قريبتي متهورة تدخل في علاقات حب محرمة..هل أخبر والديها؟
2025-09-15 03:08:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
لدي استشارة تخص ابنة خالتي، عمرها 18 عامًا، في عمر 10 سنوات كانت تحب شابًا، وتتواصل معه بدون علم والديها، وفي عمر 14 سنة من العمر تعرفت على شاب آخر، وتركت السابق، وبدأت معه علاقة حب، وأرسلت له صورًا مكشوفة الشعر، وكانت تلتقي به في السر بدون علم أحد، مع لمس اليدين، واحتضان، وكان يوهمها بالزواج، ولقلة وعيها كانت تصدق، وكان يتعاطى، ويسبها، ويهينها هي وأهلها، واستمرت معه.
كنت أنصحها وأذكرها بالله دون جدوى، بعد 5 سنوات حب اكتشفت حقيقته، وهددها بإخبار والدها وفضحها، وأرسل لوالدها رسالةً كان سيفضحها فيها، وكان والدها نائمًا حينها، فحذفت رسالته، وقامت بحظره، وستر الله عليها، وتركته.
والآن هي بعمر 18 سنة، وتنتظر قبولها بالجامعة، وتعرفت على شاب آخر يسكن في محافظة غير محافظتها، التقت به سرًا، جاء من محافظته لكي يراها، ويعطيها هديةً، وتحججت هي لأهلها بحجة استلام الطلب.
في التقديم للجامعة اختارت التخصصات الموجودة في الجامعة التي تقع في المحافظة التي يسكن فيها الشاب، طبعًا إذا درست هناك يجب أن تأخذ سكنًا للطالبات، ووالداها لا يعلمان عن علاقاتها شيئًا، أخاف أن يحصل شيء أكبر من المقابلات، وأمها شخصية متسرعة في قراراتها، وغير متأنية، وغير حكيمة، ووالدها قد يقتلها إذا علم عنها.
ملاحظة: لا أحد يعلم عن علاقاتها، لكنها تُفصِح لأمها والأقارب دائمًا عن رغبتها في الزواج، لكن أمها دائمًا ما تؤجل الموضوع، وهي غير مدركة لخطورة ما تفعل، وغير مدركة لحاجة ابنتها الماسة للزواج، وشخصية الفتاة جريئة لا تخاف، ولا تأخذ بالنصيحة، ولا تتعلم من الخطأ والتذكير بالله، كيف أتصرف؟
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من أشدِّ البلاء على الناس في هذا العصر سهولةُ التواصل، التي أتاحت للأشرار التلاعب بعواطف الفتيات المسلمات الصغيرات، واللعب بأعراض أهاليهن، ويزيد ذلك وسائلُ الإعلام المهيِّجة، وغفلةُ كثيرٍ من الأسر عن مداخل الانحراف، وبداياته الأولى، والله المستعان.
ما ذكرتِه -أيتها الأخت الكريمة- عن ابنة خالتك التي بدأت طريق الحب والعلاقات واللقاءات في سنٍّ مبكرة، سنِّ العاشرة، مستغفِلةً أو مستغِلةً لغفلة والديها، أمرٌ خطير جدًّا، وجزاكِ الله خيرًا على الانتباه له، وعلى الحرص على أخذ المشورة بخصوص دورك لإيقاف ما يمكن أن يكون من دمار وفساد يصعب استدراكه بعد ذلك.
استمري في نصحها وتذكيرها بالله، وكوني حريصةً على إيقاظ ما في قلبها من إيمان، واعلمي أن من أعظم ما يُعين على ذلك: التعرف العميق على الله تعالى بأسمائه، وصفاته، وجلاله، وكماله، أسمعيها من دروس ومواعظ المشايخ والدعاة ما يحرِّك هذه المعاني؛ فإن أسرَ الشهوات للإنسان وأثرها عليه قويٌّ جدًّا، لا سيما مع طول المدة، ووجود الدافع الغريزي، وعدم تجاوب الأهل مع مطالباتها بالزواج، ولا يقوى على الردع والتكريه في المعصية إلا إيمانٌ عميق، ومحبةٌ عظيمة لله العظيم الكريم، ونوِّعي في وسائل التأثير، ولا تيأسي؛ فقد تُصادف كلمة منك قلبَها فتكون سبب هدايتها.
والذي يظهر من الحال الذي ذكرتِه -عن تقديمها لجامعة في محافظة أخرى، وما بينها وبين الشاب هذه العلاقة المحرمة البغيضة- أن الواجب عليك أن تكوني سببًا في تعطيل هذا الأمر، باتخاذ خطوات حكيمة متدرجة، ولو أدّى إلى تصعيد الأمر وإيصال هذه الحقائق لوالديها.
استعيني في وضع خطة تعطيل ذهابها بمن لهم رأي ومشورة من العقلاء ممن حولك، ممن يعرفون طبيعتها، وطبيعة والديها، سواءً كانوا من أخوالك، أو من بعض أقاربك؛ حتى تكون الخطة محكمةً، ويحصل فيها تبادل أدوار: بأن يكون هناك من يشد عليها ويلزمها، ويكون هناك من يقوم بدور الإقناع، ويُظهر لها قربه منها، وتعاطفه العام معها.
وما ذكرتِه من وصف لأبيها أنه قد يقتلها، فإن هذا الوصف دليل على غيرة محمودة، وأنه سيتجاوب مع الرأي بأنها لا تذهب للمحافظة الأخرى، حتى لو خسرت السنة الدراسية، أو خسرت الفرصة الجامعية كلها، وينبغي ألّا يمنعك خوفك من أن يقتلها أبوها من القيام بخطوات تعطيل انتقالها للمحافظة الأخرى؛ فإن هذا التخويف بالقتل الظاهر أنه تخويف شيطاني، وهناك الكثير من الموانع التي تقف بين الأب وبين أن يقتل ابنته، وإنما يرغب الشيطان في تعطيلك عن إخبار أهلها بخوف الوقوع في جريمة القتل.
فإذا بذلتِ كلَّ المساعي المشار إليها، ثم لم يستجب الأبوان، أو حصل ما لا يُرغب فيه من انتقالها إلى هناك، فلا يمنعك ذلك من مواصلة النصح لها، مع الإكثار من تخويفها بالله، ثم لا يضرك بعد ذلك ما قد يحصل؛ فإن الهداية بيد الله تعالى، والواجب عليك هو بذل ما في وسعك من جهدٍ لمنع أسباب الشر، فإذا حصل البذل فلا يضرك ذلك، بل تدخلين في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ).
زادكِ الله إيمانًا، ويقينًا، وغيرةً، وحكمةً، والله يرعاك، وهدى الله ابنة خالتك، ونزع من قلبها من هذا البلاء، وأعان والديها على ما فيه الحكمة والصواب.
والحمد لله رب العالمين.