أشكو من وسواس قهري من مادة الرياضيات، فكيف أتخلص منه؟

2025-10-12 01:40:48 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 45 عامًا، حاليًا أُكمل تعليمي الثانوي في المساء، عندي مشكلة وقت الامتحانات في الرياضيات أو في الحفظ؛ فعندما أرى الكميات يأتيني قلق وهلع واختناق فأبكي، ومن حولي يتعبون من قلقي الزائد، قالوا لي: "ادخلي القسم الأدبي حتى يخف التوتر ولا يحدث عندك توتر"، وأنا أرى كذلك أن مع كميات الحفظ الكبيرة يأتيني توتر واختناق.

أنا محتارة يا دكتور، وأرغب بإكمال تعليمي، وأرغب بأن أكون هادئة وعلى طبيعتي مثل غيري.

أيضاً أعاني من وسواس قهري؛ فإذا أردت أن أخرج من البيت لا بد أن أَرجِعَ لأتأكد إن كنت قد نسيت شيئًا، وأيضًا عندما يكون عندي قلق زائد من غير شعور أنتف شعري، مع أني أحاول أن أسيطر على نفسي، وبالفعل أنجح في أن لا أمسك شعري بالأشهر، ويرجع شَعري يطلع من جديد ويطول، لكن التوتر يكون عاليًا، ثم أرجع أنتفه! هذه العادة معي منذ الصغر، وأنا أعاني منها، وأنا لست اجتماعية جدًا، أحيانًا لا أحب أن أخرج من البيت، ويأتيني ضيق وحزن، وليست لديَّ ثقة بالنفس!

تعبت يا دكتور! أريد أن أتغير وأعيش حياتي، إن كانت لديك وصفة طبية تساعدني فأنا أحتاجها، لكني لا أريدها أن تكون وصفة دائمة؛ لأني أخاف من الآثار الجانبية للدواء.

ملاحظة: عملت فحص الغدة، وهي سليمة -ولله الحمد-، كيف أتواصل معك يا دكتور للمتابعة؟

مع تمنياتي لك بدوام الصحة والعافية، وطول العمر.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nareman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكرك أولًا على سؤالك هذا، وثانيًا: على رغبتك وعزمك على متابعة التعليم؛ فهذا أمرٌ طيبٌ نشجع عليه، مهما بلغ الإنسان من العمر، فهذا لا يمنع من أن يستزيد من العلم، ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾، وإن كان العلم ليس بالضرورة دومًا مقتصرًا على الشهادات والامتحانات، فباب العلم مفتوحٌ على الدوام، سواء بامتحاناتٍ أو غيرها، فالعلم والكتب متاحة، والمعلمون متواجدون.

على كلٍّ، يبدو من سؤالك أنك تعانين من حالة عامة من القلق، والذي يظهر عن طريق الرهبة من امتحانات الرياضيات وغيرها، والرهبة أو صعوبة الحفظ الكثير، أو حتى عادة نتف الشعر، أو الوسواس القهري؛ حيث عندما تخرجين من البيت تشكّين بأنك قد نسيت شيئًا أو أمورًا، فتعودين مجددًا.

أختي الفاضلة، هذه الأمور كلها تشير إلى حالة عامة من القلق، والذي هو ربما وراء كل هذه الأعراض والمعاناة، فماذا علينا أن نفعل؟

أولًا: إعادة النظر في نمط الحياة ليكون نمط حياة صحي، بما فيه من النشاط البدني، وساعات النوم المناسبة، والتغذية الصحية المتوازنة، طبعًا هذا بالإضافة إلى المحافظة على العبادة والصلاة، ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾، هذا من جانب.

من جانب آخر: هناك علاجات نفسية، وهناك علاجات سلوكية لكثير من هذه الأعراض التي تعانين منها، وهناك أيضًا علاج دوائي.

أنت عندك رغبة في العلاج الدوائي، ولكن تخافين من الآثار الجانبية، وهذا أمر طبيعي، ولكن هناك أدوية أعراضها الجانبية خفيفة جدًّا، ولكن ربما قد لا تحتاجين إلى العلاج الدوائي إذا باشرت بالعلاج المعرفي السلوكي، وهذا يكون عن طريق جلسات علاجية مع أخصائية نفسية.

ولديكم في بلادكم عدد طيب من الأخصائيات النفسيات، اللاتي يمكنك أن تراجعي إحداهنّ في إحدى العيادات النفسية، فأنا أنصحك بألّا تتأخري أو تترددي في التواصل مع إحدى العيادات النفسية لتبدئي بهذه الجلسات؛ لأنه من خلال هذه الجلسات ستتعرض الأخصائية النفسية إلى القضايا المسببة لكل هذا القلق والتوتر، بما مررت به في مرحلة الطفولة والمراهقة، فهناك أمور كثيرة ربما يفيد التعرض إليها والحديث فيها.

وإذا صعب عليها أن تعطيك الفائدة التي ترجين، فهناك دومًا العلاج الدوائي عن طريق الطبيب النفسي، لكن على كلٍّ، الأخصائية النفسية ستشرح لك كل هذه الأمور.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، ويُدخل الطمأنينة إلى نفسك، وأن يُعينك على متابعة التعليم لتكوني من المتفوقات -بإذن الله-.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net