لا أرغب بالسكنى مع والديّ بعد رجوعهما لبعضهما، فما توجيهكم؟
2025-09-10 01:48:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 19 عامًا، والداي كانا منفصلَين، ثم قررا الرجوع والزواج مرة أخرى بعد ثلاث سنوات من الانفصال، لكنني لا أرغب في العودة إلى المكان الذي سيعيشان فيه؛ بسبب المشاكل التي كانت تحدث بينهما، وهما لا يوافقان على موقفي هذا، مع العلم أنني سأبقى في بيت جدي -رغم معارضتهما لذلك-، وهو نفس البيت الذي كانت أمي تقيم فيه بعد الانفصال، أي أنني لن أكون وحدي فيه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهيلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لكِ الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يؤلِّف القلوب، وأن يُصلح الأحوال، وأن يهدي الوالد والوالدة إلى ما يحبّه ربنا ويرضاه.
ولا شكّ أن رجوع الوالد إلى الوالدة، وعودتهما إلى الحياة الزوجيّة مرّة أخرى فيه مصالح كبرى، وأنتِ من أوائل المستفيدين من هذا الرجوع، ونتمنّى أن يكون الوالد والوالدة قد استفادا من درس الانفصال؛ فإنّ الشريعة ما شرعت الطلاق إلّا ليكون فيه تأديب للرجل والمرأة، عندما يعرف كل إنسان قيمةَ الحياة الزوجيّة، وقيمةَ أن يكون للإنسان زوجة، أو يكون للزوجة رجل في حياتها يُعينها على تجاوز صعوبات هذه الحياة.
ونحبّ أن نطمئنك أيضًا إلى أن الجدَّ أبٌ والجدّةَ أُمٌّ، والإنسان الذي يعيش مع أجداده يكون سعيدًا بوجوده معهم بلا شك، ونتمنّى أن يحصل تفاهم حول هذا الموضوع، ولكن الذي أميل إليه؛ وأنت في هذا العمر، وفي هذا النضج الواضح في هذه الاستشارة، تستطيعين -بحول الله وقوّته- أن تكوني عُنصر دعم، ورافدًا إضافيًا يُقرِّبُ المسافة بين الوالد والوالدة، ونتمنّى أيضًا أن يتفهّما هذه الرغبة التي عندك.
وأرجو أن تخرج الرغبة من الجدّ والجدّة بأن يقولوا: نريد بنتنا معنا، واتركوها عندنا، أو نحو ذلك، حتى لا يشعر الوالد أو الوالدة أنكِ لا تحبّي العيش معهما.
ومرة أخرى نؤكّد أنكِ في سنّ تستطيعين أن تتأقلمي وتتكيفي، فربما وقع الطلاق، وقد حصلت المشاكل وأنتِ في مرحلة كنتِ فيها صغيرة في العمر، أمّا الآن: فأنتِ -ولله الحمد- تستقبلين حياة جديدة فيها النضج، وفيها الوعي، ونتمنّى أن تكوني مصدر تقارب بين الوالد والوالدة، وأن تَنقلي مشاعرك النبيلة لهما، وتُشعريهما أنكِ بحاجة إلى بيت مستقرٍّ، وأسرة مترابطة.
والفتاة وهي تُقبل على حياتها في هذه السنّ، وتتهيّأ لدخول بيتها، بحاجة إلى أن يكون الأب والأم بينهما وئام واتفاق؛ لأنّ هذا له علاقة بسعادة الفتاة بعد زواجها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.
باختصار: لا يوجد إثم عليكِ، ولكن نتمنى أن تُديري هذا الملف بهدوء، ودون أن تشعري والديك بأنك كارِهة، ودون أن تُعكِّري عليهما هذا الصفو والسعادة التي ربما يشعران بها، بعد عودتهما لبعضهما بعد الانفصال، فإن الطلاق لا يُفرح به سوى عدوّنا الشيطان، ومَن تعيش مع جدِّها أو جدّتها لم تذهب بعيدًا.
نسأل الله أن يُعينك على الخير، وأن يُسعدك، وأن يجعلك عنصرًا إضافيًّا يُقرّب المسافة بين الوالد والوالدة، ونسأله أن يُعيد الوئام والتفاهم والمحبّة والودّ إلى أسرتكم، وأن يجمعنا دائمًا في أسرنا وفي بيوتنا على الطاعات والخيرات، ونكرّر لكِ الشكر على التواصل مع الموقع.