كيف أنسى الفتاة التي أحببتها وتركتني دون سبب واضح؟

2025-09-10 03:39:56 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

كنت في علاقة غير شرعية مع فتاة، أخرج معها وأعاملها بما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم من احترام ورحمة، خاصةً أنها أخبرتني أنها مظلومة في حياتها، فأردت أن أعوضها وأستر عليها، رغم سمعتها السيئة في مدينتي، لم أهتم بكلام الناس؛ لأنهم يتكلمون عن أي أحد، حتى لو كان ملتزماً.

اتفقنا أن تتم الخطبة بعد انتهاء دراستنا بسنة أو سنتين، حتى لا ننشغل، وكنت صادق النية وأحبها بصفاء قلب، لكنها بعد شهر تركتني فجأة بلا سبب واضح، رغم أنها كانت تمدحني وتقول عني "ابن حلال وكريم"!

بقي التواصل بيننا متقطعاً، وكنت متعلقاً بها جداً، ثم صدمتني أكثر حين خلعت الحجاب، مع أنها كانت قد ألمحت سابقاً لرغبتها بذلك، لكني كنت أظن أنها ستتراجع، وعندما فعلت ذلك فعلاً، تركتها وقلت لها: إنكِ أغلقتِ كل أبواب الحلال، وإنني لا أستطيع القبول بفتاة تتخلى عن رمز دينها، خاصةً ونحن في أوروبا.

الآن أسأل: هل يُستجاب دعائي عليها؟ فأنا أحببتها بصدق، ولم أقصّر في حقها من اهتمام أو احترام أو رحمة، لكنها جعلتني أتعلق بها بشدة، ثم تخلت عني كأنني لا شيء، بل قالت: إن هناك مليون رجل يقبلها من دون حجاب، أشعر أنني كنت ضحية علاقة تملأ بها فراغها العاطفي، وأتساءل: هل يقبل الله دعائي عليها بسبب ما فعلت بي؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قرأت رسالتك، وعرفت معاناتك، وتفاعلاً معك في حل مشكلتك أقول الآتي:
أولاً: الإنسان إذا ألم بمعصية وتاب إلى الله تعالى، فعليه إحسان الظن بربه تعالى، وقد قال الله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا) (الزمر:53)، وفي الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) رواه ابن ماجة، لكن عليك بالتوبة النصوح، وهي المشتملة على الإقلاع عن المعصية، والندم على ما فات من الذنب، والعزم على ألا تعود إلى الذنب، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا) (التحريم:8).

ثانيًا: لمست من قصتك طيبة نفسك، وحسن التعامل، وجبر الخاطر، فلن يضيعك الله، وقد صدقت مع تلك الفتاة في مسألة الزواج، رغم سمعتها السيئة في المنطقة التي تسكن فيها، ومع ذلك تركتك، وبالتالي نصيحتي لك اتركها وشأنها، وابحث عن فتاة صالحة ملتزمة بدينها، ولعل الله تعالى صرفها عنك لما في نفسك من الخير، وجبر الخواطر، وأيقن أن الله تعالى سيجبر خاطرك، ولن يضيعك الله، وأنت بهذه الصفات الطيبة.

ثالثًا: كونك تعلقت بها، فقد تجد ضيقًا أو حسرة في البداية، ولكن كن قويًا، وأغلق هذا الباب، ولا تتواصل معها، ولعل الله تعالى أن ييسر لك زوجة صالحة، وتفكر في نفسك، كيف أنها قد خلعت الحجاب، وسمعتها سيئة، وأنت بنفسك قلت: لا أستطيع القبول بفتاة تتخلى عن الحجاب -رمز دينها-، فقد نجاك الله تعالى منها، وسيعوضك الله تعالى بفتاة ملتزمة -إن شاء الله تعالى- وتركها للحجاب ومعرفتك لتناقضاتها الآن، خير من فعلها ذلك لو تزوجت بها، فاحمد الله على لطفه بك.

رابعًا: أما سؤالك قائلاً: هل يستجاب دعائي عليها، فأقول: دع عنك الدعاء عليها والانشغال بها، فمن مصلحتك عدم الارتباط بها، وكونها استغلت طيبتك، فكل امرئ سيحاسبه الله تعالى، ولا تولِ اهتمامًا بهذا الشأن، فهي في الأول والأخير حرة في الارتباط بالشخص الذي تريد أن تتزوج به، فأقبل على شأنك وأكمل دراستك، وابحث عن فتاة ملتزمة تكون -إن شاء الله تعالى- عونًا لك على الخير والسعادة الزوجية، فوض أمرك إلى الله، ولا تهتم بهذا الشأن، وقد أراد الله بك الخير وصرفها عنك، فاحمد الله عز وجل.

خامسًا: إذا وجدت في نفسك ضيقًا -كما هو واضح في رسالتك-، فأنصحك بهذه الأدعية المأثورة عن نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وهي كالآتي:

1- (اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي، فمن قاله إلا أذهب الله همه وغمه، وأبدله مكانه فرحًا) أخرجه أحمد وصححه الألباني.

2- "اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت "أخرجه أبو داود وصححه الألباني.

3- (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال)، رواه البخاري.

وفي الختام: أسأل الله تعالى أن يذهب عنك هذا الضيق، وأن يذهب عنك ذكر هذه الفتاة من قلبك، وأن يرزقك زوجة صالحة تعينك على الخير، آمين.

www.islamweb.net