تزعجني الأصوات كالشخير والساعة، وتسبب لي تسارع القلب!
2025-10-12 00:42:40 | إسلام ويب
السؤال:
أعاني من حساسية شديدة تجاه بعض الأصوات العادية، مثل الشخير والتنفس العالي، والتي تُعد منخفضة عادة، وحتى صوت الساعة يزعجني، يصاحب ذلك تسارع في ضربات القلب وتعرّق، خاصة عند النوم، مما جعلني أقضي اليوم بأكمله، أفكر في كيفية التخلص من هذه الحالة وإيجاد حلول لها.
أشعر أن عقلي لا يرتاح بسبب القلق المستمر، كما تراودني أفكار متكررة، تدفعني للبحث عن حلول، ولا أعلم إن كانت منطقية، أم مجرد وساوس.
علماً بأنني أعاني من الوسواس القهري، حيث أكرر تفقد الأبواب بعد إغلاقها، وأحرص على التأكد من إقفال الغاز، خوفاً من التسرب، أكثر ما أثر في حياتي هو التفكير الدائم الذي لم أتمكن من التخلص منه.
أرجو منكم مساعدتي في إيجاد حل، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
يبدو من خلال ما ورد في سؤالك أنك تعاني من التفكير الزائد، مما يجعلك شديد الحساسية لما ذكرت من أصوات وغيرها، حتى أنك أصبحت -وكما ورد في سؤالك- تقضي كامل يومك تفكر في طريقة التخلص من هذه الأمور.
أخي الفاضل: نعم ربما التفكير الزائد يُصبح عقبة، أو تحديًا لنا يمنعنا من الاسترخاء، وإنجاز الأعمال كما نحب، ولكن هناك خطوات يمكن أن تُعينك على التخفيف من هذا التفكير الزائد -ولا أقول التخلص منه نهائيًا، وإنما مجرد التخفيف- لتشعر ببعض الاسترخاء والراحة، وسأذكر لك بعض هذه الجوانب المفيد اتباعها، ممّا يخفف هذا التفكير الزائد:
أولًا: الوعي بهذا الموضوع، والذي هو واضح عندك، ولذلك كتبت لنا تسأل الاستشارة.
ثانيًا: ممارسة مهارة إيقاف سلسلة الأفكار أو "قطار الأفكار"، فعادة عندما تبدأ هذه الأفكار؛ فإنها تبدأ بالتسلسل كقطار طويل جدًّا، وهنا تأتي المهارة في إيقاف سلسلة الأفكار، بأن تقول لنفسك: "قف"، أو ربما تكتبها على ورقة لتذكّر نفسك بها، فتتوقف عن استمرار سلسلة الأفكار هذه وقطار الأفكار.
ثالثًا: محاولة التفريغ الذهني عن طريق كتابة الأفكار على ورقة بدل تدويرها في ذهنك، ويمكنك أيضًا بعد أن تكتبها، أن تقسّمها إلى قسمين:
• القسم الأول: ما تستطيع التحكم به، وهنا يفيد أن تعمل عليه.
• والقسم الثاني: هناك أمور في حياتنا لا نستطيع التحكم فيها، فهذه نتركها.
رابعًا: وهذه مهارة يجدها البعض مفيدة (تحديد وقت للتفكير)، يمكنك مثلًا أن تخصص يوميًّا ربع ساعة (15 دقيقة أو 20 دقيقة) لتسترسل في التفكير، بينما خارج هذا الوقت، تُذكّر نفسك بأن لديك موعدًا محددًا في الساعة الفلانية للتفكير الزائد هذا، ولا تسمح له بأن يطغى على يومك كله.
خامسًا: هناك مهارة الحضور الذهني (اليقظة الذهنية)، وتُمارس عن طريق ما يُسمّى بـ (التأريض) التأريض من الأرض، أي أن الإنسان بدل أن يسبح في الأفكار وفي الفضاء الذهني، يذكّر نفسه بمكانه وزمانه الآن، وذلك عن طريق ملاحظة ما هو حوله من أشكال أو ألوان أو أصوات أو روائح، فهذه تساعده على الهبوط إلى الأرض بدل السباحة في الفضاء.
سادسًا: لا بد من إعادة التوازن في جوانب نمط حياتك اليومي، بالحرص على النوم المناسب، والنشاط البدني، والتغذية الصحية، كل هذا يمكن أن يعينك على التخلص من التفكير الزائد، وبالتالي هذا يخفف عندك هذه الحساسية الزائدة.
أخيرًا: إذا صعب عليك القيام بكل هذا بنفسك، فلا مانع من أن تستشير طبيبًا نفسيًّا، أو أخصائيًّا نفسيًّا، فلعله يُجري معك بعض الجلسات لتعينك على التخلص مما تعاني منه.
أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية وراحة البال.