كيف أعتذر لأم زوجي وقد أخطأت في حقها؟
2025-10-08 23:43:37 | إسلام ويب
السؤال:
سمعتني حماتي وأنا أشكو لأمي عنها، فشتمتني، ورفعتُ صوتي عليها دون قصد، أعلم أنني ارتكبت خطأ، وقد طلبت منها المسامحة عدة مرات، لكنني لا أعرف كيف أستعيد العلاقة كما كانت من قبل، كنت أحبها بمقام والدتي، بل أكثر، ولا زلت أحبها، والله شاهد على ما أقول، كنت أحكي لها كل شيء، لكن في لحظة غضب، اشتكيت لأمي، وسمعتني.
هذا الموقف أثر عليّ نفسيًا، وأصبحت مريضة نفسيًا بسببه، أنا أحب زوجي أكثر من نفسي، ولا أريد أن أخسره، وأعلم أنني جرحته بهذا التصرف، رغم أن علاقتنا كانت خالية من المشاكل، أنا من النوع الذي إذا فعل شيئًا، يخبر بكل التفاصيل، ولا يخفي شيئًا.
أريد أن أعود كما كنت في نظرهم، وأن تُمحى هذه الصورة التي رسمت عني، لدي ثقة كبيرة فيكم، فاعتبروني ابنتكم، أنا نادمة جدًا على رفع صوتي على أم زوجي، وأتساءل: ماذا أفعل؟ كيف أجعل زواجي يستمر؟ كيف أكون مطيعة لزوجي؟ وكيف أكون زوجة صالحة بلا مشاكل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sohayla حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحرصك على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يعيد الأمور إلى أفضل مما كانت عليه، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.
أرجو أن تعلمي أن قلوب الناس جميعًا بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلّبها ويصرّفها، وأن صدقك مع الله -تبارك وتعالى- وإقبالك عليه سيجعل أم الزوج والزوج، وكل من حولك، لا يحملون لك إلا المشاعر النبيلة، فإن من أقبل بقلبه على الله -تبارك وتعالى- أقبل الله بقلوب الناس عليه، قال العظيم سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾. هذه المسألة الأولى.
المسألة الثانية: من المهم جدًّا أن تعتذري لوالدة الزوج، وهي أم بالنسبة لك، فالحماةُ أم بالنسبة للزوجة، وهي أكبر منك سنًّا، وجديرة بالاحترام، ومهما حصل منها من تقصير فإن الإنسان لا يغضب من والديه، وأيضًا من أجل عين تكرم ألف عين، فأنت تقديرك لهذا الزوج ينعكس على احترامك لوالدته.
ما حصل من الموقف يحتاج منك إلى اعتذار لها، وإصرار على حسن المعاملة، وستعود الأمور -إن شاء الله- إلى وضعها القديم، بل إلى ما هو أحسن، ولكن هذه المسائل أحيانًا تحتاج إلى بعض الوقت، ولذلك استمري على ما أنت عليه من الخير والبر بها، والطاعة، وحسن التعامل مع الزوج، وأعلني ندمك على هذا الذي حدث، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يهديها أيضًا، وأن يجعلها تقبل هذا الاعتذار، ولا شك أن تعاملك المستمر، وقيامك بما عليك من الواجبات وتقديرها؛ سوف يُنسيها هذا، والحماة -والوالدة وكل امرأة- طيبة القلب، وستنسى هذه المواقف المحزنة، إذا وجدت مواقف أخرى جميلة، فاستمري في طاعة الزوج والإحسان إليه، والإحسان إلى أمه، وقومي بما عليك، وتوقفي عن الشكوى عنهم لوالدتك أو لغيرها، فإن الإنسان دائمًا ينتبه في مثل هذه الأمور.
ونحن سعداء بهذا السؤال الذي يدل على خير، ويدل على حرص، وطالما وُجد عندك هذا الاستعداد للتحسُّن ونسيان ما حصل، وتجاوز ما حصل بالاعتذار منه، وطلب رضا هذه المرأة، وطلب رضا ابنها؛ فإن هذا يدل على أنك -إن شاء الله- على خير.
فاجتهدي في الدعاء، وتوجهي إلى الله -تبارك وتعالى- وافعلي الأعمال الجميلة التي تحبها والدة الزوج، واعتذري لها عن هذا الذي حدث، واطلبي من والدتك أيضًا أن تعاملهم بالحسنى، وأن تتناسى مثل هذه المواقف، وأن تشكرهم على المواقف الجميلة الحاصلة منهم، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد، وبإذن الله زواجك سيستمر، ما دمت تحملين هذه الروح، وما دمت حريصة على الخير، وما دمت مطيعة لزوجك، وأصلحي ما بينك وبين الله -تبارك وتعالى- كما قلنا، وسوف يُصلح الله ما بينك وبين الناس.
هذه المشاكل مثل ملح الطعام، ما ينبغي أن تتكرر، ولا ينبغي أن تكثر، وما حصل يحتاج إلى اعتذار، ويحتاج بعده إلى معاملة جيدة، حتى نغيّر الصورة القديمة، التي ربما رسخت بسبب هذا الموقف، ولكن سرعان ما ستزول بمواقف جميلة، فإن المواقف الجميلة كالممحاة تمحو الأشياء الخاطئة، والحسنات كما قال ربنا العظيم: "يُذهبن السيئات".
نسأل الله أن يوفقك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.