طفلي في السادسة ويظن جده هو والده، هل أخبره بالحقيقة؟
2025-10-19 01:46:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا مطلقة منذ فترة، ولدي طفل يبلغ من العمر ست سنوات، ووالده لم يره منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولم يقابله طوال هذه المدة، أعيش مع والدي، وابني يعتقد أن جده هو والده، وأن جدته هي أمه، هو الآن في مرحلة الدخول إلى الصف الأول الابتدائي، ولا أعرف كيف أتعامل معه، وهل يجب أن أخبره بالحقيقة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جهاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وبعد:
فاعلمي -بارك الله فيك- أن الابتلاء سنة إلّهية يمتحن الله بها عباده ليطهّر قلوبهم، ويرفع درجاتهم، قال تعالى: (ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين) والعبد لا يبتلى ليُعذب، بل ليُصقل ويقترب من ربه، فإن صبر ورضي نال الأجر والطمأنينة، ثم إن العبد لا يعرف الخير من الشر، فقد يرى في البلاء شرّاً، وهو في الحقيقة خيرٌ ساقه الله إليه، أو يظن في النعمة خيراً وهي باب فتنة لا يدركها، قال سبحانه: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌّ لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون) فما نراه اليوم وجعاً قد يكون غداً نجاة، وما نحسبه خسارةً قد يكون حفظاً ورحمة، والحكمة أن نسلّم لحكم الله، ونتعلّم من كل ما يصيبنا معنى الرضا والتوكل.
وبخصوص ما تفضلت به، فإننا نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: الزمن جزء من العلاج، وما حدث ليس عيبًا نستتر منه، ولا فضيحة نتوارى خجلاً منها، فكثيرًا ما يحدث الطلاق بين الأسر، وتمر الحياة طبيعية، أو قريبة من ذلك، فلا تضخمي المشكلة في نفسك خاصة، والطفل يعيش بين أسرته، وفي أحضان أمه وجده وجدته.
ثانيًا: تهيئة هادئة قبل الكلام:
ابدئي منذ الآن بالتأكيد على الألقاب الحقيقية بأسلوب لطيف: جدّك يحبك، جدتك تنادي عليك، اجعلي هذا في مواقف اعتيادية يومية، دون نفي قاس لما يظنه، ودون إسراف في التفاصيل.
ثانيا: أسئلة متوقعة وإجابات قصيرة:
أين أبي؟ «يعيش في مكان آخر»، لماذا لا يزورني؟ هل أنا السبب؟ «لستَ السبب أبداً، الكبار لديهم أمور بينهم، وأنت غير مُلام»، هل سأراه؟ «إن كان في ذلك مصلحتك وأمانك سنفكّر فيه مع الكبار ونخبرك»، زملائي لديهم آباء في البيت؟ «كل العائلات مختلفة، والمهم أن يكون في البيت حبٌّ واهتمام».
ثالثًا: ما الذي نتجنّبه:
- لا ننفي فجأة وبقسوة ما كان يظنّه، ولا نستخدم عبارات لوم أو ذمّ للأب.
- لا ندخل الطفل طرفاً في أي صراع بين الكبار.
- تأجيل الحقيقة إلى أن يكتشفها في المدرسة.
- تجنب الإسهاب في تفاصيل الانفصال، أو ذمّ والده.
- إطلاق وعود لا يمكنك ضمانها، مثل: (سنزور أباك قريبًا).
- تغيير الألقاب فجأةً أمام الناس من غير تمهيدٍ له مسبقًا.
رابعًا: من المفيد كذلك التواصل مع الأب عن طريق بعض الوسطاء الصالحين؛ لتذكيره بدوره وضرورة تواصله مع ولده، وأن يكون ذلك بدافع الحرص على الطفل، وليس لإدخاله في معارك جانبية.
وأخيرًا: لا تقلقي، فالله لم ينزل بلاءً إلا وفيه اللطف، والطفل سيكتشف ويتعايش مثل كل الأطفال الذين مروا بتجربته، فلا تضخمي الأمر، ولا تسرفي في التفاصيل، واتبعي ما مضى، وستجدين الخير -إن شاء الله تعالى-.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.