كيف أعبر عن مشاعر الضيق تجاه بعض تصرفات جيراني؟

2025-09-18 01:09:52 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إذا أساء إلي شخص بسوء خلقه، وكان وقحًا وقليل الذوق ولا يخجل، ثم جاء يطلب مني خدمات، هل أخبره بأنني متضايق، وكيف أعبر له عن مشاعري؟

مثال على ذلك: جارتُنا لديها حفل زفاف لابنتها، وقد طلبت أن تضع بعض أغراض الحفل في ثلاجتنا، مثل: العصائر، لكنها تضع الأغراض في ثلاجتنا دون أن تكلف نفسها دعوةَ أحد منا لحضور الحفل.

أي أنها تطلب منا وضع أغراض حفل الزفاف، كالعصائر ونحوها في شقّتنا، ثم تأتي لاحقًا لتأخذها، دون أن توجه إلينا أي دعوة لحضور الحفل، ولا حتى أن تقول كلمة مجاملة، مثل: أنتم مدعوون.

وبالمناسبة، فهم يسكنون في الشقة التي تعلو شقتنا مباشرة، وبيننا تعامل دائم واختلاط مستمر، ومن الطبيعي أن يشعر الإنسان بالضيق في مثل هذه المواقف؛ إذ كيف توضع أغراض الحفل في بيتنا، ثم تؤخذ دون أي دعوة لحضور المناسبة؟

سؤالي: كيف يمكنني التعبير عن مشاعري؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في موقع إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقك لكل خير، وييسر لك سبل التعامل بالحكمة والخلق الحسن مع الآخرين.

أخي الكريم: ما تمر به شعور طبيعي، فكل إنسان يضايقه التصرف الوقح، أو قلة الذوق، ومن حقك أن تحمي نفسك وممتلكاتك وكرامتك، مع المحافظة على حسن الخلق والرفق، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: "خير الناس أنفعهم للناس".

ومن المهم في هذه المواقف التحلي بالصبر والحلم، فالهدوء والرفق يمنعان تصاعد المشاعر السلبية، ويحقّقان التوازن النفسي، كما قال الله تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ}.

يمكنك التعبير عن مشاعرك بأسلوب هادئ وواضح دون انفعال أو جدال، مثل: أن تقول: أقدر تعاونك، ولكن طريقة الطلب بهذه الطريقة تضايقني، أو الرجاء التنسيق بوقت سابق معنا عند الحاجة لوضع أغراض الحفل، فهذا يسهل علينا ويسعدنا التعاون معكم، كما يُنصح بوضع حدود واضحة ومرنة لما أنت مستعد لتقديمه، وما لا ترغب فيه، مع الحرص على تطبيقها بحزم ورفق، فبهذا تحافظ على راحتك وكرامتك، دون إساءة للآخرين.

في مواجهة الإحراج وعدم التقدير من الآخرين، لا تجعل ذلك يثقل قلبك، أو يقلل من شعورك بالرضا عن نفسك، فحسن التعامل معهم رغم قلة الذوق يضاعف الأجر عند الله، ونذكرك بأن لك الأجر من الله في صبرك عليهم، والإحسان إليهم؛ تقربًا لله، كما أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجار فقال: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، فالالتزام بالخلق الحسن، والتعامل بالرفق مع الجيران -حتى مع من قَلّ ذوقهم- فيه أجر عظيم، وبركة في حياتك، ورضا من الله.

وفي الجانب العملي: عند طلب وضع أغراض الحفل في ثلاجتك، يمكنك الرد بهدوء: لا مشكلة، لكن يُرجى إعلامنا مسبقًا لتسهيل الأمر، وإذا لم توجه دعوة لك، فالابتعاد عن الاستياء المفرط أفضل، فالمسألة من قبيل الأدب الاجتماعي، ويمكن التعامل معها بتجاهل حكيم، أو بروح الدعابة إن أمكن.

في المجمل: فإن الصبر والرفق، والتعبير المهذب عن الاستياء، ووضع الحدود الواضحة، واللجوء إلى الدعاء، وذكر الله، كلها وسائل تساعدك على التعامل مع قلة الذوق والإحراج من الجيران، مع الحفاظ على كرامتك وحقوقك.

نسأل الله أن يشرح صدرك، ويجزيك خير الجزاء على صبرك وإحسانك إلى جيرانك، ويكتب لك الأجر والثواب، آمين.

www.islamweb.net