طلبات أهل العروس التعجيزية سببت توترًا في علاقتي بابني!
2025-10-13 01:23:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقدّم ابني الشاب لإحدى الفتيات، وتمت قراءة الفاتحة -والحمد لله-، لدي بيت يحتوي على شقق مخصصة لكل أبنائي، وبدأ ابني في تجهيز شقته، ولم نطالب الفتاة بتجهيز أي شيء من الأثاث أو الأجهزة؛ فابني سيتكفل بتجهيز شقته بالكامل.
لكن فوجئنا بأن أهل العروس يبالغون كثيرًا في طلباتهم، مثل كتابة الشقة باسم ابني، وشراء ذهب بما يعادل مليون جنيه، وكتابة قائمة منقولات تشمل كل شيء في الشقة، رغم أنهم لا يساهمون بأي شيء نهائيًا، فرفضنا أنا ووالدته هذه المطالب المبالغ فيها، وقلت له إنه يمكن عمل عقد إيجار له بالشقة الخاصة به، لكن الشرطين الآخرين لن أنفذهما.
مع العلم أن ابني يعمل، وله دخل ثابت مرتفع، ويستطيع شراء ذهب بقيمة ربع ما طلبوه، لكنه تحول إلى شخص آخر، وأصبح يتشاجر معنا بشكل سيئ، ويرفع صوته علينا، ويتعامل معنا وكأننا أعداؤه، وحدثت فتنة وفرقة شديدة بيننا بسبب هذه الفتاة، حتى أصبحنا نكرهها ونكره أهلها بسبب تحريضه المستمر ضدنا.
قررنا عدم تنفيذ طلباتهم، وإن أراد الزواج بها، فليتزوجها بإمكانياته الخاصة، ولا يطالبنا بشيء، لكنه وبشكل يومي يتشاجر معنا بعصبية شديدة، ويرفع صوته مطالبًا بكتابة الشقة باسمه، ومنحه المال لشراء الذهب، وقد قررنا عدم الاستجابة له.
هل أنا مخطئ؟ وماذا أفعل؟ لقد أصبحنا غاضبين عليه، ونخاف عليه من عقاب الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أيها الأخ الكريم- ونسأل الله أن يهدي ابننا إلى الخير، وأن يهدي زوجته وأهلها إلى الخير والقناعة والرضا، وأن يُلهمنا السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.
لا شك أن هذه المبالغات مما يُزعج الوالدين، ولكن الذي نتمناه هو أن تُدار الأمور بمنتهى الهدوء، ولا مانع من رفض أي شيءٍ لا يُعقل ولا يُقبل، وأي تكلفة زائدة، ولكن ينبغي أن يكون ذلك بمنتهى الهدوء، وأشعروا (ابننا) بأنكم معه، وأنكم تراعون مصلحته، وأن مثل هذه الطلبات لا يجوز أن تكون بهذه الطريقة المبالغ فيها، ونسأل الله أن يُعينه على تفهم ما يحدث.
وحقيقةً، مثل هذه المواقف لها آثار سلبية على نسيج الأسرة، وعلى العلاقات داخل الأسرة، وهذا ما لا نريده؛ لذلك ينبغي – وأنتم تحاورون هذا الابن – أن تُشعروه بأنه محبوب، وأنه مهم، وأنه غالٍ عليكم، وأنكم تريدون مصلحته، وانتقوا العبارات عندما تتكلمون معه، واصبروا عليه إذا غضب، ليس لأنه الأكبر، ولكن لأنه متأثر بدوافع أخرى، ربما تؤثر عليه هذه الزوجة، ومتأثر بهذا الموقف الذي حدث.
ولذلك نتمنى أن تُدار الأمور بمنتهى الحكمة وبمنتهى الهدوء، وليكن الرفض أيضًا بلطف، وحاولوا أيضًا أن تستفيدوا من العقلاء والعاقلات والفضلاء، حتى يتدخلوا عند تلك الأسرة، من أجل أن يُبيّنوا لهم مصلحة ابنتهم، فإنه ليس من مصلحة البنت أن تُبالغ بهذه الطريقة، فالمبالغات في الصداق (المهر) أو في تبعات الزواج أول من يتضرر منها هي الزوجة، ولذلك قال عمر رضي الله عنه: "هذا يجعل البغض في قلب الزوج على زوجته"، ولئن كان الابن اليوم يدافع عنها، فغدًا سيكره هذه الفتاة التي كلّفته كثيرًا، والتي استنزفت وسحبت ما عنده من أموال، هذه الفتاة التي خرّبت بينه وبين أسرته.
ولذلك: هذا التوتر ليس فيه مصلحة لأحد، فنتمنى أن تُدار الأمور بهدوء، وحبذا لو كان له إخوة أو أخوات في سِنِّه، أن يُبادروا أيضًا بنصحه والكلام معه، وتذكيره بفضل الوالدين، وبأن الموقف الذي اتخذوه إنما هو لمصلحته ولا يريدون له الضرر؛ ولأن ما حصل من تلك الأسرة أزعج الجميع، يعني بهذه الطريقة يُكلمونه، ونسأل الله أن يهديه إلى الحق والخير والصواب، ونتمنى أن يعود إلى صوابه، وأن يعود إلى أسرته.
وأيضًا نتمنى من تلك الأسرة أن تخرج من دائرة الطمع، وأن تكون طلباتُهم معقولة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.