتصبح مشكلة مزمنة.
أختي الفاضلة، عكس التجنب هو المواجهة، فإذًا واجهتِ كل المواقف الاجتماعية التي تربكك، أقْدمي عليها، وواجهيها، ستجدين الأمر مزعجًا في البداية، إلَّا أنه مع الوقت ستعتادين على ذلك، وتصبحين كبقية الناس، تواجهين الآخرين وتتحدثين، وتتكلمين دون رعشة ودون رهبة اجتماعية.
إذا استطعتِ أن تقومي بهذا فنِعْمَّا بها، وإلَّا فهناك خيار العيادة النفسية، صحيح أنك ذكرتِ أن العيادة بعيدة عنك، إلَّا أن الأمر إن لم تستطيعي علاجه بنفسك؛ فيُصبح من اللازم أن تبذلي جهدًا للوصول إليها.
• الأمر الآخر: أنتِ تواصلتِ -ولله الحمد- مع أخصائية اجتماعية وأخصائي أيضًا، فهؤلاء أيضًا يمكن أن يُقدِّموا لك جلسات للعلاج النفسي عن طريق الحوار والكلام، ونحن هنا نتحدث عن عدة جلسات، من خمس إلى ثمان أو عشر جلسات، من خلالها يمكنك الخروج من هذا الرهاب الاجتماعي، إن لم يكن بالكلية، فعلى الأقل يمكن أن تخف هذه الأعراض.
أختي الفاضلة: أشدُّ على يدك في علاج هذا الأمر، وخاصةً أنك مقبلة على الزواج قريبًا، داعيًا الله تعالى لك أولًا بالصحة وتمام العافية، وثانيًا بالزواج الميمون الذي يعينكم على بناء أسرة مسلمة ناجحة بإذن الله عز وجل، ولا تنسي أن تدعي لنا بظهر الغيب.
وبالله التوفيق.