زوجتي عنيدة وغير مطيعة وتعتبر نفسها ندًا لي، ماذا أفعل؟
2025-09-18 00:55:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا متزوج منذ 9 سنوات، وعندي بنت عمرها 8 سنوات، وولد عمره قريب من السنتين.
مشكلتي مع زوجتي بأن هناك خلافات كثيرة بيننا بسبب عنادها؛ فهي لا تحترم رأيي، وتعمل ما في رأسها، وعندما أنصحها بما يقوله الدين عن الطاعة والقوانين التي شرعها الله تستهزئ، وتقول: "صاير شيخ" وتحاول دائمًا أن تبحث عن نقطة أو فعل أفعله لكي تمسكه علي كدليل، وعندما أغضب وأصرخ عليها لأن النصح لم يأت بالنتيجة تصرخ وترد بالعشرة.
أتذكر مرةً أنني ضربتها من شدة فقداني لأعصابي؛ لأنها تستفزني بكلامها، وكأنها هي الرجل، وذهبت إلى بيت عمتها القريب من بيتنا، وجرحت نفسها كي تمسك علي أدلةً في المحكمة، رغم أن الموضوع لم يصل للمحكمة، وبين فترة وأخرى تهجر فراش الزوجية؛ بحجة أني قلت لها كلامًا لا يسرها، وأنا كرجل عندي احتياجاتي، ولها ثلاثة أيام ذهبت لبيت أهلها بحجة الزيارة، وبيت أهلها قريب أيضًا من بيتنا، وكلما قلت لها ارجعي للبيت، تقول سأفكر.
وتريد أيضًا زيادة مصروفها الشخصي، وتعايرني، وهي تعلم بأن راتبي يذهب للإيجار، وعلاج ابننا، ومصاريف ابنتي، وأمور البيت، ويشهد الله أني غير مقصر في أمور بيتي من حيث الطعام والشراب، بل إنني أصرف على أمور البيت أكثر مما يصرفه بيت أهلها مجتمعين، وهي تعترف بهذا الموضوع بنفسها، وأنا أخشى أن أخسر أطفالي وبيتي، ولا أستطيع أن أتخيل ابتعادي عن أطفالي أو حتى إبعادهم عن أمهم؛ لأن ابني الصغير متعلق جدًا بأمه، وهو مريض، وفي نفس الوقت كبريائي كرجل لا يسمح لي أن أرى تصرفاتها وأسكت، أفيدوني رجاءً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بكَ -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي هذه الزوجة لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.
ونوصيك وهذه الزوجة بتقوى الله -تبارك وتعالى- وطاعته، وتحسين العلاقة بينكما وبين الله -تبارك وتعالى-؛ فإن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله؛ أصلح الله ما بينه وبين زوجه، وأصلح الله ما بينه وبين الناس، ومَن يُقبل على الله بقلبه يُقبل الله بقلوب الناس إليه، فنسأل الله أن يُعينكم على الطاعات.
والطاعة هي المفتاح الذي تستطيع به أن تجاوز هذه الصعاب، ونتمنى أيضًا أن تكون قدوةً لزوجتك، وتجتهد دائمًا في أن تدعوها إلى الصلاة، والصلاح، وفعل ما يرضي الله -تبارك وتعالى-.
نحن بلا شك نرفض التصرفات الحاصلة من هذه الزوجة، ولكن كنا نتمنى أولًا: أن تذكُر ما فيها من الإيجابيات، وأن نعرف وجهة نظرها أمام هذه المشكلات، وهل يا ترى هذه المشكلة هي داخل البيت فقط، أم لها امتدادات أخرى؟ كأن يُوجد مثلًا مَن يُحرِّضها، أو يُوجد مَن يُعاديها من أهلك، أو نحو ذلك من التدخلات التي قد تكون من الأهل هنا أو هناك، ويكون لها انعكاسات سلبية على هذه العلاقة.
والتصرف الذي حصل منها، عندما قمت بضربها، وأنها حاولت أن تُؤذي نفسها لتكسبَ أمام القضاء، وأمام المحكمة، وتدعي أنك فعلت بها وفعلت؛ هذا كلُّه مُؤشِّر يدلُّ على أن الأمور تحتاج إلى أن تُعالج بمنتهى الحكمة، وبمنتهى الهدوء، ونتمنى أن يكون في العقلاء من أهلك وأهلها مَن يستطيع أن يعاون على الحل، حتى تضعوا النقاط على الحروف.
كما أرجو أن يكون الخصام إذا حصل بعيدًا عن الأطفال وأذانهم؛ لأن مثل هذه التوترات، ومثل هذه المواقف الصعبة قد تجلب إليهم أعراضًا وعللاً نفسيةً مُعقدةً تُؤثِّر على مستقبلهم، وتُؤثّر على حياتهم.
وقد أسعدنا حرصك على المحافظة على الأسرة، والمحافظة على البيت، وكنا بحاجة إلى أن نعرف الصورة كاملةً؛ فإن سلبيات هذه الزوجة ذكرت في الاستشارة، وأنت حاولت أن تذكر ما فيها من إيجابيات، وتذكّر وصية النبي ﷺ لنا معاشر الرجال، وإشارته إلى أن المرأة تسيطر عليها العاطفة، وأن الرجل لا بد أن يُعاشر زوجته بالمعروف، حيث قال ﷺ: «وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا»؛ وذلك لأن العاطفة تسيطر عليهنَّ، وبالتالي أشار إلى ضعف المرأة، والضعف هذا هو التأثُّر العاطفي الذي يجعلها لا تنظر إلى مآلات الأمور وعواقبها.
وحكمة الشريعة أنها جعلت الحل، والربط، والحسم في قضية الأسرة بيد الرجل؛ لأنه الذي يدرس عواقب الأمور ومآلاتها، وينظر في الخيارات البديلة، والآن واضحٌ حرصك على مصلحة الأبناء، وشفقتك عليهم، وعلى هذا المريض؛ وهذا كلُّه المرأة قد لا تستحضره، وخاصةً في حال غضبها.
نسأل الله أن يُعينك على معالجة هذه الأمور بمنتهى الحكمة، ونتمنى أن تجد من المصلحين، ولو اضطررتم إلى حَكَمٍ من أهلها وحَكَمٍ من أهلك، من أجل أن يضعوا معكم النقاط على الحروف، واجتهد في أن تجعل هذه الزوجة تتواصل مع الموقع؛ لتكتب ما عندها، حتى نستطيع أن نكتشف الإشكالات التي عندها، والأشياء التي تتكلَّم بها، ونسأل الله أن يعينكم على الخير.
ونوصيك بأن لا تستعجل بالصراخ والضرب؛ لأن هذه الأمور لا تزيد المسألة إلَّا تعقيدًا، وطالما أن كل الحلول بيد الرجل، فالشريعة تريدُ منه أن يُحسن استخدام هذه الحلول الشرعية، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يهدي هذه الزوجة لما يحبُّ ويرضى.