حالة عدم التوازن خارج المنزل: هل هي طبيعية أم نفسية؟

2025-09-16 01:26:48 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أعاني منذ حوالي شهر من حالة عدم التوازن خارج المنزل، وتزداد هذه الحالة عندما أعلم بوجود أشخاص حولي قد يساعدونني.

علمًا بأنني أكون بحالة جيدة داخل المنزل وداخل الشركة، ولكن في الشارع أترنح كثيرًا نحو اليمين، وتظهر رعشة شديدة تزداد يومًا بعد يوم، مع العلم أنني أعاني فقط من القولون العصبي.

ذهبت إلى طبيب أنف وأذن، وأخبرني أن الأذن الوسطى سليمة، ولكن من الممكن أن تكون المشكلة في الأذن الداخلية، فوصف لي دواء بيتاسيرك 24 ملغ مرتين يوميًا منذ أسبوع، ولكن لم أشعر بأي تحسن.

أكرر: أن هذه الحالة تظهر فقط في الشارع، أو عند وجود الناس، بسبب خوفي من السقوط أمامهم، وقد أصبحت أخاف من الخروج من المنزل.

كل الشكر لكم، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المهم أن تقوم بعمل فحوصات تشمل وظائف الكلى، والكبد، والدهون الثلاثية، والكوليستيرول، والسكر الصائم، والسكر التراكمي، ووظائف الغدة الدرقية، وصورة الدم cbc، ومن المهم أن يتم ضبط مستوى فيتامين b12، وفيتامين D، للتأكد من سلامة الوظائف الحيوية للجسم عامة، وللتأكد من عدم وجود أمراض مزمنة.

لكن في العموم فإن الدوخة والرعشة والتعرق والخفقان فقط وأنت تسير في الشارع، مع اختفاء تلك الأعراض في العمل، أو في البيت، قد يشير إلى حالة من الخوف المرضي، وحالة من الهلع panic attack، وهي حالة تتسم بتسارع نبض القلب والتعرق والغثيان والرعشة والشعور بالخوف، وهي أعراض نفسية بسيطة من نوع العصاب، حيث يضطرب فيها مستوى هرمون السيروتونين والدوبامين، وهي في العموم أمراض يمكن الشفاء منها، ولا تمثل أدنى خطورة على صحة الإنسان.

والحالة ليس لها علاقة بأمراض القلب، ولكن في العموم من يعاني من حالة الهلع والخوف المرضي، يعاني أيضًا من القولون العصبي، حيث إن معظم إنتاج هرمون السيروتونين في الجسم يتم في القولون، ولذلك غالبًا نجد أن القولون العصبي، وما يصاحبه من انتفاخ وغازات وتجشؤ يكون متزامنًا مع حالات الخوف المرضي ونوبات الهلع.

ويمكنك العمل على ضبط مستوى هرمون السيروتونين بشكل طبيعي، من خلال ممارسة رياضة المشي وحدك في البداية، ويمكن أن يكون المشي مع أصدقائك المقربين، أو أفراد أسرتك الذين لا تشعر معهم بالقلق، بالإضافة إلى الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وقراءة ورد من القرآن، والقراءة عمومًا لما تيسر لك من كتب والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن.

ولا مانع من زيارة طبيب نفسي لفهم طبيعة حالتك الصحية من خلال جلسات حوار، ويسمى ذلك بالعلاج المعرفي، والسلوكي، وقد يصف لك أحد الأدوية التي تضبط مستوى هرمون السيروتونين، وبالتالي الشفاء من كل المخاوف ونوبات الهلع.

والقولون يحتاج إلى شرب الماء بشكل جيد، وتناول طعام يحتوي على ألياف طبيعية مثل: الخضروات المطبوخة والسلطات وزيت الزيتون، ولا مانع من تناول حبوب mebevrine 200 mg مرتين في اليوم، وحبوب للغازات، مع الاستمرار في تناول حبوب بيتاسيرك التي تساعد في ضبط التوازن أثناء المشي.

ونؤكد دائمًا على أهمية ضبط مستوى فيتامين D، من خلال أخذ حقنة فيتامين D3، جرعة 300000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية، جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيًا، لمدة 12 أسبوعًا، مع الحرص على تناول مكملات غذائية مثل: حبوب ماغنسيوم جليسينات 500 مج، بشكل يومي، لمدة شهرين، أو أكثر، وهي موجودة في الصيدليات، وفي محلات المكملات الغذائية، وسوف تفيدك حبوب الماغنسيوم النوم الجيد، والتخلص من الأرق والمساعدة في التخلص من نوبات الخوف والهلع.

وفقك الله لما فيه الخير.

www.islamweb.net