مصاب بالسحر، فهل أكتفى ببعض الرقية بدلا عن سورة البقرة؟

2025-10-12 02:42:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

ذهبت إلى شيخ؛ لأنني أشعر أنني مصاب بسحر، وقد أعطاني طريقة للعلاج، وهي أن أستمع إلى سورة البقرة كاملة، ثم أضع ماء وأقرأ عليه المعوذات، وآخر آيتين من سورة البقرة، وسورة الكافرون، وسورة الفاتحة، وآية الكرسي، وأكرر كل مقطع سبع مرات، ثم أشرب من الماء لأرتوي، وبعدها أغتسل به، هل هذه الطريقة صحيحة؟
ولدي سؤال آخر: هل يمكنني الاكتفاء بقراءة آية الكرسي، وآخر آيتين من سورة البقرة بدلاً من الاستماع إلى السورة كاملة؟ لأنني لا أملك الوقت الكافي.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أخي الكريم في إسلام ويب، وردًا على استشارتك أقول مستعينًا بالله تعالى:

ما ذكره الشيخ من أنك تستمع لسورة البقرة كاملة، ثم تقرأ على ماءٍ مجموعةً من السور والآيات (الفاتحة، وآية الكرسي، وآخر آيتين من البقرة، والمعوذتين، وسورة الكافرون)، وتقرأ كل مقطع سبع مرات، ثم تشرب من الماء وتغتسل به؛ فهذا في أصله لا حرج فيه شرعًا؛ لأنه داخل في باب الرقية المشروعة.

ولو أنك أتيت بسبع ورقات من شجرة السدر (النبق) ثم طحنتها، ثم وضعتها في الماء، ثم قرأت كذلك في الماء إضافةً إلى السور والآيات المذكورة سورةَ البقرة كاملة، فذلك أفضل؛ لأن بعض أهل العلم ذكر ذلك، وأنه مجرّب في معالجة السحر خاصة.

الأصل في الرقية الشرعية أن تكون بـ: (القرآن الكريم، والأدعية المأثورة الصحيحة المفهومة، والخالية من الشرك بالله تعالى)، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في صحيح مسلم: (اعرضوا عليَّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك)، وكان صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه بالمعوذتين، وكان يرقي غيره بالفاتحة وغيرها من الآيات.

ينبغي أن تعلم أن الرقية لا يُشترط فيها عدد محدد من التكرار، ولا ترتيب خاص، إلا ما ورد به دليلٌ شرعي، وما ذكره الشيخ من سبع مرات هو من باب التجربة لا التوقيف؛ فيجوز لك القراءة أقل أو أكثر من ذلك.

الاستماع لسورة البقرة له أثر عظيم في طرد الشياطين وإبطال السحر، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي ﷺ قال: (اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة)، أي: السحرة، ومعنى الحديث أن قراءتها أو سماعها يجلب البركة، ويحفظ البيت من الشياطين.

لكن الأفضل والأكمل أن تقرأها أنت بنفسك إن استطعت؛ لأن القراءة منك فيها نية واحتساب وتدبّر، بخلاف السماع، فهو نافع لكنه دون القراءة في الأجر والأثر.

وإن لم تستطع قراءة سورة البقرة كاملة لضيق وقتك أو ضعفك، فيمكنك فعل ما يأتي:
• أن تقرأ منها ما تيسر كل يوم ولو نصف جزء؛ فالتدرج أحب إلى الله من الانقطاع.
• أو تستمع إليها وتنوي بذلك الرقية والشفاء؛ فذلك نافع بإذن الله.
• الاقتصار على آية الكرسي من البقرة، فآية الكرسي هي أعظم آية في القرآن الكريم، وفيها اسم الله الأعظم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي في ليلةٍ لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح) رواه البخاري.
• الآيتان الأخيرتان من البقرة قال فيهما النبي صلى الله عليه وسلم: (الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ)، ومن معاني "كفتاه" أي: من الشيطان الرجيم.
• قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة في البيت ثلاث ليالٍ تطرد الشيطان، يقول عليه الصلاة والسلام: (إن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يُقرآن في دارٍ ثلاث ليالٍ فيقربها شيطان).

نوصيك بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، مع الإكثار من النوافل وتلاوة القرآن الكريم، والمحافظة على أذكار اليوم والليلة، فهي الحصن الحقيقي من السحر، والحسد، والعين وكل أذى.

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسَلْ ربك أن يمنَّ عليك بالشفاء العاجل، وتحرَّ أوقات الإجابة، وادعُ ربك فيها.

لا تجعل الوساوس تسيطر عليك بأنك "مسحور"، حتى لا يتحول الأمر إلى قلقٍ دائم، فاليقين بأن الله هو الشافي أهم من معرفة السبب.

نسأل الله تعالى أن يمنَّ عليك بالشفاء التام، وأن يصرف عنك كل أذى، وأن يجعل القرآن العظيم ربيع قلبك، وشفاء صدرك، وجلاء همك، ونورًا لبصرك.

www.islamweb.net