أحزن لأن أمي تلزمني بعمل المنزل أكثر من أختي، فما توجيهكم؟
2025-09-14 23:20:01 | إسلام ويب
السؤال:
أنا طالبة جامعية، وأختي تعمل، أساعد أمي في أعمال المنزل مثل غسل الأطباق أحيانًا، والكنس، وتنظيف الشقة في الأعياد، وغيرها من المهام، لكن في بعض الأحيان، عندما تقلل أمي من تقدير مساعدتي، أقول لها إنني لن أساعدها مجددًا، وبعد يوم، تعود لتقول إنني كنت أساعدها ولم أعد أفعل، فأعود مرة أخرى للمساعدة.
عندما أقول لها إن أختي لا تفعل شيئًا، ترد بأن أختي تعمل وأنا لا، رغم أن أختي عندما كانت طالبة جامعية مثلي، لم تكن تساعد في المنزل أيضًا، وعندما أواجه أمي بذلك، تقول إن كلية أختي كانت أبعد من كليتي، وحين كانت في السنة الأخيرة ولم تكن تذهب إلى الكلية، كانت تقول لي: "اتركيها تدرس"، رغم أنني كنت أدرس أيضًا في نفس الوقت.
مشكلتي ليست في أنني أساعد في المنزل أكثر من أختي، فأنا أستطيع العمل ولا أتذمر، وأستطيع إنجاز العديد من الأمور، لكن ما يحزنني هو أنه عندما أتكاسل عن المساعدة، تظل تقول إن هذا "فرض"، فأرد عليها: "عندما تساعدك أختي أيضًا، يكون فرضًا عليها كذلك"، أو أقول: "أنا أساعدك؛ لأن العمل كثير عليك"، فترد: "هذه ليست مساعدة، بل فرض عليك". وعندما أقول لها إن هذا فرض أيضًا على أختي، تقول: "هي تعمل، وأنتِ لا"!
أنا حقًا لست جيدة في التعبير عمّا في داخلي، وفي النهاية، ليست لدي مشكلة في مساعدة أمي دائمًا، لكنها تتشاجر معي فقط عندما أتكاسل، وتقول إنه فرض، وعندما أقول لها: "لماذا هو فرض عليّ فقط وليس على أختي؟"، تكرر: "كما قلت، هي تعمل وأنتِ لا".
فأقول لها: "أنا أساعدك لوجه الله، كي لا تتعبي وحدك"، فترد: "إنه فرض عليكِ"، ما يتعبني حقًا هو أنها تتشاجر معي فقط عندما أتكاسل، أما عندما تتكاسل أختي في يوم عطلتها، فلا تقول لها شيئًا.
أنا لا أغار من أختي، ولا أطالبها بالعمل في المنزل، لكن يحزنني أن أمي تتشاجر معي أنا فقط، والسؤال هو: كيف أتعامل مع كل هذا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاكِ الله خيرًا على ثقتكِ بموقعكِ، وأسأل الله أن يشرح صدرك ويؤلف بين قلوبكم، ويعينك على بر والدتك، فهذا باب عظيم للأجر.
أولاً: ما تفعلينه من مساعدة أمك في أعمال المنزل عمل عظيم تؤجرين عليه بإذن الله، وهو من صميم بر الوالدين، وقد أمر الله تعالى بذلك فقال: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}. فكل ما تقومين به من خدمة ومساعدة نيتك فيه لله تعالى، فهو صدقة وبر وقربة، ولا يضيع عند الله شيء.
ثانياً: من الطبيعي أن تشعري أحيانًا بالضيق حين ترين أن أمك تشدد عليك أكثر من أختك، أو أنها لا تلزمها بما تلزمك به، لكن تذكري أن الأجر على قدر الصبر والاحتساب، وما كان في سبيل رضا الله ورضا الوالدين فهو رفعة لك في الدنيا والآخرة.
ثالثاً: لا تجعلي المقارنة بينك وبين أختك سببًا للخصام مع أمك أو للحزن في قلبك، فقد تختلف الظروف من وقت لآخر، وربما أمك تراعي أختك لكونها تعمل، أو تراها أقل تحملاً، أو لاعتبارات أخرى لا تعلمينها، والواجب عليك أن تنظري إلى ما تقومين به؛ باعتباره عملاً خالصًا لوجه الله، دون انتظار المقابل أو المساواة.
رابعاً: أنصحك أن تختاري الوقت المناسب للحديث مع أمك بهدوء ولطف، فتخبريها أنك تحبين مساعدتها، وأنك لا تمانعين أبدًا، لكنك أحيانًا تشعرين بالتعب أو أنك تحزنين فقط حين ترين أن الأمر يوصف بالفرض عليك وحدك، وأنك تفعلينه برغبة ورضا، الكلام الهادئ مع الدعاء لها قد يلين قلبها ويغير نظرتها.
خامساً: اجعلي لنفسك نية ثابتة: أن ما تقومين به من خدمة هو لله قبل كل شيء، ولكسب دعاء والدتك ورضاها، وأبشري بما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «رِضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد» (رواه الترمذي).فأنت مأجورة إن شاء الله، وما تشعرين به من ضيق لا يخرجك عن البر، بل يزيد أجرك عند الله بصبرك واحتسابك.
هذا، وبالله التوفيق.