التوتر الشديد عند رؤية رجال ملتزمين، هل هو شعور طبيعي؟
2025-09-10 03:13:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
عندي مشكلة اكتشفتها حديثًا، ولا أعلم إن كانت مشكلة فعلاً أم مجرد حالة عابرة، اكتشفت أني أشعر بتوتر كلما رأيت رجلاً يبدو على مظهره الالتزام خاصة إذا كان شابًا، أشعر بالحياء حتّى أني بصعوبة أرفع رأسي للنظر في وجهه، ويشتدّ هذا التوتر خاصة إذا كنت أتعامل معه، سواءً كان بائعًا وأنا أشتري منه، أو عاملاً في مكتبة، فأشعر بارتفاع درجة حرارتي، وأتصبب عرقًا، ولكني أتمالك نفسي وأتكلم بشكل عادي، وألاحظ أيضًا التوتر عليهم ممّا يزيدني إحراجًا.
مع العلم أني بفضل اللّه أرتدي النقاب، وأبتعد قدر الإمكان عن الاختلاط، وهذه الحالة من التوتر الشديد لا تعتريني إلا مع الرجال الملتزمين، أما مع غيرهم فلا أشعر بشيء، فيكون تعاملي معهم تعاملاً عاديًا خاضعًا للضوابط الشرعية.
هل هذه الحالة طبيعية أم تعتبر مشكلة؟ وإن كانت مشكلة، فكيف أحلها كي لا أُفتن في ديني، ولا أفتن غيري؟ وهل لرغبتي الملحّة للزواج من رجل صالح دور في هذه الحالة؟
وفقكم الله، وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تسنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحّب بكِ - أختَنا الفاضلة - مجددًا عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
من الواضح - أختَنا الفاضلة - أن ما وصفته يدخل تحت باب القلق الاجتماعي، أو التوتر الاجتماعي، أو حتى الرهاب الاجتماعي، حيث إنكِ تشعرين ببعض التوتر، وخاصةً عندما تتعاملين مع رجلٍ ملتزمٍ -أو تبدو عليه ملامح الالتزام- كالبائع أو من يقوم بالخدمة في الأماكن العامة، ولا شك أن هذا أمرٌ عابر ستتجاوزينه من خلال الوقت، هذه النقطة الأولى.
النقطة الثانية: أنّي أرجّح أن لها علاقة بما ذكرتِ من رغبتكِ الملحّة في الزواج من رجل صالح؛ فلهذا ربما عندما تكونين في تعاملٍ مع رجلٍ تبدو عليه ملامح الالتزام تشعرين بشيء من هذا التوتر.
أحمدُ الله تعالى على أنكِ حريصة -أختَنا الفاضلة- على دينكِ وعبادتكِ ومظهركِ، فهذه نعمة عظيمة من الله عز وجل، ولكن مع الحفاظ على هذا الالتزام، لا شك أنكِ مقتنعة فكريًّا -على الأقل- بأنه لا حرج من التعامل مع الرجل الملتزم، سواء كان البائع، أو من يعمل في المكتبة، أو غيرهما، طالما أنّ هذا التعامل ضروري، وضمن الحدود الشرعية فلا حرج في هذا.
فما هو الحل؟ الحل: ألّا تتجنّبي مثل هذه المواقف، وإنّما عليك أن تتابعي حياتكِ بشكل طبيعي، ومن خلال الوقت ستشعرين بالكثير من الراحة في مثل هذه المواقف، فلا تَعُودُ تُزعجكِ أو تؤثّر فيكِ بإذن الله عز وجل.
داعيًا الله تعالى لكِ أن يحفظكِ ويوفّقكِ، ولا تنسينا من دعوةٍ صالحةٍ في ظهر الغيب.