قلبي متعلق بزوجتي تعلقًا غير طبيعي، فهل في الأمر شيء؟
2025-10-12 02:07:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخوتي الكرام، أشكركم كثيرًا على هذا الموقع الرائع.
الحمد لله، نشأت في أسرة محافظة وعلى قدر من الدين، و-لله الحمد- تلقيت في صغري الكثير من الحنان من أمي الطيبة، وقد أحسنت تربيتي -جزاها الله خير الجزاء-.
لديّ مشكلة، وهي أنني أتأثر كثيرًا، فعلى سبيل المثال: أحب زوجتي حبًّا كبيرًا، وتعلقي بها شديد، وأفكر فيها في كل حين، وأخاف أن يؤثر هذا التعلّق عليّ سلبًا، فكيف أوازن في هذا الأمر؟ وهل حب شخص ما يُعد أمرًا سلبيًا؟
أفكر فيها طوال الوقت، حتى عندما أكون في العمل، وأخشى أن يكون هذا التعلّق الزائد غير محمود، وأتمنى أن يكون قلبي متعلّقًا أولًا بالله -سبحانه وتعالى- ثم بحب رسول الله ﷺ.
أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Bahafid حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونشكر لك أيضًا الوفاء للوالدة التي أحسنت التربية، وهنيئًا لك بالأسرة التي كانت على قدرٍ من الدين، وهذا هو الذي يربح فيه الإنسان.
فاجعل حبك لله وطاعتك لله، وحبك للنبي ﷺ، وحبك لكل ما جاء به الرسول ﷺ، علمًا بأن مما جاء به الرسول ﷺ أن يُحب الرجل زوجته الحلال، وأن يزيد في محبتها بمقدار طاعتها لربها -تبارك وتعالى- وأن يحمد الله -تبارك وتعالى- الذي وضعها في طريقه، وأن يتواصى معها على اتباع النبي ﷺ، وأن يتواصى معها بالحق وبالصبر، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أيضًا أن يُعين الزوج على تفهّم هذه المشاعر النبيلة.
والإنسان ينبغي أن يُدرك أن هذا الحب يجب أن يتحول إلى معانٍ مثل: النصح، والتعاون على البر والتقوى، والحرص على تذكيرها بالله -تبارك وتعالى- وأن تكون عونًا لها على طاعة الله، وتُعينك هي على طاعة الله، ليكون حبًا في الله، وحبًا لله، وبالله.
فالحب الحقيقي هو ما كان في الله، ولله، وبالله، وعلى مراد الله، فأنت تحب الحلال لأن الله -تبارك وتعالى- أجازه، وتحب زوجتك لأنها مُصلِّية، لأنها مطيعة، لأنها كذلك، وتُبين لها أن مكانتها تزداد في نفسك بمقدار طاعتها لربها.
لا إشكال في هذا الذي يحدث، ولكن أيضًا ينبغي أن تجعل لذكر الله نصيبًا، وتحمد الله الذي جاء لك بهذه الزوجة التي تعلّقت بها، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينها أيضًا على الوفاء لك.
واعلم أن حب الله -تبارك وتعالى- وحب الرسول ﷺ هو الأصل، كما قال ابن القيم: "على محبة الله تقوم نواميس الكون"، فاجعل حبك لله معيارًا، تُحب الإنسان لصلاح دينه، وتحب الناس في الله -تبارك وتعالى- وتحب زوجتك لأنها الحلال، ولأنها مطيعة للكبير المتعال سبحانه وتعالى.
ونتمنى أيضًا أن تشغل نفسك بما يُصلح هذه العلاقة، وبما يُصلح هذه الأسرة، فتحافظ على عملك وتؤدي وظيفتك، وإذا كنت في البيت يكون همّك البيت، وإذا كنت في العمل تهتم بهذا العمل الذي تطلب منه رزقك، ونسأل الله أن يعينكم على كل أمرٍ يرضيه، وأن يؤلّف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب.