تراودني وساوس غير منطقية كلما ذكرت الله، فكيف أتخلص منها؟
2025-09-09 02:05:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأتيني وساوس كثيرة، لكن الله تعالى يشفيني منها، وقبل ثلاثة أيام بدأت تأتيني أفكار كلما ذكرتُ الله تعالى، تراودني وساوس بأنني أقصد شيئًا مما يقع ضمن مجال بصري، مثل: الأثاث، أو أي شيء.
أنا أرفض هذه الأفكار، وأعلم أنها غير منطقية، ومع ذلك تلازمني كلما ذكرت الله، وأعلم أن هذه الوساوس قد تكون ابتلاءً من الله تعالى، والحمد لله على كل حال.
سؤالي: كيف أركّز نيّتي وقصدي لله تعالى عند ذكره، دون أن أتخيل ذاته، لأن ذلك محرّم، ودون أن يتشتّت ذهني ونيّتي بسبب الوساوس؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلًا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يعافيك، ويشرح صدرك، وما ذكرته يدخل في باب الوسواس القهري في العبادات، وهو ابتلاء شائع، خاصة عند المداومة على الذكر والعبادة، فلا تقلق، وانتبه لما نقوله في العناصر التالية:
1- طبيعة الوسواس:
الوساوس لا تعبّر عن نيتك ولا عن إيمانك، بل هي خواطر قهرية يلقيها الشيطان أو يولّدها العقل؛ بسبب التركيز الزائد، والنبي -صلى الله عليه وسلم- طمأن الصحابة حين شكوا من مثلها فقال: "ذاك صريح الإيمان"، أي إن رفضك لها وعدم رضاك بها علامة على صدق الإيمان.
2- كيف تضبط نيتك في الذكر؟
النية محلها القلب، ولا تحتاج إلى استحضار معان معقّدة أو صور، ويكفي أن تنوي الذكر إجمالًا ولا تلتفت، ولا يلزمك دفع كل خاطر عابر، بل اجعل قصدك لله، ثم تجاهل أي فكرة أخرى، فالنية لا تبطل بالوسواس، لأنك لم تتعمدها.
3- التعامل مع الوساوس أثناء الذكر، وذلك من خلال التالي:
- التجاهل لا المقاومة الشديدة: كلما حاولت طرد الفكرة بالقوة زادت، والأفضل أن تتركها تمضي دون اهتمام وتكمل ذكرك.
- الانشغال بالفعل: ركّز على التلفظ، أو على عدّ التسبيحات، أو على معنى الذكر نفسه، بدلًا من مراقبة الأفكار.
- الاستعاذة: إذا ثقلت عليك، قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وغيّر وضعك، تنفّس، اشرب الماء.
4- نصائح عملية:
- أكثر من الدعاء، كأن تقول: اللهم اجعل ذكري لك خالصًا لوجهك، وأعذني من وساوس الشيطان.
- لا تحاسب نفسك على ما لا تملك دفعه؛ الإثم يكون بالاختيار لا بما يفرض عليك.
- اجعل الذكر يسيرًا، وابدأ بالقليل بطمأنينة بدلًا من إطالة الذكر مع توتر.
- تذكّر أن الله رحيم بعباده، يعلم ضعفهم، ويثيبهم على جهاد أنفسهم.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.