أخي مريض وخطيبته لا تريد إخبار عائلتها بمرضه..هل تؤيدون ذلك؟

2025-09-18 02:36:56 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي أخ على خلق ودين، وأصيب مؤخرًا بمرض اضطراب ثنائي القطب، وهو الآن في حالة مستقرة، وملتزم بتناول الدواء وزيارة الطبيب.

يرغب في الزواج من فتاة في مثل عمره، وهي متعلمة، جامعية، وتعرف بمرضه، وترغب في الارتباط به رغم علمها بذلك، وهو أيضًا جامعي، مهندس مدني، ويرغبان كلاهما في إتمام الزواج، غير أن الفتاة لا تريد إخبار والديها بمرضه، خوفًا من رفضهما، وتقول: إنها ستخبرهما بعد عقد القِران.

فهل تؤيدون هذا الزواج؟ وما نصيحتكم لأخي، وللفتاة أيضًا؟ علماً بأن والدي يؤيدان إتمام الزواج، وأنا كذلك فرحة بذلك، ولكن لدي بعض الخوف والتردد من هذا الأمر.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ .. حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يمن على أخيك بالعافية والشفاء، وأن يصرف عنا وعنكم كل مكروه.

وقد أحسنت -أيتها الكريمة- حين توجهتِ بالسؤال عن هذا الزواج، وعن آثاره قبل الإقدام عليه، وهكذا ينبغي أن يفعل الإنسان المسلم، أن يمضي في أموره على بصيرة، ونحن نفيدك بالنسبة للحكم الشرعي بأن هذا الزواج جائز، وأن الحق في مثل هذا النوع من العيوب في الزوج حق للزوجة إذا رضيت به، فليس من أوصاف الكفاءة التي تخوّل الأولياء أن يعترضوا، وإذا عُقد الزواج فإن العقد صحيح.

ولكننا لا ننصح بكتم هذا الأمر عن أسرتها؛ إذا كنتم تتوقعون أنه سينشأ عن ذلك إشكالات في الحياة الزوجية بعد عقد الزواج، فغالبًا ما يكون رفض أهل الزوجة للزوج المتقدم مؤثرًا على الحياة بعد العقد، لكن هذا الأمر يحتاج إلى تقدير للواقع، وتفحص له، والعمل بما يغلب على الظن بعد ذلك.

إذا كان يغلب على الظن أنهم سيقفون عند الأمر الواقع، وسيفرض عليهم الرضا بالأمر الواقع، فالإقدام في هذه الحالة لا بأس به، ولا حرج من الناحية الشرعية على ما قدمنا، ومن الناحية الواقعية؛ لأنه لا يتضمن ضررًا.

وأمَّا إذا كان التقدير والظن أنهم سيخلقون أنواعًا من المشكلات التي تؤدي إلى فراق هذه الزوجة لزوجها، فإن الأفضل والخير ألَّا يتم هذا الزواج من أوله.

وعلى هذا التقدير ننصح هذه البنت بأن تحاول التأثير على أهلها بكل أنواع المؤثرات، والاستعانة بكل مَن له قدرة على إقناعهم، وأن تبين لهم أن هذا شأنها، وأن الضرر راجع إليها، وأنها راضية بذلك، فإن وافقوا -فالحمد لله-، وإن اعترضوا امتنعت عن الإقدام على الزواج قبل وقوع أي آثار.

نسأل الله تعالى أن يُقدِّر لنا ولكم الخير حيث كان.

www.islamweb.net